1077922
1077922
المنوعات

كتاب يطالب بتوفير الشروط الموضوعية لتيسير الطلب على اللغة العربية

07 أغسطس 2017
07 أغسطس 2017

القاهرة- «العمانية»: تعد اللغة عنوان الهوية، ومفتاح الثقافة، وآلية التفاهم بين البشر، فمن دونها يستحيل التواصل الاجتماعي، وتصبح الحياة شبه مستحيلة.واللغة العربية هي تاج اللغات، وأرقاها وأكثرها رصانة، فهي لغة القرآن الكريم، والمجال الذي تميز به العرب عن سواهم من الأمم، فتسيدوا البلاغة في العالم، وتباروا في مجالات التميز اللغوي المختلفة.ومؤخراً، صدر عن منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)‏‏‏، كتاب جديد لمديرها العام د.عبد العزيز بن عثمان التويجري، بعنوان (تعليم اللغة العربية: تحدّيات ومعالجات)، مع ترجمة له إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية.والكتاب هو دراسة شارك بها التويجري في المؤتمر الثالث والثمانين لمجمع اللغة العربية في القاهرة، الذي عُقد في شهر أبريل 2017، إسهاماً في تحقيق الهدف النبيل، وهو النهوض بلغة القرآن الكريم وبناء نهضة الأمة. ويقول المؤلّف في كتابه: إن ارتقاء اللغة إلى الذروة العليا هو رهـنٌ بحسن تعليمها، وجودة تلقينها، وقوة تأثيرها في محيطها الخاص ومجالها العام.وهذا الأمر مرتبط بالمنهج المعتمد في التعليم، وبالطريقة المستخدَمة في التلقين، من جهة، وبالمستوى المعرفي وبالخبرة المهنية للمعلمين، من جهة ثانية.فلا يمكن الفصل بتاتاً بين هذين العنصرين الرئيسـييـن، كما لا يمكن الوصول إلى الدرجة الرفيعة من الذيوع والانتشار ومن التأثير والتمكّن للّغة في غيابهما.ويشير إلى أن تعليم اللغة عملية مركّبة تتداخل فيها عوامل عدة ولا تخلو من التعقيد، فهي بذلك تنطوي على صعوبات ليس في الإمكان تذليلها، إلا عن طريق السعي من أجل تأمين المنهج القويم وتوفير المستوى الرفيع، وفي حال تعـذّر ضمان هذين الشرطين اللازمين، تنشأ العوائق أمام تطوير تعليم اللغة، وتقوم الموانع في وجه التجويد والتحسين والتطوير لأساليب التـلقـين حتى تكون لها الفعالية والتأثير.ويلفت النظر إلى أنه قام بتحليل العوامل الفاعلة التي تتسبب في ظهور تلك التحدّيات، مستندًا إلى الدراسات التربوية والبحوث التعليمية، ومستفيدًا من الخلاصات المستخرجة من القرارات والتوصيات الصادرة عن المؤتمرات والندوات المتخصصة، فحصل له اليقين وتقرر لديه أن الضعف العام الذي يعاني منه تعليم اللغة العربية، مصدره في الأساس، هو الحالة العامة التي عليها العملية التعليمية بصورة إجمالية، في مدخلاتها ومخرجاتها، وفي طبيعتها المؤثرة فيها.فكان أن خرج بجملة من النتائج، هي، في حقيقة الأمر، معالجات لتلك التحدّيات.ويؤكد أن التحديات التي تواجه تعليم اللغة العربية في هذه المرحلة التي تعيشها الأمة العربية الإسلامية، تؤثر سلباً في تطوير اللغة، وفي توسيع دائرة انتشارها، وفي تقريبها من الناشئين وغيرهم من الراغبين في تعلمها من الناطقين بغيرها، وفي مواكبتها للتطور الذي يشهده الحقل اللغوي على الصعيد العالمي، مشددًا على أن تحديات تعليم اللغة العربية، هي في عمقها وأبعادها وانعكاساتها، من جنس التحديات التي تعرقل نهضة الأمة العربية الإسلامية.

ويرى أن تعليم اللغة العربية إذا ما خضع لقانون العرض والطلب، بحيث تتوفر الشروط الموضوعية للعرض الميسر والمغري على الطلب والإقبال والحماسة في الاقتراب من المعروض، فإنه سيكون مشجعاً على تطور اللغة، ودافعًا إلى تجويدها وتحسينها، ومحفزًا للنهوض بها من النواحي كافة. ومن هنا يتوجب بذل أقصى الجهود لمواجهة التحديات التي تعوق تطورها وغلبتها.كما يرى التويجري أن اللغة هي عنوان أي أمة واللسان الناطق بهويتها، والمعبّر عن خصوصياتها والمجسد لمقوماتها الفكرية والمعرفية، وأن اللغة العربية هي جوهر الذاتية الخاصة للأمة العربية الإسلامية، والعنصر الرئيسي في البناء الثقافي والحضاري الذي رفعت الأمة صروحَه عبر الزمان.ويشير إلى أن اللغة العربية جرى عليها ما جرى على لغات أخرى، إذ تراجعت وأصابها الضعف والهزال عبر أحقاب متطاولة، إلى أن دبت فيها الحياة مع الثلث الأخير من القرن التاسع عشر، حين نشطت حركة التأليف باللغة العربية بعد ركود طال قروناً، وتأسست المطابع وصدرت الصحف والمجلات، ونُشرت مؤلفات باللغة العربية في فروع الثقافة المختلفة، وظهرت معاجم عربية، وبدأت مع مطلع القرن العشرين تجربةُ نشر دوائر المعارف، وأُنشئت الجامعات بعد إنشاء المدارس. ويلفت النظر إلى أن لغة الضاد استرجعت جزءاً مهمّاً من مكانتها في المجتمعات العربية والإسلامية، حتى أصبحت إحدى اللغات العالمية الست المعترف بها في منظومة الأمم المتحدة، وذلك بعد تصاعد حركة العناية بها، وتنامي الإنتاج الأدبي والثقافي والعلمي بها، وانتشار التعليم والصحافة والإعلام الناطق بالعربية داخل العالم العربي وخارجه، وتزايد أعداد الدارسين لها من غير العرب في أصقاع شتى من الأرض.