كلمة عمان

ممارسات إرهابية تتحدى كل القيم

21 أغسطس 2017
21 أغسطس 2017

في الوقت الذي تنحسر فيه تدريجيا مساحات الإرهاب والدمار التي تسيطر عليها التنظيمات والجماعات الإرهابية في سوريا، وهي بالعشرات، وتتقدم قوات الجيش العربي السوري، يوما بعد آخر لتعيد الهدوء والأمن إلى المناطق التي تنتزعها من مخالب الجماعات الإرهابية، فإنه ليس مفاجئا أن تلجأ تلك الجماعات، التي تحللت وتتحلل من الالتزام بأية قوانين أو نواميس أو شرائع دولية، إلى ممارسات تتحدى كل القيم المعروفة، عربيا وإسلاميا ودوليا أيضا. صحيح أنه خلال السنوات الماضية، لجأ تنظيم داعش والعشرات من الجماعات والكيانات والتنظيمات الإرهابية، التي تدفقت إلى أرض الشام من كل حدب وصوب، إلى ممارسات يندى لها الجبين، ولا تمت بأية صلة لا إلى القيم العربية والإسلامية، ولا حتى إلى الأخلاقيات والشهامة العربية، ولكن الصحيح أيضا هو أنه يبدو أن القتل الأسود، في ذاته، قتل المدنيين والأبرياء، أصبح هدفا لتلك الجماعات والتنظيمات، في أي مكان وفي أي وقت، وضد من يختلف معها أو يرفض أفكارها وممارساتها الإجرامية.

ومع الوضع في الاعتبار كثير من ممارسات تلك الجماعات الإرهابية، سواء حيال المدنيين السوريين، أو حتى حيال بعضها البعض، عندما تختلف على أي شيئ، إلا أن استهداف معرض دمشق الدولي بقذيفة، يظل أمرا بائسا إلى أبعد حد، فضلا عن أنه يفضح مدى تدني تفكير تلك الجماعات والمنظمات التي لا تتورع عن ارتكاب أية جرائم، سواء داخل سوريا، أو خارجها.

وإذا كان من المؤكد أن تنظيم السلطات السورية لمعرض دمشق الدولي، هو خطوة ذات معنى ودلالة، بالنسبة لسوريا الدولة والشعب الشقيق، خاصة وأن هناك عدة دول عربية حرصت على المشاركة فيه، ومنها السلطنة، في رسالة بالغة الدلالة فيما يتعلق بدعم الجهود السورية للخروج تدريجيا من غبار الحرب وأتربتها ودمارها، فإن محاولات تعكير ذلك، أو إثارة المخاوف بالنسبة للسوريين وبالنسبة للوفود المشاركة، لن تجدي لسبب بسيط هو أن موجة الإرهاب التي ضربت سوريا والعراق تتجه نحو الانحسار الآن، وبخطى متسارعة، سواء في الأراضي العراقية أو على الساحة السورية. أما المعارضة السورية، والتي يصعب تصور إمكان تورط بعض فصائلها في مثل هذه الأعمال الإجرامية، فإن المفاوضات والاتصالات الجارية بين قواها المختلفة، سواء عبر المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أو عبر موسكو، تسعى إلى استئناف مفاوضات استانة، ودعم الهدوء في المناطق التي تم الاتفاق بشأن التهدئة فيها، وتأتي حادثة معرض دمشق الدولي لتشير إلى أن هناك من يحاول يائسا خلط الأوراق وارتكاب ممارسات تتعارض مع كل القيم والأخلاقيات العربية والإسلامية.