1090079
1090079
المنوعات

شباب محبون للقراءة ويطمحون لتطوير أنفسهم والنهوض بأفكارهم

21 أغسطس 2017
21 أغسطس 2017

بين كتب السياسة والعلمية والروايات -

استطلاع: خلود الفزارية -

الكتاب رفيق الإنسان.. فبالرغم من انتشار المواقع الإلكترونية المحتوية على المقالات، والقصص، والموضوعات بتنوع مجالاتها إلا أن الشباب لا يحول بينهم وبين الكتاب أي حاجز، فمهما كثرت موارد الأخبار والنشرات لا يستغنون عن الكتاب بأوراقه ورسم صفحاته، وغلافه.. فالكتاب صديق الإنسان سافر معه عبر الأزمنة، ولم يستطع أي جديد أن يلغي وجوده..

وبرغم أن العديد من المواقع الإلكترونية حاولت تحميل الكتب القديمة والحديثة للتسهيل على القارئ من اقتنائها والاطلاع عليها، فهل نجحت مثل هذه المواقع بخطف الأنظار إليها والتقليل من الاهتمام بالكتاب..

ومع تنوع مشاغل الحياة، وخاصة بعد الانتهاء من الدراسة، هل يعود الشخص للقراءة أم أنه يكتفي بما تعلمه في سنوات الدراسة، وهل هناك علاقة بين الشباب والقراءة أما أنهم يفضلون هوايات أخرى، وما مدى أهمية الكتاب، وما هو آخر كتاب قرأناه..

(عمان) تتوقف مع مجموعة من الشباب لينقلوا إلينا تجربتهم مع الكتاب..

«إذا أردت أن تتصفح العالم فاقرأ كتابا» ويقال أيضا «إن الحياة أكبر كتاب»، ودائما ما شجع القارئون على القراءة وأصحاب الهمم على الاطلاع والمطالعة لما لها من أهمية بارزة في صناعة العقل والشخصية، وفي تدبر المثقف وكيفية اتخاذه القرارات والمشكلات بعين فاحصة وعقل مستنير وذهن منفتح على صفحات الكتب وأمهاتها، هكذا افتتح حمود الرحبي حديثه، ويضيف: دائما ما يرسخ في ذهني أن أي شيء اقرأه لا بد أن تكون به منفعة تتقدم بعقليتي ولو خطوة صغيرة، وأن كل شيء أقرأه لا بد أن ينفعني يوما لم أحسب له حسابا، لأن العقل القارئ هو خير مجيب وأفضل مسعف، وكنت وما زلت أحب من الكتب أنفعها ولو هزلت صفحاتها مثل كتب التدبر والتفسير القرآني لما فيها من وازع ديني يثبت النفس عن هواها.

ولا يخفي حمود أنه يعشق -كما يشير- من الكتب التي تضم علوم السياسة والتاريخ لما فيها من عبرة وخبرة ولما تضم نفسي من الفضول الكافي والتشويق لأطلع على أمثالها، فضلا عن القصص والروايات والمذكرات الشخصية لأنها تتركني في عالم ثان بعيدا عن عالم الواقع. ففي عصرنا أصبحنا بعيدين عن القراءة لأنه عصر الملهيات، ولكني أعود إليها بعد التعب ليرتاح قلبي ونفسي عند كتابي قبل النوم خاصة، فأقرأ صفيحات معدودة لتطمئن نفسي على كتاب «العبرات» للكاتب الأديب مصطفى لطفي المنفلوطي، وتارة أتصفح مؤلفات الكاتب علي أحمد باكثير مثل «سيرة شجاع، والثائر الأحمر، وعودة المشتاق» وأحيانا من الوقت أتوجه إلى كتب ثقافية ودينية مثل نزهة المؤمنين للكاتب سالم البوسعيدي، أما عن كتابي الحالي الذي أقلب صفحاته فهو كتاب «مواقف من واقع الحياة» للكاتب حمود بن عامر الصوافي. من هنا أنا شخصيا لا أصبر عن القراءة ولو أني لا أصف نفسي قارئا ولكن لا أبرح حتى أفكر فيها ولو أقرأ في اليوم صفحة لأنها ملاذي الوحيد من الهروب عن جدران الحياة الضيقة وأتوق أن أرى العالم قارئين ومطلعين كي لا يعيشوا في ظلمات الجهل والضلال «أقرأ حرف لترى النور في آخر النفق».

الكتب تربط بين الشعوب

ويقول جيفر الحسني: القراءة ترتقي بالإنسان في حياته وتعاملاته، وكلما زادت المعرفة زادت المكانة الاجتماعية للإنسان، لأنه أصبح شعلة ومنارة يثق الآراء به وبآرائه، وشخصيا أقرأ في موضوعات مختلفة وكل ما يعنى بالسياسة والأخبار الدولية للاطلاع على مستجدات العالم وكيف تعيش الشعوب، وآخر كتاب قرأته كان «الغرب المتحولون إلى الإسلام».

التواصل الاجتماعي بديل الكتاب

ويعبر خالد الدغيشي عن أسفه لانشغاله ببرامج التواصل الاجتماعي، ويقول: كنت أقرأ كثيرا، وكنت شغوفا بالقراءة، محبا للاطلاع، حيث أقرأ في كل المجالات كالكتب السياسية، والأدبية، والقصص، وكذلك الكتب الأجنبية، ولكن مؤخرا أصبحت قليل القراءة مع الالتهاء بوسائل التواصل الاجتماعي، فهي تزود بكل جديد وتأخذ من الوقت الكثير، فلم يعد هناك ذلك الوقت الذي كنا نخصصه للكتاب أو لزيارة المكتبات، فاقتصر الأمر على السهل المتوفر وهو استقاء المعلومات من الشبكة العنكبوتية التي أصبحت متاحة للجميع.

غذاء الروح

ويرى حامد الهادي أن القراءة هي غذاء الروح، وأنها سلاح الإنسان، فعدم القراءة يجعل الإنسان ثابتا في مكانه لا يتقدم مع الحياة، ولكن القارئ يفتح عقله ليتشرب كل ما هو جديد ومفيد، فلا يصطدم بمتغيرات العصر لأنه يساير المعرفة ويكتسبها مع الأيام. ويشير بأنه محب للقراءة دائم الاطلاع، حيث يقرأ في مختلف الموضوعات العلمية، أو الاجتماعية، والكتب المتعلقة بتجارب ونجاحات الآخرين، ويضيف: لدي شغف كبير بالروايات وكتب الفلسفة، ودائما أفضل القراءة بشكل متواصل لبناء الأفكار واتصالها، وآخر كتاب قرأته كان للفيلسوف الألماني نيتشه «هكذا تكلم زرادشت نيتشه».

الناجحون يقرأون

ويشير محمد السعيدي: لطالما بحثت عن شيء يحدث تغييرا جذريا في حياتي وطريقة تفكيري، حتى وجدت النور أخيرا، فأغلب الأشخاص الناجحين كانوا يقرؤون. ويضيف: أصبح لدي شغف كبير للقراءة في جميع المجالات، ولكن تجذبني مواضيع السير الذاتية وقصص النجاح لشخصيات تركت بصمة في هذا العالم لعدة أجيال، بالإضافة إلى قراءة الروايات وكتب التنمية البشرية والفلسفة، وآخر كتاب قرأته هو رواية انتيخريستوس للدكتور أحمد خالد مصطفى.

النهوض بالذات

ويقول ضحي المنجي: إن القراءة من الأمور المحببة لديه وأنها من الضرورات للنهوض بالذات والمجتمع، ويشير إلى أنه يقرأ في الأدب والتاريخ والفقه الإسلامي والتربية، منوها أن شغفه هو الأدب الإسلامي العربي. ويضيف: آخر كتاب قرأته هو « مع النبي» إصدار حديث للكاتب أدهم شرقاوي.

أهمية الكتاب

ويرى خميس العريمي أن التحفيز على القراءة أمر مهم من المربين لإيجاد جيل يقرأ، وأنه من الضروري التعريف بأهمية الكتاب، وتكوين علاقة محبة بين الطفل والقراءة، فهي من مقومات الحياة الناجحة، وعن قراءاته فيقول: أقرأ في شتى الموضوعات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لأن الموضوعات جميعها متداخلة ومتكاملة، وآخر كتاب قرأته كان «فن المحادثة لجودي آبس».

تبادل المعلومات

في حين يقول محمد السلطي أنه شخصيا أصبحت لديه حالة من العزوف عن القراءة في هذي الفترة - ويقصد بها فترة الإجازة الصيفية-، ويضيف: أنه في العادة يقرأ في كتب علم النفس وتطوير الذات، ويحفزه على ذلك أقرانه حيث أن الأصدقاء يتبادلون قراءاتهم والمعلومات التي يكتسبونها فيما بينهم.