العرب والعالم

تحالف «أنصار الله» وصالح مستعد لتحقيق السلام في اليمن

08 أغسطس 2017
08 أغسطس 2017

التحالف ينفي استهدافه منزلا بصعدة -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد- (د ب أ) -

أكد صالح الصماد، رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى المشكل بتحالف «أنصار الله» وحزب الرئيس السابق، علي عبدالله صالح،أمس استعدادهم للسلام والتعامل بالمسؤولية تجاه أي مبادرة تصب في تحقيقه.

جاء ذلك في لقاء جمعه مع رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن ماريا أنتونيا، ونائب رئيس البعثة كازا رامون، وفقا لما أفادت وكالة انباء «سبأ» الخاضعة لسيطرة «أنصار الله».

وقال الصماد «نؤكد الاستمرار في التعامل بجدية ومسؤولية مع أي مبادرة تصب في سياق تحقيق السلام، وأن تكون أي جهود دولية حقيقية وفاعلة، وألا تتخذ مسار عمل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة التي إما تعمل على ذر الرماد في العيون أو سحب عملية السلام إلى تفاصيل جانبية بعيدة عن تحقيق السلام وتستمر في تضييع الوقت ومفاقمة الأوضاع».

وعبر الصماد عن أمله في أن «يسمع الاتحاد الأوروبي العالم صوت اليمن، وما تعاني منه واستعدادها الدائم للسلام وما قدمته من تجاوبات دائمة في الجولات الماراثونية للحوارات منذ انطلاقها في سويسرا وصولا إلى الكويت وغيرها».

من جانبها، أكدت أنتونيا أن دول الاتحاد تؤمن بالحل السياسي وعدم وجود حل عسكري في اليمن، وأن الأوضاع الإنسانية قد وصلت إلى درجة عالية من المأساوية دفعت دول الاتحاد الأوروبي إلى تبني برنامج ثلاثي المحاور يسهم في الحد من تدهور الأوضاع الإنسانية.

وأشارت أنتونيا إلى أهمية إعادة فتح مطار صنعاء الدولي «الذي يضر استمرار إغلاقه بمصالح الشعب اليمني، وأعمال وبرامج المنظمات الدولية وأعمالها في الجانب الإنساني». وأضافت، أن إعاقة وصول الرواتب إلى العاملين يزيد من حجم المعاناة الإنسانية، و من انتشار الأوبئة والأمراض، ويتسبب في زيادة عدد الوفيات من الأطفال والنساء.

وأكدت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي خطورة استهداف ميناء الحديدة وإدراك دول الاتحاد الأوروبي لذلك وحرصها على عدم استهدافه.

من جانبه نفى المتحدّث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن طيّار تركي المالكي، استهداف قوات التحالف لمنزل في منطقة محضة جنوب غرب محافظة صعدة، كما ورد في بعض وسائل الإعلام من ادّعاءات. مؤكدا أن القيادة المشتركة للتحالف اتّخذت كافة التدابير اللازمة فور ظهور الادّعاءات للتحقّق منها، حيث استكملت إجراءات «ما بعد العمل» لعمليات الجمعة الماضي الذي أثير فيه الادّعاء، وتمّت مراجعة جميع المهام العملياتية المنفّذة في محافظة صعدة، ولم يتبيّن تنفيذ أي استهداف من قبل قوات التحالف بالمكان محل الادّعاء.

وقال المالكي «إن التحالف تابع بأسف كذلك تصريحات مكتب منسّق الشؤون الإنسانية في اليمن التي بنيت على تقديرات شخصية لا ترتكز على نتائج تحقيق منهجي وعادل، واعتمدت على تقارير أوّلية غير مثبتة من الميدان، واتّهام التحالف بالحادث». وأضاف «في مثل هذه الحالات نفترض بمسؤول في منظّمة أممية التأنّي في إصدار الأحكام النهائية دون أدلة ومسوّغات». وأوضح المالكي أن قيادة القوات المشتركة للتحالف تقوم بالتحقيق من خلال وسائلها المتوفّرة، وكذلك التنسيق مع الحكومة اليمنية الشرعية، وشركاؤها الدوليون، والأصدقاء، لتبادل المعلومات المتوفّرة لديها بشأن هذا الحادث المؤسف، مع الأخذ بالاعتبار منهجية قوات «أنصار الله» والرئيس السابق علي عبد الله صالح في تخزين الأسلحة والمتفجّرات داخل المساكن والأعيان المدنية.

‏ ‎وأعرب المالكي عن بالغ ‎الأسى عمّا تردّد عن وجود ضحايا مدنيين نتيجة للأعمال العدائية بحق الشعب اليمني، والتي يرتكبها المسلّحون والمتمثّلة بالاستهدافات العبثية والمتعمّدة ضد الأبرياء، واستخدام الأعيان المدنية لتخزين الأسلحة بأنواعها ما يعدّ انتهاكا للقانون الدولي.

وكان منسّق الشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك أعرب عن قلقه البالغ إزاء التقارير التي تفيد بوقوع غارات جوية على المدنيين في محافظة صعدة، بما في ذلك هجمات على منزل وسيّارة خاصة في منطقتين منفصلتين أسفرت عن مقتل 12 شخصا على الأقل، من بينهم نساء وأطفال.

وقال ماكغولدريك إن هذه الحوادث الجديدة، التي يتم التحقيق فيها من قبل مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، هي مثال على وحشية الصراع، مضيفا أن جميع أطراف النزاع ما زالت لا تعبأ بحماية المدنيين ومبدأ التمييز بين المدنيين والمقاتلين في الأعمال القتالية، وفقا لما قاله المتحدّث باسم الأمم المتحدة ستيفان دو جاريك نقلا عن ماكغولدريك.

وحثّ ماكغولدريك مرّة أخرى جميع الأطراف في الصراع والأطراف ذات النفوذ الذين يدعمونهم على الوفاء بمسؤولياتهم بموجب القانون الإنساني الدولي وحماية سلامة المدنيين.

وفيما يتعلّق بقدرة الأمم المتحدة في الحصول على الوقود اللازم لعملياتها الإنسانية في البلاد، قال دو جاريك إن بعض تعليقات المدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أوك لوتسما، الذي تحدّث الأسبوع الماضي في هذا الشأن، ربما يكون قد أسيء فهمها أو تم استبعادها من السياق.

وأضاف «منذ ذلك الحين، تمكّن الحوار الجاري بين زملائنا على الأرض والسلطات المعنية من إزالة بعض حالات سوء الفهم وأسفر عن تأكيدات بأن الوقود سينتقل هذا الأسبوع من عدن إلى صنعاء.

نطلب من السلطات وضع آلية للمساعدة على ضمان إيصال وقود الطائرات بانتظام لعمليات الأمم المتحدة».

وتابع دو جاريك أن جميع وكالات الأمم المتحدة في اليمن ستواصل العمل مع جميع الأطراف من أجل تقديم بعض الإغاثة للشعب اليمني في مواجهة الأزمة الإنسانية التي لا توصف.

ميدانيا: قال مسؤول أمني محلي إن جنديين وستة أشخاص يُشتبه بأنهم أعضاء في تنظيم القاعدة قُتلوا عندما حاول مفجر انتحاري ومسلحون اقتحام معسكر للجيش في جنوب اليمن.

واستغل تنظيم القاعدة الحرب الأهلية الدائرة منذ أكثر من عامين بين حكومة الرئيس عبده ربه منصور هادي المعترف بها دوليا و«أنصارالله» في محاولة لزيادة نفوذه في اليمن حيث يدأب التنظيم المتشدد على شن هجمات بالقنابل على قوات الأمن والمسؤولين والمجمعات الحكومية. وقال المسؤول عن الهجوم الذي وقع في جهين بمحافظة أبين «كان هجوما إرهابيا وتم إحباطه».