1083509
1083509
مرايا

سوق السمك الجديد بالسويق.. الواجهة الحديثة لميناء الصيد البحري

16 أغسطس 2017
16 أغسطس 2017

استطلاع- نايف بن علي المعمري -

في إطار المشاريع التنموية التي تشهدها ولاية السويق بمحافظة شمال الباطنة أكبر ولايات السلطنة مساحة وأكثرها تعدادا سكانيا، قامت وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة بدائرة التنمية السمكية بالولاية بتشغيل سوق السمك الجديد فور الانتهاء من إنشاء المبنى وتجهيز لوازم السوق للباعة والمستهلكين في مايو الماضي، ويُعد سوق السمك الجديد من المشاريع التنموية الحيوية الحديثة الذي كان ينتظره أهالي ولاية السويق، إذ شهد تشغيله نقل نوعية مختارة للباعة والمستهلكين بما يتميز به السوق الجديد من محتويات ولوازم تتواكب مع التطورات الحديثة العالمية في مجال بيع وتسويق الأسماك.

وللحديث حول الموضوع، التقت مرايا مع داوود بن سالم القرطوبي رئيس قسم سوق الأسماك بالولاية، حيث أوضح أسباب الحاجة إلى بناء المشروع قائلا: في سعي من وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة بدائرة التنمية السمكية بولاية السويق في تطوير قطاع الثروة السمكية بالولاية وبهدف الارتقاء بالبنية الأساسية في هذا المجال، لاسيما مع تزايد الكثافة السكانية بالولاية، أصبحت هناك حاجة ماسة إلى وجود سوق ملائم تتواكب مواصفاته ومستلزماته مع التطورات الحديثة العالمية في مجال بيع وتسويق الأسماك، مضيفا أن سوق الأسماك القديم يفتقر لمثل هذه المواصفات، كما أنه غير ملائم للباعة والمستهلكين على حد سواء، حيث يتعرض لحرارة الشمس، ولا يتوافق مع الاشتراطات الصحية المطلوب توفرها، ويضيف: في الحقيقة المستهلكون كانوا يأتون إلى السوق في أماكن ضيقة وغير ملائمة لبيع الاسماك فيها.

محتويات السوق

وحول مواصفات السوق يضيف داوود القرطوبي، قائلا: يغطي سوق السمك الجديد في الولاية مساحة أكثر من ثمانمائة متر مربع في ميناء الصيد بالولاية، وبتكلفة تصل إلى تسعمائة ألف ريال عماني، تم افتتاحه في السابع عشر من شهر مايو المنصرم، ويضيف مستطردا: السوق يُعد الواجهة الحديثة لميناء الصيد البحري، حيث أقيم بأحدث المتطلبات والمواصفات الصحية، والاشتراطات الدولية المنظمة لسلامة وجودة المنتجات السمكية.

وحول مرافق سوق السمك الجديد، يقول داوود القرطوبي: توجد في السوق وخارجه عدد من المرافق التي تخدم كل فئات المجتمع من المستهلكين وكذلك العاملين بالسوق ومسوقي الأسماك، ومن هذه المرافق؛ مكاتب إدارية، كمكتب إشراف وضبط الجودة، ومكتب الدلالة والمناداة للشركات والمؤسسات، وصالة عرض ومناداة للأسماك.

ويضيف: كما يشتمل السوق على ست وأربعين طاولة عرض أسماك، مُجهزة بصناديق لحفظ الأسماك، وسبع وعشرن طاولة لتقطيع الاسماك، مجهزة بألواح تقطيع وسترات واقية وأدوات تقطيع وتقشير الأسماك، وعدد من الطاولات لنظام البيع بعد الدلالة والمسوقين أصحاب سيارات النقل، ويحوي نظام تكييف يوفر البيئة المناسبة للتسوّق، كذلك توجد في السوق وحدة تبريد لإنتاج الثلج ومخازن تبريد، ومحلان لبيع وشوي الأسماك، بالإضافة إلى توفر دورات المياه، ومواقف للسيارات تتسع لحوالي مائتي سيارة، وتابع قائلا: كذلك يشتمل السوق على رصيفين عائمين لاستقبال وإنزال الأسماك من قوارب الصيد، كما تتوفر سلال وعربات متحركة؛ لتسهيل عملية إنزال ونقل الأسماك من القوارب لداخل السوق.

تطلعات

وحول التطلعات المستقبلية لتشغيل سوق السمك الجديد، يقول داوود القرطوبي: في الحقيقة سوق السمك الجديد بالولاية يُعد من البنى الأساسية للقطاع السمكي في ولاية السويق بشكل خاص وفي محافظتي شمال وجنوب الباطنة بشكل عام، حيث انه سوف يخدم سكان ولاية السويق والولايات المجاورة أيضا، الساحلية وغير الساحلية، وأيضا وجود السوق بداخل الميناء الصيد البحري سيساهم في قيام حركة تجارية نشطة في الولاية والولايات المجاورة.

الإشراف

وحول الموضوع، التقت مرايا عددا من الباعة ومرتادي السوق، الذين ثمنوا وأشادوا بجهود الحكومة في إنشاء سوق السمك الجديد، والذي تتواكب مواصفاته مع التطورات الحديثة في مجال بيع وتسويق الأسماك، حيث يقول مبارك بن سعيد المغيزوي، أحد الباعة في السوق: الحمدلله، وبفضل الله ثم مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس يحفظه الله ويرعاه، نحن سعداء بإنشاء هذا السوق، وفي راحة تامة للعمل فيه، كما نشكر المسؤولين والمعنيين على اهتمامهم المستمر، وتلبيتهم لأي حاجة أو طلب نريده، ويضيف: في الحقيقة ما قصروا ـ جزاهم الله خير ـ وفروا أشياء كثيرة لنا، إلى جانب أن الأماكن المخصصة للبيع تتوفر فيها جميع المستلزمات والأدوات التي يحتاجها البائع، وكل ذلك بدون رسوم أو مبالغ مالية يدفعها البائع سوى عشرة ريالات لتجديد بطاقته السنوية، إلى جانب الإشراف المستمر وبشكل يومي من قبل موظفي الزراعة وكذلك دائرة الثروة السمكية وموظفي الرقابة.

ويأمل مبارك المغيزوي أن تكون سوق الخضروات والفواكه بجانب سوق السمك، حيث سيعمل على استقطاب أفضل للمستهلكين، كما يتمنى مبارك فتح السوق مساء، لجذب الباعة والمرتادين إليه، حيث سيسهم ذلك في الحد من ظاهرة البيع على الشارع العام الذي يشوه بالمنظر العام.

أُمنية تحققت

من جانبه أكد أيضا عبدالله بن حمود الحكماني، أحد الباعة على ارتياحهم من الخدمات التي يوفرها سوق السمك الجديد، مشيدا بجهود الحكومة في إنشائه، حيث يقول: أبيع منذ سبع وعشرون سنة، وهناك فارق كبير بين الأمس واليوم، حيث كنا نبذل جهودا مضاعفة من أجل تسويق الاسماك، إلى جانب توفير الأدوات وأجهزة التبريد، وحتى ماء غسيل اليدين كنا نستبدله من ماء البحر، وكنا نتمنى أن يكون هناك سوق مخصص لبيع السمك مثل هذا السوق، وخصوصا عندما كنا نسافر إلى خارج البلد ونرى بعض الأسواق الحديثة في تلك البلدان، واليوم ولله الحمد تحقق لنا ذلك، وهذا السوق بحداثته يوفر كل ما يحتاجه البائع، ولكل بائع أيضا مكانه الخاص ومستلزماته الخاصة، من طاولة عرض وتقطيع، وثلاجة تبريد، وماء، وقناطر تصريف صحي، إلى جانب عمال النظافة الذين تراهم يجوبون بين طاولات البيع وممرات السوق لتنظيفها.

ويتفق عبدالله الحكماني مع مبارك المغيزوي في ضرورة أن يكون بجانب سوق السمك سوق لبيع الخضروات والفواكه، وعلى حد تعبيره أن هذه الأسواق جزء لا يتجزأ أحدها عن الآخر، وتمنى من الجهات المعنية التنسيق فيما بينها لإمكانية جمع سوق الخضار والفواكه جنبا إلى جنب مع سوق الأسماك.

الأدوات متوفرة

ويؤكد أيضا حسن بن علي الزعابي عن ارتياحه للعمل في سوق السمك الجديد، حيث يقول: الحمدلله بفضل الله ثم مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان ـ يحفظه الله ـ نحن مرتاحون عما كنا سابقا، حيث كنا في مكان غير مهيأ، ولا يصلح للبيع فيه، بالإضافة إلى ضيق المكان والروائح الكريهة المنبعثة منه، حيث لا يوجد ماء ولا تصريف، ولا يوجد أيضا تكييف كما هو الحال في هذا السوق.

ويضيف: الحمدلله نحن اليوم في نعمة، لكل واحد منا مكان خاص به، وجميع أدوات التقطيع متوفرة فيه، ويتمنى حسن الزعابي أن يكون الباعة في جميع الولاية يعملون في هذا السوق، بحيث يتم فتحه صباحا ومساء بالتناوب بين الباعة أنفسهم، حتى لا يؤثر الآخرون على حركة سوق السمك الجديد من خلال قيام البعض بالبيع مساء على الشارع العام.

مرتادون

ومن جانب آخر، يقول فهد بن مبارك المعمري، أحد مرتادي السوق: في الحقيقة مشروع سوق السمك الجديد انعكس ايجابا علينا، وشخصيا منذ أن افتتح السوق وأن ارتاده أسبوعيا وخصوصا في أيام العطل الرسمية، ويرجع سبب ارتياد فهد المعمري إلى السوق بشكل مستمر كما يُشير إلى الجو العام للسوق كونه يتميز بمواصفات وإمكانات حديثة، إلى جانب توفر أجهزة التكييف التي تعطي المرتادين انطباعا جيدا ومريحا بعيدا عن أشعة الشمس الحارقة ما يسهم في مساعدتهم أثناء التسوق والبحث عن نوعية الأسماك التي يرغبونها، كما يؤكد أن اخضاع السوق للمراقبة المستمرة من قبل الجهات المعنية، وأسعار السوق المناسبة هو امر يشجع المستهلكين على ارتياد السوق بشكل مستمر.

ويؤكد أيضا من جانبه حمد بن سعيد الغداني أن سوق السمك الجديد يعتبر نقلة نوعية لأهالي الولاية والولايات المجاورة، وعلى حد تعبيره أن السوق وبهذه المواصفات الفنية والصحية الجيدة كان المفترض أن يكون من أوائل المشروعات التنموية في الولاية؛ لحاجة أهالي الولاية إلى مثل هذا المشروع الرائد، ويضيف: في الحقيقة الآن تستطيع أن تتسوق بحرية واطمئنان تام، وكما تعلم كانت العادة أن الناس يذهبون لملاقاة صيادي الاسماك على البحر لشراء الاسماك الطازجة، وهذا المشروع يمكن المستهلكين من شراء الأسماك الطازجة فور إنزالها من البحر، فهو مكان حضاري ومجهز بكل سبل الراحة للباعة والمستهلكين.