1080537
1080537
الرئيسية

33.191 مسنا في السلطنة تشملهم مظلة الضمان الاجتماعي

12 أغسطس 2017
12 أغسطس 2017

37 نزيلا بدار الرعاية الاجتماعية بالرستاق -

كتبت: خالصة بنت عبدالله الشيبانية -

شملت وزارة التنمية الاجتماعية فئة المسنين بمظلة الضمان الاجتماعي، وتمثل أكثر الفئات المنتفعة من معاش الضمان الاجتماعي لبلوغها 33.191 حالة ممثلة ما نسبته 40.8% من إجمالي عدد الحالات بداية عام 2017م، وصرف لها ما نسبته 41.9% من إجمالي المبالغ المصروفة البالغة 26.447.324 ريالا عمانيا حسب آخر إحصائية.

وأَوَت الوزارة 37 من المسنين والعجزة الذي لا يوجد معيل لهم من أقاربهم يقوم برعايتهم وخدمتهم وتلبية احتياجاتهم الحياتية بدار الرعاية الاجتماعية بالرستاق، 28 منهم من الذكور و9 إناث حسب آخر إحصائية العام الجاري، وتقدم الوزارة لهم الرعاية الاجتماعية الشاملة من حيث المأوى والغذاء والمتطلبات الأخرى كالخدمات العلاجية التي تقدمها وزارة الصحة لنزلاء الدار.

وبلغت عدد حالات المسنين الذين قدمت لهم خدمات الرعاية المنزلية بالسلطنة 285 مسنا خلال الربع الأول من عام 2017م، يقدم لهم خدمات الأجهزة التعويضية، والتهيئة المنزلية، والدعم المادي، وخدمة الجليس أو الأسرة البديلة، بالإضافة إلى رحلات ترفيهية للمسنين.

مسنّو المجتمع العماني

ويتميز التركيب العمري للسكان في السلطنة بالفتوة، نظرا لارتفاع متوسط العمر، وارتفاع مستوى الخدمات الصحية والرعائية، وزيادة الوعي المجتمعي، وتنبئ المؤشرات الإحصائية بزيادة نسبة المسنين في السلطنة بعد سنوات، حيث شكل المسنين الذين يمثلون الفئة العمرية 60 سنة فما فوق ما نسبته 4.8% في عام 1993 من جملة العمانيين، وارتفعت النسبة في 2003 بشكل طفيف لتبلغ 5% من مجموع السكان، فيما بلغت نسبتهم 5.2% من السكان العمانيين حسب تعداد 2010م، وبلغ عددهم 141 ألفا يمثلون ما نسبته 6% من إجمالي السكان منتصف 2015م.

قصور وظائف

وتترتب على الشيخوخة مشكلات صحية تتمثل في قصور بعض الوظائف الفسيولوجية مثل ضعف البصر وضعف السمع وتغير مظهر الجلد، وأمراض الدم وتصلب الشرايين، بالإضافة إلى قصور في وظائف الجهاز العصبي مثل ذهان الشيخوخة، وترتبط المشكلات النفسية التي تصاحب الشيخوخة غالبا بعدم التكيف مع التغيرات العمرية، بسبب مشاعر الوحدة والفراغ والخوف من المستقبل وفقدان حب الآخرين، وفقدان الأهل والأبناء، التي قد تنتاب المسن، إضافة للمشكلات النفسية الناجمة عن سوء معاملة كبار السن، وتصنف في جميع أنحاء العالم إلى إيذاء بدني أو عاطفي أو جنسي، والعنف بكافة أشكاله في مراكز الرعاية المستشفيات أو داخل الأسرة، كل ذلك يترك أثرا نفسيا عميق لدى المسن نتيجة العجز والضعف الذي ألمّ به بعد القوة.

تحديات اجتماعية واقتصادية

وتواجه المسنين أيضا مشكلات اجتماعية، تعتبر الأكثر تأثيرا على المسنين، حيث يتخلى المسن عن أهم أدواره ومواقعه داخل أسرته واحدا تلو الآخر بعد أن كان معيل الأسرة وربانها، فيصبح عاجزا عن تدبير شؤون نفسه ما لم يستعن بالآخرين، كما أن علاقاته الاجتماعية تتقلص إلى حد كبير لتقتصر على الأصدقاء القدامى المقربين فقط، مما يبعث في نفسه الملل والإحباط وسوء التكيف مع البيئة.

ويواجه المسن مشكلات اقتصادية نتيجة لفقدان مكانة العمل وقلة الدخل المادي، ويمثل الفقر أهم التحديات التي تواجه المسن، لذا تمثل التشرد، وسوء التغذية، والأمراض المزمنة التي لا تعالج، والافتقار إلى الحصول على مياه الشرب المأمونة والمرافق الصحية، وعدم القدرة على تحمل تكاليف الأدوية والعلاج، وعدم ضمان الدخل من أكثر قضايا حقوق الإنسان أهمية، والتي يواجهها عدد كبير من كبار السن يوميا.

تطوير خدمات المسنين

ونشرت وزارة التنمية الاجتماعية دراسة قدمتها الباحثة أسماء بنت عامر الصواعية من قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي بجامعة السلطان قابوس، تناولت خلالها «مؤشرات تخطيطية لتطوير خدمات الرعاية الاجتماعية للمسنين في المجتمع العماني»، أشارت فيها إلى الحاجة للتوسع في تقديم الخدمات المتنوعة لرعاية المسنين في المجتمع العماني، وتنمية وعي المسنين بالخدمات المتوفرة لهم، وتحسين آليات الإعلان عن الخدمات المقدمة للمسنين، وتطوير آليات المتابعة والتقييم للخدمات التي تقدمها مؤسسات رعاية المسنين، وتحسين مستوى الخدمات الاقتصادية نتيجة لارتفاع مستوى المعيشة، وتطوير مستوى الخدمات الاجتماعية، والاستعداد لمواجهة التغيرات المترتبة من التغير الاجتماعي على الأسرة العمانية.

وتناولت الدراسة مجموعة مقترحات وآليات يمكن أن تحسن من الخدمات المقدمة للمسنين في المجتمع العماني، أهمها التركيز على رعاية المسن في أسرته كبديل فعال عن الرعاية في المؤسسات، وتعزيز مساندة المؤسسات الحكومية والأهلية للأسر التي ترعى المسنين، وتمكينها من رعايتهم على أكمل وجه.

حاجات المسنين

وأشارت الباحثة في دراستها إلى احتياجات المسنين في المجتمع العماني، وما ينقصهم من احتياجات اقتصادية، وصحية، ونفسية، وجاءت أبرز احتياجات المسنين الاقتصادية في تهيئة المرافق العامة لتتناسب مع ظروف المسنين مثل تهيئة الممرات العامة ومواقف خاصة لنقل المسنين وتهيئة المساجد، ودعم تنقل المسنين داخل السلطنة وخارجها برسوم ميسرة أو مجانية، والحاجة لمصدر دخل كافي وثابت للمسن وأسرته وتوفير ضمان مالي لها في المستقبل، إضافة إلى حاجة المسن لتقديم دعم خاص للمسنين للتسوق من المحلات التجارية مثل عمل بطاقة استهلاكية للمسن، وشملت الاحتياجات الصحية، الحاجة لتهيئة المراكز الصحية وأماكن الانتظار بما يتناسب مع ظروف المسنين الصحية، وتوفير عيادات متخصصة لأمراض الشيخوخة ورعاية المسنين، والحاجة لإجراء الفحوصات الطبية بصورة دورية دون تعقيد، والحاجة لتوعية المسن وأسرته، بكيفية العناية بالمسن ورعايته.

احتياجات نفسية -

كشفت الدراسة عن احتياجات المسن في المجتمع العماني النفسية لاهتمام المقربين منه وحاجتهم له، وحاجة المسن لزيادة تواصل المحيطين به بصورة دائمة، وحاجة المسن لمن يستمع له من أفراد أسرته ويتشاور معه، إضافة إلى حاجته للشعور بقدرته على تدبير أموره. وأشارت الباحثة من خلال الدراسة إلى دور وزارة التنمية الاجتماعية، ووزارة الصحة، والجمعية العمانية لأصدقاء المسنين في وضع خطط لتطوير الخدمات المقدمة للمسنين في المجتمع العماني، أهمها توفير الخدمات وشموليتها لجميع المسنين في المجتمع العماني دون استثناء، والسعي لوضع قانون حقوق المسنين بالسلطنة ضمن خطة استراتيجية العمل الاجتماعي 2040م، بالإضافة لوضع خطط أو برامج تلزم الأقارب قانونيا بالتعاون مع الجهات المعنية بخدمة المسن، وتسعى تلك الجهات لتفعيل البرنامج الوطني للرعاية المنزلية للمسنين على مستوى السلطنة ومتابعته من قبل جهات الاختصاص، وتقييم البرنامج وإجراء اللازم لتطبيقه بفعالية لخدمة المسنين.