صحافة

أحداث إرهابية في موسم العطلات الصيفية

21 أغسطس 2017
21 أغسطس 2017

منذ أن لجأ الإرهابيون إلى استخدام السيارات والشاحنات لدهس المارة في الطريق كنوع جديد من أسلحة الإرهاب، شهدت أوروبا منذ أكثر من عام مضى سلسلة من عمليات الدهس باستخدام هذا السلاح الجديد. ووقع أحدث هجومين إرهابيين من هذا النوع الأسبوع الماضي في برشلونة وكامبريلس في إسبانيا، بالإضافة إلى حادث طعن في توركو بفنلندا، ما أدى إلى رفع درجات الاستنفار الأمني، وزيادة التنسيق الأمني بين العواصم الأوروبية لملاحقة الجناة والحد من تلك الأعمال الإجرامية. وبهذا الحادث الإرهابي الأليم يستعيد الإسبان للأذهان ذكريات 11 مارس 2004 عندما قتل 191 شخصًا وجرح أكثر من 1800 آخرين في سلسلة تفجيرات بالقطار ضربت مدريد ونفذها تنظيم القاعدة في ذلك الوقت.

وتناولت الصحف البريطانية تغطية الحادث بشكل موسع، حيث خصصت بعضها مثل «ديلي ميل» و«ديلي اكسبريس» و«ديلي ميرور» و«مترو» و«الصن» و«ديلي ستار» الصفحات الأولى بالكامل لنشر صور من الأحداث، واشتركت جميعا في وصف الحادث بأنه «مجزرة Massacre» أو «مذبحة Slaughter» أو «حمام دم Blood bath». وفي الوقت نفسه خصصت صحف مثل «التايمز» و«الجارديان» و«ديلي تلجراف» معظم الصفحة الأولى لنشر صورة من الأحداث مع تقرير كامل حول الحادث. فيما اختارت صحف «ديلي ميل» و«صن» و«ديلي تلجراف» صورة لرجل مصاب وملقى على الأرض ويضع يده على رأسه وضباط الشرطة يساعدونه. صحيفة «ديلي ميل» وصفت المشهد بأنه «مجزرة» للعائلات البريطانية التي تمضي عطلاتها الصيفية في إسبانيا. بينما ذكرت صحيفة «التايمز» أن إسبانيا عانت من أول هجوم إرهابي كبير لها منذ عام 2004 عندما اقتحمت شاحنة مشاة في الشارع السياحي الأكثر ازدحاما في البلاد مما أسفر عن مصرع 13 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين، وإن الشرطة الإسبانية تبحث عن يونس أبو يعقوب الذي قاد الشاحنة ودهس العشرات في شارع راس رامبلاس في برشلونة.

وقالت «التايمز» في افتتاحيتها إن هناك حاجة ماسة لإدانة رجال الدين المسلمين للإرهاب، وأضافت إنه ما إن يتم التأكد من أن المشتبه به إسلاميا تعرض لغسيل مخ، حتى يتبادر إلى الأذهان ضرورة معالجة السبب الرئيسي، فقيام متعصبين دينيين لعمليات غسيل مخ للشباب يستدعي تغيير القناعات الفكرية التي تقف وراء ذلك. وأشارت الصحيفة إلى اقتراح أمام مسجد مكة في ليدز، الشيخ قاري عاصم إنشاء مجلس أئمة يضم شيوخا تقدميين ومعتدلي التوجه لتقديم تفسيرات جديدة معتدلة للتصدي للتفسيرات المتشددة للشريعة الإسلامية وتعاليمها. وقالت: إنه لا يمكن النجاح في الحرب ضد التطرف إلا بجهود المسلمين المعتدلين.

وتحت عنوان «الإرهاب يضرب قلب برشلونة» نشرت صحيفة «الديلي تلجراف» لقطات من مشهد تظهر فيه عشرات الجثث الممتدة على رصيف شارع لاس رامبلاس السياحي الشهير. وذكرت الصحيفة في تقريرها أن وكالة المخابرات المركزية حذرت السلطات الإسبانية قبل شهرين من أن المنطقة السياحية في برشلونة هدف إرهابي محتمل. وقالت صحيفة «الجارديان»: إن أفراد العصابة استخدموا سلاح السيارات القاتل في الهجوم الإرهابي، وإنهم كانوا يخططون لهجوم أوسع بالقنابل في برشلونة، لولا أن أفراد العصابة فجروا المنزل الذي كانوا يخزنون فيه المتفجرات بالصدفة عن طريق الخطأ. وفي تحليل كتبه للصحيفة جاسون بيرك بعنوان «من وسط لندن إلى لاس رامبلاس: السياح مستهدفون الآن»، قال إن الهجوم على برشلونة يؤكد ثلاث حقائق تعلمتها أجهزة الأمن وعرفها الناس هي: (1) إن السيارات أصبحت تكتيكا معروفا لا يحتاج إلى إعداد أو تدريب خاص لذا يسهل اللجوء إليه. (2) إنه لا يوجد تمييز بين الأهداف، فالسياح أصبحوا أهدافا لمثل هذه الهجمات. (3) الإجراءات الأمنية لا يمكنها توفير الحماية طوال الوقت، فالمعلومات الاستخباراتية والتنسيق بين الأجهزة الأمنية قد يجديان بعض الوقت ولكن ليس دومًا.