1087022
1087022
الرئيسية

دراسة آخر تطورات تقنية التصنيع - «مسارات»: القمر الاصطناعي العماني أصبح ضرورة تحتمها متطلبات التنمية

17 أغسطس 2017
17 أغسطس 2017

الفطيسي: نتطلع إلى تمويل المشروع عبر الصناديق الاستثمارية والقطاع الخاص -

كتب – حمد بن محمد الهاشمي -

أكد معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات على أن تطبيقات الفضاء أصبحت ذات أهمية تصاعدية على مستوى العالم، كما أصبحت تشكل جزءا مهما من التنمية في أي دولة، وأضاف معاليه إنه ومع وصول السلطنة إلى تنمية شاملة في كثير من جوانب الحياة، أصبح من الضرورة الاهتمام بتطبيقات الفضاء في هذا الجانب الحيوي المهم، وأصبح من الضرورة أن تمتلك السلطنة قمرا اصطناعيا يفي باحتياجاتها الوطنية؛ ولذلك بدأت الوزارة الاهتمام بهذا المشروع، وبدأت تشكل لجانا وفرقا لتقديم الدراسات المناسبة له، وندرس الآن بشكل كاف الاحتياجات التي تحتاجها الجهات المختلفة، وندرس ما وصلت له التقنية في التصنيع وما التقنية الأفضل للسلطنة. وأضاف: نبحث عن الجانب النموذجي للتمويل الصالح لعمان، حيث إنه مع الظروف المالية الحالية قد يكون من الصعب أن تقوم الحكومة بتمويل مثل هذا المشروع، ولكن نتطلع من الصناديق الاستثمارية والقطاع الخاص أن ينظروا إلى تطبيقات الفضاء كفرص تجارية يمكن أن يستثمروا فيها، فلذلك نحن نرغب أن نطرح مشروع الأقمار الاصطناعية في السلطنة على الصناديق الاستثمارية والصناديق السيادية، وأن ينفذ المشروع عن طريق شركات بدلا من تنفيذه عن طريق مؤسسة حكومية، وسنقدم لهم ملفا متكاملا عن الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع.

جاء ذلك خلال ثاني جلسات “منتدى مسارات” والتي جاءت بعنوان (الفرص الاستثمارية في الأقمار الاصطناعية)، والتي نظمتها وزارة النقل والاتصالات أمس الأول بالنادي الثقافي بمسقط، تحت رعاية معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات، بحضور عدد من أصحاب السعادة الوكلاء والرؤساء التنفيذيين وعدد من المسؤولين بالوزارة.

أدار الجلسة الحوارية المكرم الشيخ الدكتور الخطاب بن غالب الهنائي نائب رئيس مجلس الدولة. كما تحدث بالجلسة الدكتور صالح بن سعيد الشيذاني رئيس الفريق الوطني لبناء كوادر تقنيات الفضاء بكلية العلوم بجامعة السلطان قابوس، ومنير بن علي المنيري مدير أول استثمارات بالصندوق الاحتياطي العام للدولة، والمهندس سالم بن سعيد العلوي مدير مشاريع بالشركة العمانية للنطاق العريض، والمهندس صالح بن حمود الكاملي مدير مشروع الأقمار الاصطناعية بوزارة النقل والاتصالات.

الفوائد الاقتصادية

وناقشت الجلسة (الفرص الاستثمارية في الأقمار الصناعية) حيث تم الوقوف على الاستخدامات المختلفة لتطبيقات وتقنيات الأقمار الصناعية ومراحل تطورها، بالإضافة إلى مستقبل صناعة علوم وتقنيات الفضاء، والوضع الحالي لاستخداماتها بالسلطنة، وأبرز تحديات امتلاك منظومة أقمار صناعية، إلى جانب التمثيل الدولي للسلطنة في المنظمات والهيئات المتخصصة في مجالات الفضاء، والاحتياجات الوطنية والدوافع نحو امتلاك منظومة أقمار اصطناعية في العالم (سيادية وأمنية واقتصادية وعلمية).

وتطرق المتحدثون حول الفوائد الاقتصادية التي تعود على السلطنة من خلال نقل وتوطين تقنيات الأقمار الصناعية والعائد الاستثماري لها، وتحقيق نقلة نوعية على مستوى تغطية الشبكات وتوسعة نطاق الخدمات الحالية، بالإضافة إلى الصناعات المرتبطة بمنظومة الأقمار الصناعية كخلايا الطاقة الشمسية، وفتح مجالات تعليمية بالجامعات والكليات بالسلطنة في تخصصات مرتبطة بها وبناء كوادر وطنية.

في البداية تحدث المكرم الشيخ الدكتور الخطاب بن غالب الهنائي نائب رئيس مجلس الدولة عن الاستخدامات المختلفة لتقنيات الأقمار الاصطناعية ومراحل تطورها، والتحديات التي تواجه هذه الصناعة، ومستقبل صناعة علوم وتقنيات الفضاء والوضع الحالي لاستخداماتها بالسلطنة، والفوائد الاقتصادية التي تعود على السلطنة من خلال نقل وتوطين تقنيات الأقمار الاصطناعية والعائد الاستثماري لها، بالإضافة إلى فتح مجالات تعليمية بالجامعات والكليات بالسلطنة في تخصصات مرتبطة بها وبناء كوادر وطنية.

تأهيل كوادر وطنية

من جانبه تحدث الدكتور صالح بن سعيد الشيذاني رئيس الفريق الوطني لبناء كوادر تقنيات الفضاء بكلية العلوم بجامعة السلطان قابوس عن الأقمار الاصطناعية وتطبيقاتها وتاريخها، والأجرام السماوية وحركتها، وكذلك أهمية المسارات الثابتة حول الأرض. وتطرق إلى كيفية التغلب على الجاذبية الأرضية للوصول إلى السماء، وأشار إلى أن الاتحاد السوفيتي هو من أطلق أول قمر اصطناعي في العالم، ثم تم فتح المجال للتنافس في الاستفادة من هذه التقنية والفضاء وكذلك البدء في إطلاق الأقمار الاصطناعية في الفضاء.

وتحدث الشيداني عن تعدد نوعية الأقمار واختصاصاتها، وربطها للعالم بعضه ببعض، حيث من أنواع الأقمار: أقمار الاتصالات، والأقمار لأغراض عسكرية وأمنية، والأقمار التي تمسح طبقات الأرض، والأقمار لأغراض البحث والمسح.

وتحدث الدكتور عن أهمية تأهيل الكوادر الوطنية للعمل في هذا القطاع، والنظر في فتح برامج تدريسية في الكليات والجامعات بالسلطنة، وفتح المجال للطلبة لدراسة التخصصات المناسبة للعمل مستقبلا في مشروع الأقمار الاصطناعية.

3 محطات في السلطنة

كما تحدث المهندس سالم بن سعيد العلوي مدير مشاريع بالشركة العمانية للنطاق العريض عن تاريخ استخدام الأقمار الاصطناعية في السلطنة والعالم، وأشار إلى أنه في عام 1945 بدأت فكرة الأقمار الاصطناعية من خلال باحث إنجليزي، ثم بدأت الأبحاث لاكتشاف الأقمار الاصطناعية لأهميتها في الاتصالات، كما تم إنشاء المنظمات العالمية لتنظيم هذا المجال، حيث تم إنشاء منظمة الإنتل سات، والسلطنة من ضمن الدول المساهمة في هذه المنظمة. حيث أصبحت هذه الأقمار تنقل البيانات حول العالم. وقال: أنشئت للسلطنة منذ 1974 أول محطة للأقمار الاصطناعية بالوطية بمحافظة مسقط، ثم محطة العامرات، وكذلك محطة بولاية عبري.

العالم يتحول

من جانبه تحدث منير بن علي المنيري مدير أول استثمارات بالصندوق الاحتياطي العام للدولة عن الأغراض الاستثمارية في مشاريع الأقمار الاصطناعية، وأشار إلى الشركات العالمية المتخصصة في مجال الاتصالات عن طريق الأقمار الاصطناعية مثل شركة (إكس بي أكس أس) وشركة (ون ون). وقال: إن العالم اليوم يرغب في للتحول للاتصالات عن طريق الأقمار الاصطناعية، وذلك للوصول إلى تقنيات جديدة تساهم في تقليل تكلفة الاتصالات وسرعتها. وأكد أنه يجب على السلطنة أن تكون مشاركة في القطاع وليست مستهلكة فقط.

توجيهات سامية

وقدم المهندس صالح بن حمود الكاملي مدير مشروع الأقمار الاصطناعية بوزارة النقل والاتصالات ، نبذة عن مشروع الأقمار الاصطناعية قائلا: استلمت وزارة النقل والاتصالات توجيها للتنفيذ والإشراف على المشروع، حيث قامت الوزارة بإسناد مناقصة لإحدى الشركات المتخصصة والاستشارية للقيام بدراسة جدوى لإطلاق للقمر الاصطناعي حيث وصلت نتائج تلك الدراسة إلى قدرة السلطنة على إطلاق القمر الاصطناعي لحاجة السلطنة له، ثم تم تشكيل لجنة عليا للمشروع بالوزارة لمعرفة الاحتياجات التي يمكن أن يوفرها القمر الاصطناعي، وكذلك تأهيل وتدريب الكوادر الوطنية، بالإضافة لحجز المدارات الخاصة بالسلطنة وتسجيلها واستغلالها لهذا المشروع. مضيفا: من خطة الوزارة لهذا العام تنفيذ المرحلة الأولى من هذا المشروع. كما قامت الوزارة بطرح مناقصة للشركات التي يمكن أن تساعد الوزارة في التغلب على التحديات والمشاكل التي يمكن أن تواجهنا في المشروع.

وقمنا بتوجيه خطابات للجهات الحكومية والقطاع الخاص والمؤسسات المالية والمصروفية والعلمية وذلك للتعرف على احتياجاتهم من الأقمار الاصطناعية، ومن ثم تحويل هذه الاحتياجات لتكون مواصفات فنية لهذا القمر الاصطناعي.

وأوضح أنه توجد خطة زمنية واضحة للمشروع وله مراحل معنية، حيث إن المرحلة الأولى ستنتهي هذا العام والتي ستضمن معرفة الاحتياجات القطاعات الحكومية والخاصة في السلطنة من هذا القمر، والبدء في وضع خطة تأهيل وتدريب واستقطاب كفاءات للعمل في المشروع مستقبلا، وحجز المدارات التي تستهدفها والتنسيق مع الاتحاد الدولي للاتصالات. وأكد نسعى لتقديم خدماتنا عن طريق قمر للاتصالات في المدار الثالث.

تكلفة الأقمار الاصطناعية

وخلال مداخلة للمهندس سعيد بن عبدالله المنذري الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للنطاق العريض تحدث قائلا: أي دولة في العالم تحتاج من 3 إلى 5 سنوات كحد أدنى لحجز المسارات لإطلاق أقمارا اصطناعية وتدريب وتأهيل الكفاءات، والسلطنة يوجد لديها مراحل معينة من خلال تغطية شبكات الاتصالات سواء كانت عبر الألياف البصرية أو شبكات النطاق العريض عبر الهاتف المتنقل 4G و5G، وكذلك الأقمار الاصطناعية.

مشيرا إلى أنه ينقص تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للنطاق العريض هو تغطية ما نسبته 15% من المناطق البعيدة بالأقمار الاصطناعية. وأشار إلى أن نسبة تغطية الجيل الثالث والهاتف الثابت بسرعة عالية وصل أكثر من 85% أو90%.

وأوضح أن تكلفة الأقمار الاصطناعية تضاهي تكلفة الجيل الرابع إذا ما توفرت السرعات اللازمة.