GERMANY-CAMPER-LIFESTYLE
GERMANY-CAMPER-LIFESTYLE
آخر الأخبار

مزارعو ألمانيا يناضلون ضد التقلبات الجوية من أجل حصد حبوبهم

22 أغسطس 2017
22 أغسطس 2017

برلين/ 22 /أغسطس٢٠١٧/- لم يكن الأمر ليبدو بهذا التعقيد لولا هذه الظروف الجوية، فالأصل أن مزارعي ألمانيا اعتادوا حصد محصول حبوب القمح والشعير وتخزينه عندما تصبح هذه الحبوب ناضجة.

ولكن الأمر ليس بهذه البساطة هذا العام "حيث يضطر المزارعون للتعامل مع محصولهم وكأنهم يختلسونه" حسبما أوضح يواخيم روكفيد رئيس اتحاد مزارعي ألمانيا، مشيرا للتقلبات الجوية خلال صيف هذا العام.

وأشار روكفيد إلى أن دراسة الحبوب (فصلها عن القش) لم تكن ممكنة في الكثير من المناطق بألمانيا سوى على مدى بضعة أيام قليلة.

فالأمطار المستمرة بالإضافة إلى البرد والعواصف أدت إلى انحناء السنابل واضطرت الجرارات الزراعية للتوقف عن العمل مؤقتا.

ولم ينته المزارعون في ألمانيا حتى الآن من جني حبوبهم وتخزينها.

ولكن هناك مؤشرات الآن بالفعل على حجم محصول هذا العام من الحبوب في ألمانيا.

اعتاد المزارعون في ألمانيا أن تنغص عليهم الأحوال الجوية فرحتهم بالحصاد وأن تعيق هذا الحصاد. ولكن حصاد هذا العام تحول إلى ما يشبه "لعبة أعصاب" حسبما أكد روكفيد اليوم الثلاثاء في برلين، وهو ما جعل بعض المزارعين يقررون الانطلاق بآلات الدراسة لجني المحصول حتى وإن كان القمح مبللا، وذلك خلافا لما تقتضيه المصلحة.

سيضطر المزارعون جراء ذلك إلى تجفيف حبوبهم بعد حصدها وذلك لتكون صالحة للتخزين، وهذا أمر يكلف المزيد من الجهد والوقت والمال.

من ناحية أخرى فإن انتظار تحسن الأحوال الجوية فترة طويلة ربما أدى إلى تراجع الجودة الطبيعية للحبوب كثيرا مما سيضطر أصحابها لبيعها بأسعار زهيدة كأعلاف للحيوانات بدلا من بيعها للاستخدام كدقيق لصناعة الخبز.

ربما تراجع حجم محصول الحبوب في ألمانيا هذا العام إلى 5ر44 مليون طن وذلك دون المتوسط العام للمرة الثانية على التوالي.

ولكن هناك تفاوت في الشعور بخيبة الأمل باختلاف المناطق الزراعية في ألمانيا. فبينما كانت محاصيل المناطق الساحلية أفضل تكبد المزارعون في مناطق غرب ألمانيا وجنوبها خسائر للمرة الثانية.

تسببت موجة برد حادة مفاجئة منتصف نيسان/أبريل الماضي في حدوث تحول سلبي في محصول الفاكهة وذلك عندما أدى التراجع الحاد في درجة الحرارة ليلا إلى هلاك فاكهة مزارع بأكملها.

هناك مؤشرات على أن محصول التفاح في ألمانيا هذا العام هو الأقل منذ عام 1991 مع ملاحظة أن محصول التفاح في ولاية بادن فورتمبرج جنوب ألمانيا أقل منه شمال ألمانيا.

ومن المنتظر أن يقل محصول التفاح على المستوى الأوروبي أيضا.

وربما أدى انخفاض المعروض المحلي إلى تزايد الأسعار خلال فصل الخريف.

ولكن يجب انتظار رد فعل أسواق التجزئة على هذا التراجع الإنتاجي وما إذا كانت الشركات المختصة ستوفر الفاكهة من مناطق أخرى من العالم بأسعار مناسبة وذلك في ضوء وجود أسواق عالمية للفاكهة حسبما أوضح روكفيد.

وفقا لمكتب الإحصاء الاتحادي فإن الارتفاع في أسعار السلع الغذائية لا يزال أعلى من المعدل العام للتضخم في ألمانيا، خاصة أسعار منتجات الألبان، بينما تراجعت أسعار الخضروات في تموز/يوليو الماضي.

بالنسبة للمزارعين فإن التطور الحالي للأسعار يمثل عزاء لهم وذلك بعد أوقات عصيبة مروا بها في هذا الشأن.

وأدى التراجع في الكميات التي تم جنيها حتى الآن من الحبوب إلى تراجع الضغط باتجاه انخفاض أسعارها وذلك بسبب قلة الكميات التي تم توريدها حتى الآن.

ولكن أسعار الحبوب تتحدد بشكل أساسي بفعل الأسواق العالمية والتي تشهد حاليا مؤشرات ارتفاع.

غير أن اتحاد مزارعي ألمانيا لا يعتقد أن هذا الارتفاع سينعكس أيضا على أسعار الخبز في ألمانيا حيث إن أسعار الخبز ظلت مرتفعة نسبيا مؤخرا رغم تراجع أسعار الحبوب كثيرا.

وليس القمح هو العامل الوحيد الذي يحدد أسعار القمح وإن كان الأساسي حيث إن هناك عوامل أخرى مثل أسعار الطاقة والأيدي العاملة.