1079529
1079529
مرايا

بالانضمام إلى أول فريق نسائي للبيسبول - فتيات غزة يتجهن لتحقيق أحلام رياضية مختلفة

16 أغسطس 2017
16 أغسطس 2017

تعرفت إيمان المغير على لعبة البيسبول من الأفلام الأمريكية فقط، فهي لم تشهد على الإطلاق أية مباراة في هذه الرياضة تقام بالملاعب، فما بالك في مجرد التفكير في المشاركة فيها.

غير أن هذه الفتاة الفلسطينية التي تبلغ من العمر 24 عاما سمعت عن تأسيس فريق نسائي جديد في رياضة البيسبول بقطاع غزة، ووصفت هذه التجربة بأنها “فريدة من نوعها تماما”.

وكان محمود طافش يقوم بتدريب الفريق منذ بداية العام الحالي، ويقول إنه أول مدرب للبيسبول في غزة، بينما تقول الأمم المتحدة إنها ليس لديها علم بوجود مدرب غيره في القطاع.

غير أن غزة تضم مجتمعا محافظا، ولا يشعر الجميع بالرضا إزاء هذه الفكرة، ويقول طافش - الذي يبلغ من العمر 35 عاما والذي يتمتع بشعر أسود قصير ولحية مشذبه بأناقة - “إنني شاب يدرب مجموعة من الشابات”.

ويضيف “إن هذا الأمر غير ملائم في مجتمعنا”.

وتم توجيه الانتقادات له لما يقوم به من عمل، ولكن باعتباره مدرب البيسبول الوحيد في جميع أنحاء قطاع غزة الساحلي الذي تم عزله عن بقية أنحاء العالم، يقول إنه عاقد العزم على تدريب الفتيات إلى أن يكتسبن المهارات اللازمة لتدريب فتيات أخريات.

وفرضت قوات الاحتلال الإسرائيلية حصارا محكما على قطاع غزة منذ عشرة أعوام، وكنتيجة للحصار بلغ معدل البطالة في غزة حاليا 43%، ويعاني سكان القطاع البالغ عددهم تقريبا 2 مليون نسمة من انقطاع التيار الكهربائي المتواصل باستثناء بضع ساعات في اليوم.

وبحسب (د ب ا) فقد عثر طافش على ملعب رياضي يمكن أن يمارس فيه تدريب الفتيات على اللعبة بمساعدة من جامعة الأقصى بغزة، ولكنه حريص على عدم وجود رجال آخرين يتفرجون على التدريبات أو يشاركون فيها.

ويقول إن هذه اللعبة مناسبة تماما للفتيات لأنها أقل عنفا من كرة السلة أو كرة القدم.

بينما تقول المغير التي تعمل كمدربة لياقة بدنية وتلعب وهي ترتدي غطاء رأس وتي شيرت طويل الأكمام، إن لعبة البيسبول تحتوي على خليط من المهارات الرائعة.

وتضيف “إنني أرى أن البيسبول تعد مزيجا من كثير من الرياضات، فهي تجمع بين اللياقة البدنية والعدو والتنسيق بين الجهاز العصبي والعضلات والمرونة”، وهي تحلم بالتخلي عن عملها اليومي من أجل التفرغ تماما لرياضة البيسبول.

ويتوجه فريق البيسبول النسائي الذي تتراوح أعمار لاعباته بين 18 إلى 27 عاما إلى مدينة غزة ثلاث مرات كل أسبوع لممارسة التدريب، ويبلغ عدد أفراد الفريق الآن 70 لاعبة، وتدرس معظم اللاعبات الرياضة البدنية مثلهن في ذلك مثل المغير.

غير أن الأوضاع الصعبة في غزة تؤثر أيضا على ممارستهن اللعبة.

ويوضح طافش الذي يعمل موظفا لدى السلطة الوطنية الفلسطينية قائلا “إننا نعاني حقيقة من مشكلة كبيرة في الحصول على الأدوات الرياضية، فلا يوجد هنا في غزة مثل هذه الأدوات”. وأرسل المشجعون للفكرة في أوروبا للفريق قفازا واحدا لهذه اللعبة، ويتم صنع المضارب المستخدمة في ضرب الكرة محليا، كما يستخدمون فيها كرة التنس، ويقول طافش إن “المضارب تتكسر بسهولة، وذات مرة غضبت إحدى اللاعبات وألقت المضرب على الأرض فتحطم”. كما أنه لا توجد جهات راعية للاعبات.

وتقول هبة ساجان من مكتب المرأة التابع للأمم المتحدة في غزة إن “مجتمع غزة صار محافظا بدرجة أكبر نتيجة الحصار والعزلة الطويلين، ولا تزال النساء يعانين من التمييز والعنف والتضييق”.

وتضيف إن كثيرا من الأسر مع ذلك تشجع بناتها على الدراسة وبدء حياة مهنية.

ويشجع مكتب المرأة التابع للأمم المتحدة على ممارسة الرياضة خاصة بالنسبة للفتيات، وتقول ساجان إن “الرياضة تعد شكلا مبتكرا للمشاركة الاجتماعية والسياسية”.

وتوضح ساجان أن النساء يتعلمن عن طريق ممارسة الألعاب الرياضية مثل البيسبول كيفية تولي الأدوار القيادية وكيفية العمل في إطار فرق، وعلى أية حال فإن طافش الذي كان لاعبا محترفا لكرة القدم لديه مشروعات كبرى.

ففي غضون أشهر قليلة يريد أن يصحب فريقا من أفضل اللاعبات للعب ضد فرق من دول عربية مثل العراق وتونس.

ويسعى لمشاركة فريقه النسائي في أولمبياد طوكيو عام 2020، حيث سيعاد إدراج البيسبول لأول مرة منذ عام 2008 في قائمة الألعاب التي تتم المنافسة عليها، وهذا يعني وجود جمهور عريض لفريقه في جميع أنحاء العالم، وإن كان من بينهم رجال بالطبع.