1090248
1090248
العرب والعالم

فقدان 10 بحارة أمريكيين وجرح 5 آخرين اثر اصطدام مدمرتهم بناقلة نفط قبالة سنغافورة

21 أغسطس 2017
21 أغسطس 2017

واشنطن وسول تبدآن مناورات عسكرية وسط أجواء من التوتر -

عواصم - (أ ف ب): أعلنت البحرية الأمريكية فقدان عشرة بحارة وجرح خمسة آخرين اثر اصطدام مدمرة أمريكية بناقلة نفط شرق سنغافورة في ساعة مبكرة أمس، في ثاني حادث تتعرض له سفينة حربية أمريكية خلال شهرين.

وقال سلاح البحرية الأمريكي في بيان: إن المدمرة القاذفة للصواريخ جون اس ماكين وصلت إلى ميناء في سنغافورة بعد ظهر امس عقب الحادث الذي وقع قبيل الفجر وأدى إلى تدفق المياه إلى داخلها.

وأطلقت عملية بحث كبيرة بمشاركة سفن وطائرات من ثلاث دول، بعد اصطدام المدمرة بالسفينة «النيك ام سي» بالقرب من مضيق ملقة.

وقال محللون: إن الحادث الذي يأتي بعد حادث مشابه تعرضت له سفينة حربية أمريكية في يونيو قبالة سواحل اليابان، يثير تساؤلات حول ما إذا كان سلاح البحرية الأمريكي يعمل فوق طاقته في آسيا، حيث يسعى لصد النزعات التوسعية للصين في بحر الصين الجنوبي والطموحات النووية لكوريا الشمالية.

وقالت البحرية في بيان بعد وصول المدمرة إلى قاعدة شانغي البحرية في سنغافورة أن «أضرارا كبيرة لحقت بالهيكل أدت إلى تدفق المياه إلى مقصورات مجاورة، منها حجر النوم ومقصورة الأليات وغرف الاتصالات»، وأضاف البيان «جهود الطاقم نجحت في وقف تدفق المزيد من المياه».

وتم إجلاء أربعة من البحارة الجرحى بمروحية من المدمرة إلى مستشفى في سنغافورة وجروحهم غير خطيرة، فيما لم تتطلب إصابة الخامس المزيد من العلاج، بحسب البيان.

وكانت المدمرة البالغ طولها 154 مترا، لا تزال قادرة على الإبحار بعد اصطدامها عند الساعة 05:24 صباحا بالتوقيت المحلي (الاحد 21:24 ت غ) بالناقلة التي ترفع علم ليبيريا وحجمها أكبر بقليل (182 مترا). ورافقتها سفينتان حتى دخولها الميناء، بحسب صحفيي وكالة فرانس برس.

وكانت المدمرة في طريقها إلى ميناء سنغافورة للقيام بتوقف روتيني بعد مشاركتها في «عملية حرية الإبحار» في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه في وقت سابق من الشهر، قرب جزيرة اصطناعية في ارخبيل سبراتليز، مما أثار ردا غاضبا من بكين.

وتحمل المدمرة اسم والد وجد السناتور الأمريكي جون ماكين، وكلاهما كانا في سلاح البحرية برتبة ادميرال. وقال السناتور ماكين في تغريدة انه يصلي مع زوجته «من أجل البحارة الأمريكيين على متن يو اس اس جون اس ماكين، ويثمنان عمل فرق البحث والإنقاذ». و في أول تعليق له قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ردا على اسئلة الصحفيين حول الحادث لدى وصوله البيت الأبيض بعد عطلة «امر مؤسف»، وأعقب ذلك بتغريدة كتب فيها «أفكارنا وصلواتنا مع البحارة الأمريكيين على متن يو اس اس جون اس ماكين حيث تجري جهود البحث والإنقاذ».

وقال الخبير البحري لدى «جينز-اي اتش اس ماركيت» رضوان رحمت ان المؤشرات الأولية تدل على ان المدمرة الامريكية ربما لم تمتثل للقواعد التي تفصل الملاحة التجارية في مضيق سنغافورة.

ويثير هذا الحادث الذي يأتي بعد «عملية حرية الإبحار» التساؤلات «حول ما اذا كانت الطواقم تعاني من الإرهاق، وما اذا كانت وتيرة عمليات البحرية الأمريكية في هذه المنطقة تجري بسرعة كبيرة»، بحسب رحمت.

وأضاف «هل يعملون الشيء الكثير عن هذه المنطقة مع كوريا الشمالية واليابان والآن في بحر الصين الجنوبي؟». وتشارك سفن وطائرات من سنغافورة وماليزيا والولايات المتحدة في عمليات البحث عن البحارة المفقودين.

والسفينة التجارية التي اصطدمت بالمدمرة، ناقلة نفط ومواد كيماوية يتجاوز وزنها 30 الف طن، بحسب موقع «مارين ترافيك» المختص بالنقل البحري.

وتعرضت الناقلة لبعض الأضرار لكن أحدا من أفراد طاقمها لم يصب بأذى، بحسب سلطة المرافئ والملاحة في سنغافورة. ولم ترد تقارير عن تلوث نفطي ولم تتأثر حركة الملاحة في مياه سنغافورة، بحسب الموقع. وفي موضوع آخر، بدأت سول وواشنطن امس تدريباتهما العسكرية السنوية المشتركة فيما حذر الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-ان الجارة الشمالية النووية من استخدام تلك التدريبات ذريعة لتأجيج «دوامة» التوتر على شبه الجزيرة. ويشارك عشرات الآلاف من الجنود الكوريين الجنوبيين والأمريكيين في المناورات التي تحمل اسم «اولتشي حارس الحرية» (اولتشي فريدوم غارديان). وتعتمد هذه المناورات إلى حد كبير على عمليات وهمية بأجهزة الحاسوب ويفترض أن تستمر أسبوعين في كوريا الجنوبية. وتؤكد واشنطن وسول أن هذه المناورات دفاعية لكن بيونج يانج ترى فيها تجربة استفزازية لغزو أراضيها. وهي تلوح كل سنة بعمليات انتقامية عسكرية.

وقبل بضعة أسابيع فقط قالت بيونج يانج انها تدرس خططا لإطلاق صواريخ باتجاه جزيرة جوام، الأرض الأمريكية في المحيط الهادئ. ووصف مون التدريبات بأنها «محض دفاعية في طبيعتها» وحذر بيونج يانج من «استخدامها ذريعة للقيام باستفزازات تؤجج الوضع». وقال مون أمام اجتماع حكومي «على كوريا الشمالية أن تدرك أن استفزازاتها المتكررة هي السبب الذي يدفع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إلى القيام بالمناورات الدفاعية، ما يؤدي إلى إطالة الدوامة».

وبعيد بدء المناورات، جددت الصين دعوتها امس الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إلى تعليق التدريبات المشتركة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شونيينغ أن «الوضع الحالي في شبه الجزيرة الكورية حساس جدا ما يتطلب من الأطراف المعنية مباشرة بما يشمل كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بذل جهود مشتركة من اجل تخفيف التوتر». وأضافت «لا نعتقد أن التدريبات المشتركة ستساهم في خفض التوتر الحالي ونحض الأطراف المعنية على النظر جدا في اقتراح التعليق». ووصل الأدميرال هاري هاريس قائد قيادة المحيط الهادي في سلاح البحرية الأمريكي امس الأول إلى كوريا الجنوبية لمتابعة هذه المناورات ومناقشة التهديد الذي يشكله البرنامجان النووي والبالستي لكوريا الشمالية.