1087500
1087500
الاقتصادية

«رأس مدركة» وجهــة سـياحيـة تتلألأ على بحـر العرب

18 أغسطس 2017
18 أغسطس 2017

العمانية: تعتبر «رأس مدركة» بولاية الدقم في محافظة الوسطى قرية ساحلية تمتاز بطقسها المعتدل طوال فصول السنة وبالمقومات السياحية الرائعة التي رسمتها الطبيعة متمثلة في التشكيلات الجبلية والصخرية التي تضمها مياه بحر العرب من جهة والرمال الذهبية الناعمة من جهة أخرى لتشكل وجهة سياحية للسياح والزوار من داخل السلطنة وخارجها. تقع قرية «رأس مدركة» جنوب شرق ولاية الدقم وتبعد عن مركز الولاية بوادي صاي نحو (75) كيلومترا، ويمكن الوصول إليها عبر عدة طرق منها الطريق الممتدة من محافظة مسقط مرورا بولاية المضيبي في محافظة شمال الشرقية وولاية محوت في محافظة الوسطى وصولا إلى مركز ولاية الدقم وتبلغ مسافة هذه الطريق نحو (600) كيلومتر ويسلك هذه الطريق القادمون من محافظات مسقط ومسندم وشمال وجنوب الباطنة وشمال وجنوب الشرقية. أما القادمون من محافظات البريمي والظاهرة والداخلية فبإمكانهم أن يسلكوا الطريق الممتدة من منطقة «فرق» بولاية نزوى بمحافظة الداخلية باتجاه محافظة ظفار وعند الوصول إلى ولاية هيماء بمحافظة الوسطى يتجه سالك الطريق شمالا في الطريق المؤدية لولاية الدقم ولمسافة قدرها (160) كيلومترا وقبل الوصول لمنطقة وادي صاي بمسافة (17) كيلومترا يتجه جنوبا (يمين تقاطع الجازر - الدقم) ولمسافة قدرها نحو (58) كيلومترا وصولا إلى قرية رأس مدركة. وللقادم من محافظة ظفار يمكن أن يسلك الطريق المؤدية من ظفار إلى محافظة مسقط وعند الوصول لولاية هيماء يسلك الطريق السابق ذاته للوصول للقرية، أما الطريق الآخر من ولاية ثمريت عن طريق منطقة مرمول بولاية شليم وجزر الحلانيات مرورا بولاية الجازر وبمناطق ريما والكحل ثم الاتجاه شمالا لولاية الدقم عبر قرى هيتام وديثاب وثلين وجويرة وصولا لقرية «ظهر» ومنها لمسافة (25) كيلومترا لقرية رأس مدركة.

الضباب يغطي السماء

يقول زايد بن جمعة بن عنبر الجنيبي نائب رئيس المجلس البلدي بمحافظة الوسطى إن قرية رأس مدركة هي مكان سياحي جذاب لما تضمه من أماكن جميلة وأخاذة وهي قرية ساحلية والزائر إليها سيطل عليها وهو نازل من الجبل الذي يستقبله قبل وصوله إليها، كما أن طقسها معتدل في معظم فصول السنة حيث يغطي الضباب سماءها ويهب فيها الهواء العليل بفضل اتساع رقعة الشواطئ الناعمة بها. ويضيف الجنيبي أن الزائر يمكنه الاستمتاع بمشاهدة منظر القرية الرائع وزرقة البحر وهو يقف على سفح الجبل حيث أن المنظر يشبه لوحة جمالية بديعة تجسد تداخل المياه باليابسة، ومن الأماكن التي يقصدها الزائر قبل وصوله للقرية منطقة «رأس مركز» حيث يمكن الوصول إليها من مركز الولاية وبعد قرية «ظهر» ومسافة (5) كيلومترات يتجه سالك الطريق يسارا لمسافة (14) كيلومترا ليطل على المنظر الجميل عند وصوله للرأس لتداخل ألسنة الجبال مع مياه البحر، حيث بإمكان الزائر الوقوف على تلك الألسنة ليجد المياه قريبة منه وكأنه يقف في وسط البحر، وتشهد هذه المنطقة حركة سياحية نشطة خاصة في فصل الصيف لطقسها الخريفي الجميل الذي يغطيها لفترات طويلة. ويوضح نائب رئيس المجلس البلدي بمحافظة الوسطى أن القرية تشتهر بشاطئها الجميل الذي يمتد لمسافة طويلة مع وجود الرمال الناعمة ويجد السائح فيها نوعا من الاستجمام حيث يمارس البعض رياضة ركوب الأمواج في بعض أوقات السنة لارتفاع مستوى الأمواج مما يساعد على ممارسة تلك الرياضة وكذلك صيد الأسماك لوفرة الأسماك بمختلف أنواعها في مياه الشاطئ، وتكثر في الشاطئ الطيور وبعض الكائنات البحرية الأخرى مثل سرطانات البحر، وقد ساهم وجود الطريق المعبدة في زيادة أعداد السائحين لهذا الموقع.

سياحة المخيمات

ويشير الجنيبي إلى أنَّ شاطئ رأس مدركة يشتهر بنوع من السياحة يمكن تسميته بـ«سياحة المخيمات»، كما توجد في القرية بعض الخدمات الحكومية التي تخدم المواطن والمقيم بشكل مباشر كمركز صحي ومدرسة ومحطة تحلية للمياه وطرق داخلية ومساكن اجتماعية وشبكة اتصالات ومجمع للصيادين العمانيين وغيرها من الخدمات المهمة. ويقول الجنيبي إن رأس مدركة باعتبارها قرية ساحلية ولأن مياهها غنية بالثروة البحرية ومنها الأسماك فإن مهنة الصيد تكتسب أهمية خاصة لدى سكانها حيث إنها تعد المهنة الرئيسية لديهم، ويحرص العديد منهم على اصطحاب أبنائه عند الذهاب لرحلة الصيد خاصة خلال الإجازات في موسم الصيف، وهذا يرجع إلى حرصهم على أن تبقى هذه المهنة متوارثة ويتناقلها جيل بعد آخر، كما تحرص حكومة السلطنة على إحياء هذه المهنة والمحافظة عليها حيث قامت بتهيئة الطريق المؤدية للشاطئ حتى تسهل حركة الصيادين إلى أماكن الصيد وكذلك سمحت بإصدار التصاريح بإنشاء مصانع وبرادات تجميع الأسماك التي ازدادت في السنوات الأخيرة، وتوجد في القرية 3 مصانع للأسماك تصدر الأسماك لأسواق السلطنة والدول المجاورة وهذه خطة إيجابية حتى يستطيع الصيادون إيجاد منافذ تسويقية قريبة منهم دون الحاجة لعناء نقل الأسماك في سياراتهم الصغيرة إلى الأسواق المختلفة بالسلطنة.