1106847
1106847
تقارير

من المملكة إلى الجمهورية إلى المستقبل - الـنـيـبـــال طبيعة خلابة وتعدد ثقافي وأعلى قمة في العالم

19 سبتمبر 2017
19 سبتمبر 2017

إعداد : عماد البليك -

نيبال أو جمهورية نيبال الديمقراطية الفيدرالية رسميا، هي دولة تقع في جبال الهملايا بين الهند والصين بشبه القارة الهندية، ولا تطل على أي بحار خارجية، وقد أخذت طابع الجمهورية منذ 28 مايو 2008، وهي تقع في منطقة معقدة التضاريس.

ومنذ القرن الثامن عشر الميلادي اتضحت حدودها الحديثة والأقاليم الأربعة التي تكونها: الشرقي، الأوسط، الغربي، والغربي الأقصى، أما عدد المقاطعات داخل هذه الأقاليم الأربعة فيبلغ 75 مقاطعة.

استوطنت نيبال شعوب كيراتا منذ أكثر من 2500 سنة، غير أن النيبال ذكرت تاريخيا في المدونات القديمة التي تحدثت عن جمال هذه البلاد، كما يظهر ذلك في بعض النصوص الدينية.

وقبل 500 سنة من الميلاد، كانت هناك ممالك صغيرة واتحادات عشائرية في الجنوب النيبالي، ومن واحدة من تلك العشائر ظهر الأمير سيدهارتا غوتاما الذي عاش في الفترة من 563 إلى 483 قبل الميلاد، وعرف في التاريخ باسم بوذا «أي المستنير» الذي ما زال أثره باقيا إلى اليوم وأسس للديانة البوذية.

وحكمت النيبال عبر القرون بواسطة ملوك وتعاقبت العديد من السلالات في الحكم وقد حصلت العديد من الانقسامات في البلاد، إلى أن كانت سلالة قبيلة المالا في القرن الرابع عشر الميلادي التي استطاعت أن توحد أغلب وسط النيبال، وحصل بعدها انقسام البلاد لثلاث ممالك هي: كاتماندو، باتان، بهاكتابور، التي توحدت في منتصف القرن الثامن عشر بواسطة أحد القادة التاريخيين بريثفي نارايان شاه وقواته.

منذ عام 2008 وقد أعلنت نيبال جمهورية بعد 240 عامًا من الملكية، وفي 20 سبتمبر 2015 فقد أقرت البلاد الدستور الجديد وهو أول دستور منذ تحولها إلى جمهورية، بعد أن كان البرلمان قد ألغى الملكية رسميا قبل سبع سنوات، وبهذا فإن 20 سبتمبر من كل عام يعتبر يوما مهما في تاريخ البلاد الحديث، وتمر الآن الذكرى الثانية لهذا الحدث.

ويتذكر النيباليون يوم 23 ديسمبر 2007 حيث تم الاتفاق على إنهاء الحكم الملكي في البلاد بعد سنين من القتال بين قوات الحكومة وقوات المتمردين الماويين، وبالفعل تم التطبيق في 2008 بعد تصويت شهير بالبرلمان، وأعلن 28 مايو عيدًا وطنيًا.

من ناحية الموقع، فإن النيبال تجاورها التبت التابعة للصين من الشمال، وتحدها الهند من الشرق والجنوب والغرب، وهي تأخذ طولها من الغرب إلى الشرق، وعرضها من الشمال إلى الجنوب في مساحة تقدر بـ141 ألف كيلومتر مربع، وعدد سكان يقترب من 27 مليون نسمة.

عاصمة النيبال هي كاتماندو وهي أكبر المدن، ويبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة، في مساحة تقدر بـ50.6 كيلومتر مربع، ويعود تاريخ تأسيس هذه المدينة التاريخية إلى القرن الثامن الميلادي بالتحديد عام 723م.

ومن المدن الأخرى المهمة في البلاد: بوكهرا، بهيرهوا، بتول، بيرات نغر، بير غنج، دهران، جنكفور دهام.

وإذا كانت النيبال ذات طبيعة تضاريسية، حيث تصل بعض الارتفاعات من 3000 متر إلى 8 آلاف متر عن مستوى سطح البحر، فإن الجانب المهم في هذا هو أن النيبال تضم أعلى قمة جبلية في العالم وهي قمة إفرست التي يقدر ارتفاعها بـ 8848 مترا، والتي تتشارك فيها مع الصين، حيث تقع بين حدود البلدين، في منطقة التبت، وتطل إفرست النيبالية على منطقة سجارماتا في النيبال.

كذلك فإن النيبال، بلد به العديد من روافد الأنهار والوديان والمستنقعات، ويقدر استغلال الأراضي الصالحة للزراعة بحوالي 17 بالمائة، وتنتج البلاد العديد من المحاصيل الدائمة، كما أنها تتمتع بالموارد الطبيعية الأخرى مثل معادن الكوارتز والفحم والنحاس والكوبالت والحديد الخام، كذلك المياه المتدفقة والأخشاب.

وهي بلد له طبيعة جميلة وخلابة، والطقس بارد لاسيما في المرتفعات، حيث تغطي الثلوج قمم الجبال وتنخفض درجة الحرارة ما دون درجة الصفر؛ وفي مقابل ذلك فإن الوديان المحمية بالسلاسل الجبلية تكون دافئة بشكل عام.

وتهطل الأمطار في الصيف بما يماثل نظام الأمطار الموسمي في شبه القارة الهندية.

هذا التنوع في البيئة والتضاريس جعل النيبال تضم المناطق الاستوائية من الغابات إلى المراعي الجبلية إلى الغابات الصنوبرية ومن ثم الصخور فالجليد الذي يغطي المرتفعات.

النيبال من حيث السكان بلد متعدد الأعراق، وبه حوالي 40 لغة محلية، منها اللغة المغولية التي يتحدث بها سكان المناطق الجبلية من الهملايا شمال النيبال، وهناك لغات ذات أصل هندي، وغيرها من اللغات البوماوية والأردية، ما يجعل النيبال بلدا بثقافات متنوعة.

ونجد أن 60 بالمائة من سكان البلاد يعيشون في الأودية الجبلية، فيما قرابة 40 بالمائة منهم ينتشرون في إقليم تيراي، وقد ارتفع عدد السكان بدرجة كبيرة من 18 مليونًا في عام 1988 إلى 26.6 مليون في عام 2011 وأغلب الفئات العمرية في السن من 15 إلى 64 سنة، حيث يشكلون حوالي 60 بالمائة من السكان، ويقدر متوسط العمر بـ66.16 سنة.

بالنسبة للديانات في النيبال، فهي الهندوسية التي تحتل النسبة الأكبر بحوالي 80 بالمائة، ومن ثم البوذية 10 بالمائة فالإسلام حوالي 5 بالمائة فالمسيحية وديانات أخرى، وقد فتح النظام الجمهوري حرية الاعتقاد وألغى كون الهندوسية هي ديانة البلاد الرسمية وفق النظام الملكي القديم.

بالنسبة لاقتصاد البلاد فالزراعة هي عماده، وهي حرفة السكان منذ القدم، حيث يعمل حوالي 90 بالمائة من الشعب بها، وأبرز المحاصيل المزروعة في المساحة التي تقدر بعشر البلاد، هي الأرز والقمح والفاكهة، وحيث تزرع في الوديان المحاطة بالهضاب، كذلك تتمتع البلاد بثروة كبيرة من الأخشاب التي تصدر في الغالب للهند المجاورة، كذلك يمارس السكان حرفة الرعي وتربية الحيوانات، بالإضافة إلى وجود الثروات المعدنية التي لم يستغل أغلبها. وقد نشأت صناعات في النيبال ذات طابع زراعي مثل صناعة الأرز وقصب السكر والسجائر والمنسوجات كذلك السجاد، وأيضا صناعة الأسمنت والطابوق. ومن الصادرات في هذا الإطار البضائع الجلدية والملابس والحبوب.

وتمثل السياحة رافدًا مهمًا للاقتصاد ومصدرًا للعملة الأجنبية، نسبة لطبيعة النيبال الجميلة، والسياحة عموما ذات شقين، السياحة الدينية، حيث المعابد الأثرية والمعمار التقليدي، والسياحة المتعلقة بتسلق الجبال.

غير أن النيبال تستورد المشتقات النفطية والأسمدة والمعدات عموما.

خلال السنوات الأخيرة تطور معدل التعليم بشكل واضح، حيث وصلت نسبة دخول المدارس إلى 90 بالمائة في 2009 بعد أن كانت متدنية جدًا إلى وقت قريب، وقد عمل البنك الدولي على مساعدة البلاد لتحقيق قفزة في الأهداف التعليمية، والبلاد بها جامعات ذات تخصصات مختلفة.

وتسعى النيبال لتصبح دولة متقدمة من حيث تطوير شبكة الطرق وتحسين أوضاعها، كذلك زيادة خدمات الاتصالات، وبالنسبة للمطارات فهناك مطار تريبوفان الدولي بكاتماندو العاصمةوهو الأشهر بالنيبال.