1087569
1087569
العرب والعالم

الشرطة تتعقب منفذ «الدهس» في برشلونة و«داعش» يتبنى العملية

18 أغسطس 2017
18 أغسطس 2017

إدانات دولية تدعو إلى مكافحة عالمية «لقوى الإرهاب»

عواصم-(وكالات): تواصل الشرطة الإسبانية أمس البحث عن السائق الذي قام بدهس حشد من المارة في شارع سياحي في برشلونة أمس الأول مما أدى الى مقتل 14 شخصا واكثر من 100 جريح قبل ساعات على اعتداء ثان في منتجع ساحلي.

وقالت الشرطة إنها قتلت خمسة «إرهابيين مفترضين»الليلة قبل الماضية في بلدة كامبريلس الساحلية والتي تبعد 120 كم جنوب برشلونة، وحيث نفذت عملية دهس ثانية أدت الى جرح عدد من المارة ورجال الشرطة.

واعتقل ثلاثة أشخاص في أماكن أخرى من منطقة كاتالونيا حيث تقع المدينتان، لكن السائق الذي نفذ اعتداء برشلونة لا يزال فارا، بحسب تحذير السلطات.

وتذكر العمليتان بسلسلة من الاعتداءات المماثلة في أوروبا، حيث استخدمت السيارات والشاحنات أسلحة لتنفيذ اعتداءات إرهابية.

وفي اعتداء برشلونة الذي تبناه تنظيم «داعش» قام سائق شاحنة صغيرة بيضاء مسرعة بصدم المارة على طريق عريض يزدحم بالسياح بعد ظهر أمس الأول، فقتل 14 شخصا وجرح آخرين في مشهد من الفوضى والرعب وترجل السائق وفر مشيا.

وبعد ثماني ساعات في كامبريلس قامت سيارة اودي-ايه 3 بصدم مشاة، مما أدى الى جرح ستة مدنيين، احدهم في حالة الخطر، وشرطي، بحسب السلطات.

واعقب ذلك إطلاق نار قتلت الشرطة خلاله المهاجمين الخمسة، وبعضهم كان يرتدي على ما يبدو أحزمة ناسفة، فيما اعلن وزير داخلية كاتالونيا جواكيم فورن في وقت لاحق أنها مزيفة.

روى شهود عيان مشهد الجثث على شارع لاس رامبلاس الشهير حيث قام السائق بالمجزرة فيما كان آخرون يركضون وهم يصرخون مذعورين.

وفيما ندد قادة العالم بالمجزرة، تبنى تنظيم «داعش» في بيان بثته وكالة أعماق، إداته الدعائية هجوم لارامبلا.وقال ان «منفذي هجوم برشلونة هم من جنود «داعش».وأعلنت الشرطة اعتقال 3 مشتبه بهم، بينهم إسباني ومغربي.

وحذر كارلس بودجمون رئيس منطقة كاتالونيا حيث تقع المدينتان بأن المشتبه به لا يزال فارا وقال «هذا النوع من الأشخاص أظهروا أن لديهم الإرادة لإلحاف الأذى مهما يحصل».وضحايا برشلونة وكمبريلس ينتمون الى 34 جنسية على الأقل بينها فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وفنزويلا واستراليا وايرلندا والبيرو والجزائر والصين، بحسب وكالة الحماية المدنية الإسبانية.

وعرف من القتلى إيطاليان وبلجيكي وجرح 26 فرنسيا بينهم 11 حالتهم خطرة، و3 هولنديين و3 يونانيين، بحسب ما اكده مسؤولون من تلك الدول.

وأحد الإيطاليين قتل أمام زوجته وطفليه الذين نجوا من الموت، بحسب ما ذكر مدير شركة الحاسوب الذي كان يعمل فيها الضحية.

وقال وزير الخارجية الإسباني ماريانو راخوي في كلمة تلفزيونية «نحن متحدون في الحزن» وذلك بعد أن توجه إلى برشلونة أكبر مدن منطقة كاتالونيا في شمال شرق اسبانيا والتي تسعى للانفصال عن مدريد وتطالب بالاستقلال.

ويعد لارامبلا احد اكثر الشوارع ازدحاما في برشلونة وتنتشر على جانبيه المتاجر والمطاعم ويعج عادة بالسياح والساهرين حتى الليل.

وقال عامل في احد تلك المتاجر ويدعى تشابي بيريز لوكالة فرانس برس «عندما حصل ذلك خرجت مسرعا ورأيت الاضرار».واضاف «كان هناك جثث على الأرض والناس يلتفون حولها.كان الناس يبكون».وفي كامبريلس قال موظف احد المطاعم ويدعى ماركل ارتابيه (20 عاما) «بين منتصف الليلة قبل الماضية كنا نتنزه على الشاطئ عندما سمعنا طلقات اعتقدنا أنها اسهم نارية لكنها كانت عيارات نارية».واضاف انه شاهد رجلا على الأرض «بطلق ناري في الرأس كان أصدقاؤه يصرخون طالبين المساعدة».وقالت الشرطة إن احد الموقوفين في اعتداء برشلونة، اسباني مولود في مليلة الجيب الاسباني في المغرب، والثاني مغربي يدعى ادريس اوكبير.

وفي تطور آخر، تم توقيف إسباني في الكنار على بعد 200 كم الى الجنوب من برشلونة، حيث وقع انفجار في منزل ليلة الأربعاء الماضي أدى الى مقتل شخص وجرح سبعة آخرين ويعتقد انه مرتبط باعتداء امس الأول.وقال جوسيب لويس ترابيرو من شرطة كاتالونيا للصحفيين «نشتبه في انهم سكان المنزل كانوا يجهزون عبوة ناسفة».

واثار الاعتداءان اللذان استهدفا إسبانيا واديا الى مقتل 14 شخصا وجرح اكثر من مائة آخرين في قلب برشلونة وفي كامبريلس (شمال شرق)، سلسلة من الإدانات.

ففي إسبانيا كتب رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي في تغريدة على تويتر إن «الإرهابيين لن يهزموا أبدا شعبا موحدا يحب الحرية في مواجهة الوحشية».اما القصر الملكي فقد كتب نقلا عن الملك فيليبي السادس «لن يرهبوننا.

كل إسبانيا هي برشلونة.شوارع لا رامبلا حيث وقع الاعتداء ستعود مجددا الى الجميع».وعبر نجم كرة القدم في فريق ريال مدريد كريستيانو رودنالدو عن استنكاره الشديد للأنباء القادمة من برشلونة».وأكدت تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا التي ضربتها عدة اعتداءات في الأشهر الأخيرة أنها «متضامنة مع إسبانيا ضد الإرهاب»، بعد اعتداء برشلونة.

وقالت في تغريدة على تويتر «أفكارنا مع ضحايا الاعتداء المروع الذي وقع في برشلونة»، مؤكدة أن «المملكة المتحدة متضامنة مع إسبانيا ضد الإرهاب».وكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تويتر إن «الولايات المتحدة تدين الاعتداء الإرهابي في برشلونة في إسبانيا وستفعل كل ما هو ضروري لمساعدتها».واضاف «كونوا شجعانا وأقوياء نحن نحبكم!».قبيل ذلك، اكد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون ان الولايات المتحدة ستقف في صف اسبانيا في التحقيق المقبل.

كماعبر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في تغريدة على تويتر عن «تضامن فرنسا مع ضحايا الهجوم المأساوي في برشلونة نبقى متحدين ونملك التصميم».وأدان الناطق باسم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل الهجوم «الشنيع».وقال شتيفن سايبرت «نفكر بحزن عميق بضحايا هجوم برشلونة الشنيع».

وكتب ديدييه ريندرز وزير خارجية بلجيكا التي شهدت عددا من الهجمات من قبل، على تويتر ان «جنون الإرهابيين القاتل يضرب برشلونة».واضاف «نحن متضامنون مجددا ونفكر في الضحايا وأقربائهم».

وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في تغريدة على تويتر ان «كندا تدين الاعتداء الإرهابي في برشلونة أفكارنا وتعازينا ودعمنا للضحايا واسرهم».وكتب رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي على صفحته على فيس بوك انه «هجوم جبان ضد أبرياء».وتحدث عن «يوم اسود».

من جانبه قال وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني ان «برشلونة الرائعة والصديقة تعرضت لهجوم ايطاليا تقف الى جانب السلطات المحلية والإسبانية».اما البابا فرنسيس فقد عبر عن «قلقه الكبير» مؤكدا وقوفه الى جانب الشعب الإسباني.

ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى مكافحة عالمية «لقوى الإرهاب».وقال بوتين في رسالة تعزية وجهها الى ملك اسبانيا فيليبي السادس ان «ما حدث يؤكد مرة جديدة ضرورة القيام بتوحيد حقيقي لجهود كل الأسرة العالمية في مكافحة كل قوى الإرهاب بلا هوادة».ووصف الاعتداء بـ»الجريمة الوحشية».ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «العالم المتحضر» الى الاتحاد ضد الإرهاب.وقال ان «إسرائيل تدين بحزم الهجوم الإرهابي في برشلونة هذا المساء رأينا من جديد ان الإرهاب يضرب في كل مكان».

وأدانت وزارة الخارجية التركية في بيان «باكبر قدر من الحزم» اعتداء برشلونة.

وقالت «نؤكد من جديد تصميمنا على البقاء متضامنين مع اسبانيا وهي بلد صديق وحليف لتركيا، وتقديم كل المساعدة الممكنة لها».كما اكد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش انه «يدين الاعتداءين» في برشلونة وكامبريلس وعبر عن «تعازيه الصادقة للعائلات واقرباء الاشخاص الذين قتلوا وكذلك لشعب وحكومة إسبانيا».وكتب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر على تويتر «اقدم تعازي العميقة لعائلات الضحايا واقربائهم ولماريانو راخوي ومواطني اسبانيا».اما رئيس البرلمان الاوروبي انطونيو تاجاني فعبر عن «دعمه الكامل» للسلطات الاسبانية.وكتب على تويتر ان «الاتحاد الاوروبي متحد للدفاع عن السلام».واكد رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك ان «كل اوروبا مع برشلونة».واضاف ان «افكارنا مع الضحايا والذين طالهم هذا الهجوم الجبان على ابرياء». وأدان الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ على تويتر الهجوم «الرهيب».وقال ان «افكارنا مع الذين اصيبوا ونبقى موحدين في مكافحة الإرهاب».