1091735
1091735
مرايا

الدراجات النارية والهوائية مصدر إزعاج للأحياء السكنية

06 سبتمبر 2017
06 سبتمبر 2017

لا تراعي حرمة الأهالي -

استطلاع- نايف بن علي المعمري -

تُعاني الكثير من الأحياء السكنية في بلادنا مشكلة انتشار الدرجات الهوائية والنارية بشكل واسع في الآونة الأخيرة، وربما هي الدعوات التي يطلقها قائدو الدرجات الهوائية والنارية على حد سواء في مواقع التواصل الاجتماعي التي سهلت الكثير على هواتها التجمع والتكتل بين حين والآخر، ولا شك أن ممارسة الهوايات بشتى أنواعها أمر محمود ومرغوب إن كانت تراعي آداب ممارستها، والأماكن المخصصة لها، كما تُشجع عليها الجهات المسؤولة.

إلا أنه من المؤسف حقا واللافت للنظر أن هناك تجمعات وتكتُلات لهواة الدراجات الهوائية والنارية تتم في الأحياء السكنية وبين أروقة شوارعها؛ حيث يمارسون هوايتهم بحرية تامة في ركوب الدراجات دون تقيد أو مراعاة لمن يسكنون تلك الأحياء، وكأنما الشوارع أصبحت ملكا لهم، فهي جاهزة وممهدة لممارسة ركوب الدراجات، ولا شيء يعترضهم إلا ببلاغ لشرطة عمان السلطانية هنا وهناك، أو بارتكاب حادث سير يقعون هم ضحيته أو غيرهم، هذا إلى جانب ما تسببه تلك الظاهرة من إزعاج، وتفحيط، ومضايقة للمارة وقائدي المركبات وانبعاث روائح الكربون، وتضخيم مكبرات الصوت فيها، وصريخ وعويل ممارسيها.

ويبدو أن أهالي بعض الأحياء السكنية- كما هو الحال في حي السلام بولاية بركاء- قد أبلغوا الجهات المختصة، وتمت متابعتهم وفق ما أشارت إليه الآراء لأيام معدودة فقط، ثم عادت المشكلة بنحو متزايد أكثر من ذي قبل، لذا تطالب الآراء التي استطلعتها مرايا الجهات المختصة بإيجاد حلول للحد من هذه الظاهرة، وفرض عقوبات أكثر صرامة على ممارسي مثل هذه الهوايات وسط الأحياء السكنية.

آثارها السلبية

يؤكد ناصر بن سيف العامري، من حي السلام بولاية بركاء أن هذه الظاهرة منتشرة بشكل كبير، لاسيما الدراجات النارية، ولا يزال أهالي الحي الذي يسكن فيه يشتكون ما تسببه تلك الآفة- على حد تعبيره- من إزعاج مستمر لهم وللمارة وانبعاثات الكربون السامة منها، وخطر ذلك الغاز المبعث على القاطنين والبيئة، ويضيف ناصر العامري: إلى جانب إضرارها بالبيئة ومضايقة القاطنين، فهي سبب لوقوع الكثير من الحوادث التي راح فيها الأبرياء، ويؤكد العامري أن مستخدمي تلك الدراجات سواء كانوا من شباب الحي أنفسهم أو جاؤوا من أحياء أخرى فإنهم لا يراعون حرمة المساكن، حيث المهم عندهم تفريغ طاقاتهم في ممارسة قيادة دراجاتهم دون مبالاة بأهالي الحي.

ويشير ناصر العامري إلى أنهم أبلغوا شرطة عمان السلطانية، وقد قاموا بدورهم في هذا الجانب، إلا أن تجمعات هواة قيادة الدراجات عادوا مرة أخرى فور ذهاب رجال الشرطة، ويناشد ناصر العامري مرة أخرى شرطة عمان السلطانية بأن تكثف جهودها في القيام بدوريات مهامها الخاصة ومعرفة هذه الدراجات النارية من أين؟ ولمن؟، كما يناشد الأهالي بالتعاون مع رجال الشرطة، وضرورة احتجاز الأشخاص الذين يمارسون هواية ركوب الدراجات وسط الأحياء السكنية، ومصادرة دراجاتهم، وإحالتهم إلى إدارة الادعاء العام لمقاضاتهم.

ضجيج وشغب

ويقول إبراهيم اليحمدي من حي السلام أيضا بولاية بركاء واصفا ما تخلفه ممارسة ركوب الدراجات الهوائية والنارية من مشكلات في وسط الأحياء السكنية: هناك في الحقيقة عدة مشكلات سواء من ناحية سائقي الدارجات أو من ناحية المكان الذي يمارسون فيه هوايتهم بالقرب من المساكن، فمن ناحية سائقي الدراجات، فتجدهم لا يكتفون بقيادة دراجاتهم فحسب، بل الغالبية منهم يحدثون ضجيجا وشغبا أثناء قيادتها ما يسبب إزعاجا للقاطنين، وخصوصا أن المنازل مكتظة في مثل هذه الأحياء السكنية ومتقاربة مع بعضها وقريبة من الشوارع، الأمر الذي يجعل صدى أصوات الدراجات عند السير بينها أكبر مما هي عليه، وخصوصا في أوقات متأخرة من الليل، فكيف بأشخاص يقومون بعمل مكبرات صوت لدراجاتهم؟

ويضيف مستطردا: هذا الأمر يسلب أهالي الحي أوقات راحتهم، ناهيك أن بعض هواة قيادة الدراجات النارية بالتحديد لا يحملون رخص قيادتها، وبالتالي لا يمكن السماح لمثل هؤلاء بقيادة دراجاتهم وسط تلك الأحياء.

سبب رئيسي

ويؤكد إبراهيم اليحمدي أن سبب تجمعات وتكتلات سائقي الدراجات بنوعيها في أحياء معينة يعود إلى أبناء الحي نفسه الذين يمارسون قيادة الدراجات، حيث يتم التنسيق بينهم وبين هواة من خارج الحي لقيادة الدراجات من خارج الحي والقدوم إلى الحارة الموجودين فيها، وهو أحد الأسباب الرئيسة في وجود هذه المشكلة، فهناك ترابط واضح بينهم، حيث يعرفون بعضهم بعضا، كما أن الشباب المضيفين الموجودين داخل الحي يوفرون الدعم المعنوي، وأنه لا توجد أي مشكلة لو قاموا بممارسة هواياتهم في ركوب الدراجات وفي اتخاذ شوارع وطرقات الحي للتسابق والترفيه والمتعة، ويرى اليحمدي أنه من الضرورة بمكان أن يعي أهالي الحي أنفسهم خطورة هذا الأمر، وأن لا يسمحوا بمثل هذه السلوكيات في حيهم.

ويتوجه إبراهيم اليحمدي بالشكر الجزيل إلى شرطة عمان السلطانية ودورها في العمل للحد من هذه الظاهرة، حيث يقول: أقول؛ من لا يشكر الناس لا يشكر الله، أقولها بالفعل شكرا لشرطة عمان السلطانية ودورهم المحمود في العمل على الحد من هذه الظاهرة، ويناشد إبراهيم اليحمدي شرطة عمان السلطانية بتكثيف عملها في كل الأوقات وليس لفترات معينة فقط، وخصوصا الأحياء السكنية التي تكثر فيها تجمعات سائقي الدراجات بشكل مستمر، ويستطرد قائلا: فعلا أصبح الوضع لا يُطاق، فمنذ أسبوع تقريبا تعرضت إحدى بنات جاري للدهس، والأمرُّ من ذلك هو هروب صاحب الدراجة.

ويقترح قائلا: يستوجب والحالة هذه تشديد العقوبات بهذا الشأن، وتوفير خط ساخن يختص بمثل هذه الإشكاليات التي تمثل مصدر إزعاج للسكان في المناطق السكنية، ولا يقتصر الأمر على حي السلام بولاية بركاء فقط، بل هناك العديد من المناطق الخارجية التي تُعاني من الأزمة نفسها في الشوارع المختلفة.

ووضح قائلا: وحقيقة هناك أيضا ضعف وعي من قبل بعض أولياء الأمور، حيث تجد البعض يبادر إلى أن يمتلك ابنه دراجة نارية وهو يدرك أنه يقود الدراجة بدون رخصة رسمية، مما يعد أيضا كارثة حقيقية في حد ذاتها، لذلك لا بد من توعية أولياء الأمور أولا من خلال حملة إعلانية وإعلامية عبر وسائل الإعلام المختلفة، وعبر المجمعات التجارية، ومن خلال المحاضرات والندوات الدينية، ثم توعية الأبناء بخطورة هذا الأمر على أنفسهم وعلى الآخرين.

سلوكيات دخيلة

في حين يضيف بدر بن حمود الزدجالي مشكلات أخرى تنجم عنها تلك التجمعات لسائقي الدراجات النارية والهوائية في وسط الأحياء السكنية بقوله: قد تتسبب هذه الظاهرة في ظهور مشكلات أكثر خطورة مثل: التجمهر والتجمع بين أصحاب الدراجات مما قد يؤدي إلى استمطار أفكار المراهقين بنواحي سلبية، كالقيام بمغامرات خطيرة سواء بالدراجات النارية، او بالظهور بسلوكيات دخيلة كاقتحام المنازل والسرقات والهروب من المدرسة والتعارك وحتى التحرش، الخ. وقد يكتسب أبناء الحي- ممن لا علاقة لهم بالدرجات النارية- هذه السلوكيات أيضا، كحب التجريب، والقيام بمثل ما يفعله هؤلاء، فتتفتح أعينهم على أعمال لم تكن يومًا في الحسبان.

في هذا الصدد يقترح بدر الزدجالي محاسبة الجهات التي تبيع وتورد تلك الدراجات النارية لمن هم دون السن القانونية أو ممن لا يملكون حق قيادتها، والتشديد على مستخدمي الدراجات من حيث الترخيص وصلاحية الدراجات وصيانتها والحرص على قواعد الأمن والسلامة، كذلك التوعية والتثقيف للآباء والأبناء من مستخدمي الدراجات وغيرهم حول مخاطر ممارسة قيادة الدراجات الهوائية والنارية على السواء وسط الأحياء السكنية.

دور أولياء الأمور

ويؤكد قاسم بن عيسى الفارسي أيضا انتشار الظاهرة، ويشير بأن هناك أماكن بعيدة عن الأحياء السكنية يمكن لهواة قيادة الدراجات النارية وكذلك الهوائية التجمع وممارسة هوايتهم، وعلى حد تعبيره يمكن ذلك على سبيل المثال؛ على الشواطئ، أو التلال الرملية، وهناك بعض الساحات قد تتوفر في السيوح، أو شوارع معبدة بعيدة عن الأماكن السكنية. أخيرا، تؤكد الآراء في هذا الاستطلاع ضرورة الإسراع في الحد من هذه الظاهرة، كما تؤكد أن لأولياء الأمور وأهالي تلك الأحياء السكنية دورا كبيرا في الحد من هذه التجمعات التي تتم في وسط وفي أروقة الأماكن المكتظة بالسكان، وتشيد بدور رجال الأمن في مختلف مراكز شرطة عمان السلطانية المنتشرة في ربوع البلاد، مؤكدين أنهم لا يألون جهدا في العمل على الحد من هذه الظاهرة فور وصولهم بلاغات هنا أو هناك، كما تؤكد أيضا تلك الآراء على أهمية التوعية والتثقيف وبيان مخاطر ذلك على الفرد والمجتمع، وأن تقوم الفرق التطوعية والنوادي وأئمة المساجد والجوامع بدورهم في هذا الجانب.