1087019
1087019
العرب والعالم

تفجير انتحاري يستهدف نقطة أمنية في رفح ومقتل عنصر أمني

17 أغسطس 2017
17 أغسطس 2017

حماس تعتقل العشرات والفصائل تدين الحادث -

غزة (الأراضي الفلسطينية)- (أ ف ب) : استهدف تفجير انتحاري يندر حدوثه في قطاع غزة فجر أمس نقطة أمنية في مدينة رفح الحدودية مع مصر وأسفر عن مقتل عنصر أمني من حركة حماس التي تسيطر على القطاع، في عملية تثير الخشية من ظهور شكل جديد من العنف المتطرف.

وأكد الناطق باسم وزارة الداخليّة التي تُديرها حركة حماس إياد البزم في بيان : «في ساعة مبكرة من فجر أمس الخميس أوقفت قوة أمنية شخصين لدى اقترابهما من الحدود الجنوبية لقطاع غزة فقام أحدهما بتفجير نفسه مما أدى إلى مقتله وإصابة الآخر وإصابة عدد من أفراد القوة الأمنية أحدهم بجروح خطيرة».

ولاحقا أعلن مصدر طبي في مستشفى «غزة الأوروبي» في جنوب قطاع غزة «استشهاد عنصر الأمن نضال جمعة الجعفري (28 عاما) متأثرا بجراحه الخطيرة التي أصيب بها في التفجير الانتحاري قرب معبر رفح». وعلم من مصادر طبية أن التفجير أسفر عن إصابة أربعة أفراد أمنيين آخرين أحدهم جروحه خطرة. وهذه المرّة الأولى التي يقع فيها هجوم عنيف يستهدف قوّات الأمن التابعة لحماس في القطاع.

ولم يدل البزم بمزيد من التفاصيل مكتفيا بالقول إن «الأجهزة الأمنية تقوم بإجراء تحقيقاتها حول الحادث» الذي وقع على بعد مئات الأمتار من معبر رفح المغلق في العادة لكن أعيد فتحه منذ الاثنين بصورة استثنائية للسماح للغزيين بالسفر لأداء الحج في نهاية الشهر.

وقال مصدر أمني آخر ان أجهزة أمن حماس «اعتقلت واستدعت العشرات من نشطاء وعناصر الجماعات السلفية المتشددة في قطاع غزة للتحقق من التزامهم بالقانون»، مبينا أن «التحقيقات الأولية أظهرت أن حادث التفجير فردي ولا علاقة له بأي مخططات أو نهج جديد لأصحاب الفكر المنحرف». وتطلق تسمية «الفكر المنحرف» على الجماعات السلفية المتشددة. وأعلنت الفصائل الفلسطينية في اجتماع طارئ في غزة رفضها وإدانتها لحادث التفجير، واعتبرته «يخدم الاحتلال» وأضاف أن «تداعيات الحصار سهلت وصول مثل هذه الأفكار المنحرفة». وأعلنت مصادر أمنية أن الانتحاري يدعى جمال كلاب وعمره 20 عاما.

وعلى الإثر أصدرت عائلة الانتحاري بيانا أعلنت فيه «براءتها» منه، وقالت «عائلة كلاب ترفض إقامة اي مراسم دفن او عزاء بمنفذ الجريمة وندعو كل الأطراف لمواجهة التطرف والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار جبهتنا الداخلية».

وقال مصدر أمني في وزارة الداخلية التابعة لحماس، إنّ قوّة أمنيّة كبيرة انتشرت عقب الحادث على طول الحدود مع مصر. وأضاف المصدر أن العديد من حواجز التفتيش الأمنية أقيمت في كافة مناطق القطاع «لضمان الوضع الأمني في قطاع غزة ولن نسمح بالمساس بأمننا او المساس بأمن إخواننا في مصر».

وحضر رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية وقادة الحركة إلى رفح لتشييع الجعفري الذي نعته كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس.

وقال شهود عيان إنّ الانتحاري وهو من سكّان منطقة (تل السلطان) في رفح، هو من نشطاء جماعة سلفية متشدّدة تنتمي فكريّاً إلى تنظيم (داعش).

وتلاحق أجهزة الأمن التابعة لحماس منذ سنوات نشطاء الجماعات السلفيّة ولا سيما التيار المتشدد، واعتقلت العشرات منهم في الأشهر الأخيرة.

ونجحت حماس حتى الآن عبر الضغوط والإجراءات الأمنية في احتواء التطرف الذي يتغذى على حالة اليأس السائدة في القطاع الفقير الذي تحاصره إسرائيل بإحكام منذ أكثر من عشر سنوات وعلى بقاء معبر رفح مغلقا. وفي حين تتحدث حماس عن عشرات المنتسبين إلى هذه التيارات، يؤكد السلفيون أنهم يعدون بالآلاف في قطاع غزة ولكن يتعذر التحقق من هذا العدد.

وقالت مصادر أمنية إن التفجير يطرح سؤالا حول ما اذا كان التيار سينتقل إلى المواجهة العنيفة مع حماس.

وتضع حماس مواجهة الخطر المتشدد في رأس أولوياتها في حين تسعى إلى تحسين علاقاتها مع مصر نظرا للضغوط المتصاعدة من جانب إسرائيل .

أما مصر فتقاتل تيارا متطرفا أعلن ولاءه لتنظيم (داعش) في سيناء، إلى الجنوب من قطاع غزة. ولطالما اتهمت القاهرة حماس بغض النظر عن تسلل متطرفين ونقل أسلحة بين غزة وسيناء.

وتعد الحدود المصرية مع قطاع غزة عنصراً أساسيا للالتفاف على الحصار الإسرائيلي لكن العلاقات بين حماس والقاهرة توترت بعد عزل الرئيس محمد مرسي في 2013. ومنذ ذلك الحين، تبقي مصر معبر رفح مغلقا، وقام الجيش المصري بسد وتدمير آلاف أنفاق التهريب تحت الحدود.

ومنذ شهر، عزّزت حماس الانتشار الأمني وأقامت عشرات النقاط الأمنية على طول الحدود، في إطار تفاهمات توصّل اليها وفد من حماس مع السلطات المصريّة. وأعلنت حماس في يونيو عن اقامة منطقة عازلة جديدة وتركيب كاميرات مراقبة. وظل معبر رفح مفتوحا صباح أمس رغم التفجير على أن يغلق مساء.