1088097
1088097
المنوعات

رنا التونسي: تعلمت الشغف من عائلتي.. ووجدت نفسي في أجيال مختلفة

19 أغسطس 2017
19 أغسطس 2017

تعمل على ديوان جديد بعنوان «الأشجار التي رأيتها» -

القاهرة – حسن عوض:

ثمانية دواوين أصدرتها الشاعرة المصرية رنا التونسي «ذلك البيت الذي تنبعث منه الموسيقى، وردة للأيام الأخيرة، وطن اسمه الرغبة، تاريخ قصير، قبلات، السعادة، عندما لا أكون في الهواء، وكتاب الألعاب».. تراكم كبير بدأته منذ الديوان الأول الذي صدر 2001، أي قبل 16 عاماً.. هذا التراكم لم يتحقق لمعظم معاصريها.. تفسِّر «غزارة الإنتاج سببها العزلة والقراءة ربما. أعبر عن نفسي بشكل أفضل كتابة».

بتعبير الناقد صلاح فضل لا تميل رنا التونسي إلى الصورة السردية.. بل تجمع أجزاء الصورة من مقاطع متباعدة.. بشكل ما هي لم تستفد من السرد على العكس من معظم معاصريها، كما أن هناك وجوداً للتفاصيل الواقعية في معظم دواوينها.. ولكنها لا تتخلص من المجاز بشكل كلي. تعلق: «أريد دوماً أن أجرِّب شيئاً جديداً. فكرة أخرى في الكتابة أو نوع أدبي لا أدركه، لكن الكلمات عندي أحياناً تمسك بيدي لتأخذني إلى النهر وأحياناً فقط تأخذني إلى الجسر، لأرى روحي وهى تنكسر»، وتضيف: «لا أتعمد استخدام تفاصيل واقعية أو غير واقعية في الكتابة. العالم نفسه مُتخيَّل في رأسي طول الوقت. كل ما هو خارجي يشعرني بالغرام وأيضا بالفزع».

هل أنت مهمومة بالتقسيم الجيلي؟ وما الجيل الذي تنتمين إليه؟ هل يتم حسابك جمالياً على التسعينات مع أن هناك فارقاً عمرياً كبيراً بينك وبين معظمهم؟ تجيب: «كان لوجود خالٍ شاعرٍ في العائلة هو أحمد طه أثره في تواجدي وسط أجيال مختلفة من الكتاب. تعرفت على الكثير من الشعراء والشاعرات كأصدقاء له ولوالدتي أيضاً. لكن صداقة واحدة هي التي أثرت فيَّ بشكل كبير وأصبحت جزءاً مهماً من حياتي وتكويني وهي صداقتي بالشاعر أسامة الديناصوري»، وتضيف: «الشعراء المفضلون بالنسبة لي محمد خير وعماد أبو صالح وسمر دياب وآخرون. وعالميا آلان بوسكيه وشار وجويس منصور».

العائلة هي التيمة الأكثر تكراراً في قصيدة رنا، تعلق: «أكتب عن العائلة دائماً لأنها هي ما أعرفه وما أحب. رفض العائلة هو خوف من الارتباط ربما أو الفقد. تنقلت كثيراً في حياتي. عندما قرأت كيف تحدث باشلار عن البيت والإحساس بالحماية لم أشعر أن الكلام يخصني. الحماية عندي ليست لها جدران وسقف لكنها الأشخاص أنفسهم. الرغبة في الحماية تتصارع عندي مع الرغبة في اكتشاف الذات والفردية. العائلة هي الأصل والجذور لكن مع ذلك يمكن أن يشعر الواحد بداخلها بعدم الرسوخ لا لأنه لا يشبهها ولكن لأن العائلة في الشعر ليست مقدسة كما هي في المفاهيم الاجتماعية السائدة».

وتضيف: «هيرمان هسة يقول إن البيت لا يوجد بالضرورة هنا أو هناك. البيت بداخلك أو البيت ليس بأي مكان، وإن الحنين ليس تعبيراً عن المعاناة لكنه بحث عن الأم، وعن البيت، وعن استعارات جديدة للحياة، وهكذا تعلمت من عائلتي أن أفهم الشغف وأتركه يعرَّفني على العالم. تعلمت منهم أشياء أخرى كثيرة، ومنها الجمع بين المتناقضات، وعلى سبيل المثال ألا أخشى إظهار ضعفي وفي الوقت نفسه أثق في قدراتي وكأني خارقة. أن أحب الحياة ولا أخشى شيئاً وأن أدافع دوماً عن حقي في أن أكون سعيدة. تقبلني أهلي كما أنا بكامل نقصاني، أحبوني فشعرت معهم أنه عليَّ أيضاً أن أحب نفسي».

وما الذي جعلها تتجه إلى النشر للأطفال؟ تجيب: «لأَنِّي تعاملت معهم عن قرب كمعلمة وأيضا لأَنِّي أحب أدب الطفل والأطفال بشكل عام. لفت انتباهي أن أغلب الكتابات الموجهة إلى الطفل تتعامل معه فقط كمتلق أو شخص بلا معرفة. كنت أبحث عن الطفل في الكتابة وعن صوته وتعبيراته ومعرفته التي يحضرها معه إلى النص حتى ولم يكن يتكلم بعد. تلك الصِّلة التي أردت عقدها مع الأطفال في الكتابة والنشر. أن يكون أدب الطفل مرتبطاً فعلاً بالطفل ويتعامل معه كشريك دائم في اللعب والحوار والخبرات».رنا التونسي تقول أخيراً إنها تعمل على رسالة للدكتوراه في مجال التربية. كما تعمل على ديوان جديد بعنوان «الأشجار التي رأيتها» وربما عمل بعض الترجمات الشعرية.