العرب والعالم

الجيش يواصل قصف مواقع «داعش» في تلعفر والتنظيم يفرض التجنيد الإلزامي بالقائم

17 أغسطس 2017
17 أغسطس 2017

العراق ينتظر مساعدة المجتمع الدولي في ملفي إعادة الإعمار والنازحين -

بغداد ـعمان ـ جبار الربيعي -

واصل طيران الجيش العراقي، امس ضرباته الجوية الاستنزافية على مقرات وأماكن تواجد عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي في قضاء تلعفر، آخر اكبر معقل رئيسي للتنظيم في محافظة نينوى، شمال العراق، والتي تستعد القوات العراقية المشتركة لتحريره بالكامل.

وقالت وزارة الدفاع العراقية في بيان لها، إن «قيادة القوة الجوية نفذت بواسطة طائرات (F16) استناداً لمعلومات خلية استخبارات قيادة عمليات قادمون يا نينوى التابعة للمديرية العامة للاستخبارات والأمن عدة ضربات جوية ناجحة»، مشيرة إلى أن «الضربات تمكنت من خلالها تدمير مخزن للأسلحة والاعتدة ومعمل لتفخيخ وتصفيح العجلات بالإضافة الى معالجة مقران احدهما يستخدم لعقد الاجتماعات والأخرى مقر قيادة وسيطرة تابع للعصابات الإرهابية في قضاء تلعفر». في وقت، كشف مصدر عسكري في محافظة الأنبار،عن قيام عناصر التنظيم بإعدام ثلاثة أشقاء من أهالي القائم رفضوا الانتماء للتنظيم، غرب المحافظة، التي يفرض التنظيم الإرهابي سيطرته على ثلاثة أقضية وهي «عانة وراوة والقائم». وقال المصدر،ان «تنظيم داعش الإرهابي اقدم امس على إعدام ثلاثة أشقاء من أهالي مدينة القائم 350كم (غرب الرمادي)، رميا بالرصاص وسط المدينة».، مشيراً إلى أن «الأشقاء أعمارهم دون سنة الخامسة عشرة وان التنظيم أعدمهم بعد فرضه التجنيد الإلزامي على الصبية بالقائم ولكن الأشقاء رفضوا الانتماء لداعش الإرهابي». بينما أعلنت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى، عن مقتل «مسؤول عمليات» تنظيم «داعش» الإرهابي في حوض منطقة المطيبيجة الواقعة بين ديالى وصلاح الدين بقصف قوي.

وقالت اللجنة، إن «مسؤول عمليات تنظيم داعش الإرهابي في المطيبيجة المدعو أبو أحمد التراك وثمانية من مرافقيه قُتلوا بقصف جوي استهدف مضافة للتنظيم عمق المطيبيجة على الحدود بين ديالى وصلاح الدين». وأضافت، أن «التراك مسؤول عمليات داعش في المطيبيجة منذ سنوات وهو من القيادات المهمة التي كانت متابعة من قبل الفرق الاستخبارية وقتله يمثل ضربة قوية للتنظيم». وفي سياق ذاته، افاد مصدر عسكري، أن «طائرات وجهت ثلاث ضربات متعاقبة استهدفت مضافة وسيارة رباعية الدفع في أطراف منطقة الخلاوية في عمق تلال حمرين من جهة حوض قره تبه 90كم (شمال شرق بعقوبة) أسفرت عن مقتل ما يدعى بالأمير الأسود وهو الأمير الجديد لحمرين ومحيطها بالإضافة الى مقتل 3 من مرافقيه».

وذكر، ان «الأمير الأسود هو بالأصل من اهالي إحدى مناطق صلاح الدين ويعد من القيادات المهمة في داعش ضمن ما يعرف بولاية ديالى»، موضحاً انه «يسمى بالأمير الأسود لأنه يرتدي دوما ملابس أفغانية ذات رداء اسود وهو في العقد الرابع من عمره يقال بأنه كان موظفا قبل انخراطه في داعش عام 2014». على الصعيد السياسي، استقبل رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري، امس، سفير الاتحاد الأوروبي في العراق باتريك سيمونيه، والوفد المرافق له بمناسبة انتهاء مهام عمله في العراق.

وقال مكتب الجبوري في بيان له، انه «جرى خلال اللقاء استعراض ابرز التطورات السياسية والأمنية في البلد بالإضافة إلى بحث العلاقات الثنائية بين العراق ودول الاتحاد الأوروبي».

ونقل البيان عن الجبوري قوله، إن «القوات العراقية تواصل استعداداتها لتحرير ما تبقى من الأراضي التي تسيطر عليها عصابات داعش الإجرامية وفي مقدمتها مدن تلعفر والحويجة ومناطق غرب الأنبار وان العراق بحاجة الى وقوف المجتمع الدولي معه».

وأضاف ان «العراق تخطى مرحلة صعبة وحساسة من تاريخه تمثلت بالخلاص من تنظيم داعش وهو ينتظر من المجتمع الدولي المساعدة في ملف إعادة الإعمار وعودة النازحين لمناطقهم بعد توفير الخدمات الضرورية فيها»، مؤكدا ان «العراق ينتظر مزيدا من الدعم خصوصا في ملف إغاثة العوائل النازحة ودعم إعمار المدن المحررة، وتأهيل البنى التحتية التي تضررت نتيجة العمليات العسكرية، وأهمية دعم الجهود من اجل تحقيق السلم الأهلي». وثمن رئيس مجلس النواب، «جهود السفير الاتحاد الأوروبي خلال فترة عمله في العراق ودوره في توسيع إطار العلاقات بين العراق ودول الاتحاد خلال الفترة الماضية».

من جانبه، جدد سفير الاتحاد الأوروبي، «استمرار دعم العراق في حربه ضد الإرهاب»، مؤكدا «حرص دول الاتحاد على ادامة التعاون وعلى كافة المستويات والمساهمة في مشاريع الإعمار وتقديم الخبرات اللازمة». وفي المقابل، قالت الهيئة السياسية لتحالف القوى العراقية، في بيان لها، إنها «عقدت اجتماعاً برئاسة رئيس الكتلة النيابية لتحالف القوى صلاح الجبوري وبحضور سليم الجبوري ووزراء تحالف القوى، ناقشت فيه بعض الملفات السياسية والقوانين المدرجة على جدول أعمال مجلس النواب». من جانب آخر طلب العراق من الأمم المتحدة مساعدته في جمع أدلّة على الجرائم المنسوبة إلى تنظيم «داعش» من خلال إصدار قرار من شأنه المساعدة في تقديم المسؤولين عن تلك الجرائم إلى العدالة.

وفي رسالة مؤرّخة 9 أغسطس الحالي يتم التداول بها في الأمم المتحدة، رحّب وزير الخارجيّة العراقي إبراهيم الجعفري بالانتصارات العسكريّة التي حقّقها الجيش العراقي ضد التنظيم الإرهابي.

واعتبر الجعفري أنّ «الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي ضدّ المدنيين، وتدمير البنى التحتيّة والمواقع الأثريّة في العراق، هي جرائم ضد الإنسانيّة، ويجب تقديم مرتكبيها من عصابات داعش الإرهابيّة إلى العدالة وفق القانون العراقي». وأضاف في رسالته «نطلب مساعدة المجتمع الدولي من أجل الاستفادة من خبرته»، موضحاً أنّ «العراق والمملكة المتحدة يعملان على مشروع قرار في هذا الإطار».

من جهته، أكّد نائب سفير المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة جوناثان ألين للصحفيين أهمّية وجود قرار في هذا الصدد. وقال «سنعمل معهم (العراقيين) ومع شركائنا في مجلس الأمن للتوصل إلى حلّ من شأنه أن لا يترك أي مخبأ لداعش في أيّ مكان».

وردّاً على سؤال حول الموعد النهائي لتقديم مشروع القرار على التصويت، اكتفى الدبلوماسي البريطاني بالقول إنّ الآليّة لا تزال في بدايتها.

وفي بيان، رحّبت المحامية أمل كلوني، زوجة جورج كلوني، التي تدافع خصوصا عن الايزيديين، بالمبادرة العراقيّة.

وقالت إنّ «الايزيديين وسواهم من ضحايا تنظيم «داعش» يطالبون بالعدالة أمام المحاكم، وهم لا يستحقّون أقلّ من ذلك».

أضافت «آمل في أنّ رسالة الحكومة العراقيّة ستُشكّل بدايةً لنهاية الإفلات من العقاب في جرائم الإبادة الجماعية وسواها من الجرائم التي ارتكبها تنظيم «داعش» في العراق والعالم».