saltan
saltan
أعمدة

قلم بلا حبر : لا للصيانة الإسعافية

19 سبتمبر 2017
19 سبتمبر 2017

ســـلطان الحوسني -

[email protected] -

قد يكون من السهل بناء وتشييد المنشآت الرياضية وانتشارها في كافة أرجاء الوطن، خصوصًا في ظل وجود رعاية وإدراك بالغ بأهمية توفرها وقيمتها لاستيعاب الشباب من الجنسين لممارسة مختلف أنشطتهم الرياضية في ظروف ملائمة وفي أماكن معلومة ومجهزة بالوسائل والإمكانيات والخدمات المخصصة لممارسة مختلف الأنشطة.

وما انتشار وتواصل إنشاء المنشآت الرياضية اليوم في مختلف أندية السلطنة بناء على المكرمة السامية من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- إلا دلالة واضحة بالرعاية الكريمة من جلالته لأبنائه الرياضيين، وتأكيد على الدور البارز الذي يجب أن تقوم به هذه الأندية لتكون حاضنة للشباب كونها تعتبر خلايا التماس الأولى بالموهبة الرياضية.

ومع ثقتنا وتأكيدنا لأهمية وقيمة هذه المنشآت وضرورة توفرها، يجب التأكيد أنه من الصعب وجود إدارة سليمة تقوم بتسييرها والحفاظ عليها في ظل محدودية القدرات المالية والبشرية لمعظم إذا لم يكن كل أنديتنا، والتي تعبر أحوالها الحالية عن ضعف قدرات الأندية لإدارة شبه المنشآت التي تملكها حاليًا، فكيف هو الحال مع تعدد وتنوع المنشآت التي تقوم بإنشائها الحكومة اليوم ممثلة في وزارة الشؤون الرياضية تنفيذًا للأوامر السامية ؟!

ويجب إدراك أن تكلفة التشغيل والصيانة والتحديث سوف تمثل أحد الأعباء الثقيلة على موازنات الأندية الضعيفة، ولا تستطيع تحمل تكاليفها المستمرة سواءً مصروفات الصيانة الضرورية أو تكلفة التشغيل الواجب أن يكون لها نهج وتخطيط واضح ومحدد.

وهذا الأمر قد يمثل درجة عالية من المخاطرة والمغامرة بأموال كبيرة صرفت لتوفير هذه المنشآت الحديثة، فالطابع التقليدي القائم على الإصلاح وقت الأعطال -إن وجد- وتوفر من الأندية لهذه المنشآت قد يتسبب في دفع أموال كبيرة على هذه الصيانة التي يمكن وصفها بالصيانة الإسعافية.

عليه فأنه من المهم والضروري تطبيق مناهج حديثة تقوم عبر الارتباط بعقود دائمة للصيانة والتشغيل تشرف عليها وزارة الشؤون الرياضية لتضمن ديمومة عمل هذه المنشآت بالشكل المثالي وأيضًا عدم هدر المال العام الذي صرف عليها لو ترك الأمر للأندية لإدارتها وصيانتها، فهي أندية تعاني من شح الموارد المالية وأيضا غياب الخبرة والكفاءة لدى الأيادي العاملة لديها من الجنسيات الآسيوية التي تجتهد في تنظيف المنشآت القديمة البسيطة التي لم تسلم من الإهمال والعبث رغم بساطتها الشديدة.

وهنا فأنه من المأمول والمنتظر من وزارة الشؤون الرياضية تبني هذا الأمر من خلال توقيع عقود صيانة وتشغيل لهذه المنشآت الحديثة لضمان تفعيلها وأيضا الحفاظ على المال العام الذي صرف عليها لتكون ذات فائدة ونفع على رياضتنا وشبابنا، وتحقق لرياضتنا استدامة وإطالة عمر هذه المنشآت التي تحتاج إلى رعاية واهتمام بالغ يوازي اهتمام القيادة الحكيمة بتوفيرها لخدمة أبناء الوطن. فالمنصف لا يمكنه إنكار قيمة هذه المنشآت وقدرتها على أن تمثل إضافة إيجابية في القطاع الرياضي والشبابي وأن تكون عامل مهم في استقطاب أبناء المجتمع ليكونوا فاعلين ونشطين في الأندية وإبراز مواهبهم وطاقاتهم إذا ما وفرت لهم الأجواء المناسبة والأدوات الملائمة لذلك.

■ ■ آخر سطر...

من الجيد أن يكون لديك المال والأشياء التي يمكن شراؤها بالمال، لكن جيد أيضًا أن تتأكد من أنك لم تفقد الأشياء التي يمكن شراؤها بالمال.