khaseeb
khaseeb
أعمدة

نبض المجتمع: مقارنات سياحية

16 أغسطس 2017
16 أغسطس 2017

خصيب القريني -

ان الحاجة لتنويع مصادر الدخل في السلطنة أصبح في الوقت الحالي أكثر أهمية من أي وقت مضى، ذلك أن الظروف ذات العلاقة أصبحت تمثل تحديا لا يمكن معالجته بأسلوب الترقيعات الوقتية والمتمثلة في ارتفاع وانخفاض أسعار النفط، فأعداد العاملين في القطاع الحكومي في تزايد مستمر ومخرجات المؤسسات التعليمية هي الأخرى تضغط في الاتجاه ذاته، بالإضافة للحاجة الملحة لمزيد من المشاريع التنموية ذات الثقل الاقتصادي الكبير وغيرها من العوامل المتداخلة والتي في نهاية الأمر تكمل بعضها بعضا، كما ان التأخر في تنفيذ إحداها يعرقل تنفيذ استراتيجيات في مجالات أخرى.

إن من ابرز القطاعات التي يجب أن يعول عليها الاقتصاد المحلي هو القطاع السياحي الذي يعد احد القطاعات الداعمة لمنظومة الاقتصاد الوطني، ذلك انه القطاع الذي تتمحور حوله مختلف القطاعات الاقتصادية فهو بمثابة القلب لها، ولقد رأينا العديد من دول العالم التي اهتمت بوضع استراتيجية واضحة وعميقة لكيفية صناعة قطاع سياحي واعد يدعم ويساهم مساهمة فاعلة في تنمية البلد، بل وينقلها من دولة نامية الى دولة صناعية، ذلك لأن جميع القطاعات كما اشرنا تعمل وفق استراتيجية هذا القطاع في نهاية الأمر.

كنت قبل شهر في زيارة لجزيرة بوكيت التايلاندية، وأعجبت كيف ان الاقتصاد الحقيقي لهذه الجزيرة قائم في الأساس على القطاع السياحي بصورة عامة لدرجة وجود كليات تدرس أصول وقواعد السياحة لكل العالم، وكل ما هنالك بحار ومرتفعات جبلية بسيطة، ولكن الامر اختلف في كيفية توظيف هذه الإمكانيات البسيطة لصناعة سياحة ذات اثر عالمي، والقدرة على الترويج واستثمار الأحداث العالمية لجذب السياح لها، فتصوير فيلم قبل اكثر من ربع قرن ضمن سلسلة جيمس بوند ما زال يحصد سياحا وبأعداد متزايدة من أجل التقاط صور تذكارية لهذه المناسبة وتخليد ذلك المكان في الصورة الذهنية العالمية لدرجة تحويله لمزار سياحي وطني، وأكاد أجزم أن غالبية من يزور الجزيرة يكون هذا المعلم أحد أبرز أهداف زيارته.

إن وجود سياحة يصنع أنشطة اقتصادية متنوعة، فعندما تجلس على شاطئ باتونج مثلا تجد نفسك وأنت جالس مسترخيا أمام البحر ان مختلف البضائع تنجذب إليك، وبدلا من ان تذهب للتسوق تجد السوق وقد تحول بكامله نحوك، إنها صناعة السياحة، وعندما تزور مكتب سياحي لأخذ رحلة ليوم غد ستحتار ماذا تأخذ، وأجزم أنك لو جلست شهرا كاملا ستجد التنوع في المواقع متوافرا ولن تكرر مواقع سياحية بعينها، حيث كتيبات التعريف بالمواقع السياحية تغطي المكاتب السياحية.

وعندما زرت صلالة الأسبوع الماضي للمرة العشرين لم أجد خلال هذه الفترة الطويلة تغيرا يذكر،

وفي اطار خطط التطوير لمدينة صلالة سمعت عن الحديقة المائية وسمعت عن التلفريك ولكن لا جديد في المواقع السياحية حيث لا تستطيع المكوث أكثر من أسبوع على أكثر تقدير مع تكرار المواقع السياحية في منطقة سياحية يفترض أن تكون أيقونة السياحة العمانية وملتقى العائلات، فالسائح لا يبحث عن المناظر بقدر ما يبحث عن الخدمات والترفيه، أين الحدائق بشتى أنواعها والتي تكون على مستوى عال ووفق إمكانيات هائلة، ويمكن الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في هذا المجال؟ أين الأسواق المتنوعة والمتعددة؟ أين الأنشطة الاقتصادية في الأماكن السياحية البحرية والجبلية والبرية وغيرها؟ أين المهرجانات المتنوعة البعيدة عن التقليدية؟.