العرب والعالم

الهلال الأحمر السوري يناشد المنظمات الدولية لوقف استهداف المرافق العامة والبنية الأساسية لـ«الرقة»

05 أغسطس 2017
05 أغسطس 2017

استئناف المفاوضات مع المعارضة المسلحة في 6 محافظات للانضمام إلى اتفاق الهدنة -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

يواصل الجيش السوري حصاره المطبق على محيط مدينة السخنة، في محاولة لاقتحام المدينة التي زرعها داعش بالمفخخات، ويتخذ فيها الأهالي دروعا بشرية هناك، وصباح أمس أحبط هجوماً لتنظيم «داعش» وخاض معه اشتباكات عنيفة مدعومة برمايات جوية مكثفة وقضي على جميع أفراد المجموعة المهاجمة في محيط السخنة بريف تدمر شرق حمص، واستطاع السيطرة على على أجزاء واسعة من جبل طنطور بمحيط السخنة وعلى مفرق السخنة - روض الوحش غرب مدينة السخنة وعلى الحي الغربي (المدخل) بمدينة السخنة بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم «داعش» حسب إفادة مصدر عسكري لـ«عمان» .

وكثف الطيران الحربي السوري من غاراته وقتل أعدادا كبيرة من تنظيم «داعش» بضربات مركزة جنوب غرب السخنة و قرية خطملو بريف حمص الشرقي وجنى العلباوي وأبو جنايا وأبو حبيلات بريف حماة الشرقي.

وفي شرق العاصمة، اشتدت وتيرة المعارك صباح أمس بين الجيش ومسلحي «تنظيم النصرة» في محور عين ترما وجوبر مع تكثيف الجيش السوري لرماياته الصاروخية، وضبط الجيش سلسلة أنفاق مركزها كازية سنبل في عين ترما تتفرع إلى عدة اتجاهات، واستخدم صاروخا مدمرا للألغام والأنفاق UR77 مما أدى إلى تدمير مواقع ودشم للمسلحين في جوبر سمعت اصواته في شرق العاصمة.

وأوضحت بعض المصادر الاعلامية ان اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة اندلعت فجرا بين الجيش السوري وتنظيم «جبهة النصرة» في جوبر - عين ترما وسط تمهيد مكثف من قبل سلاح الدبابات وأسفرت عن سيطرة الجيش على محور كازية سنبل في عين ترما بعد عملية عسكرية بدأت الخامسة صباحاً، وهناك محاولات للتقدم إلى بلدة عين ترما.

وفي الرقة دمر سلاح الجو السوري مقرات وآليات مزودة برشاشات وعربات قتالية وقضى على أعداد كبيرة من تنظيم داعش في استهداف تجمعاته وتحركاته في الخميسية - الجابر وشمالها - سالم الحماد - معدان - النميصة بريف الرقة الجنوبي.

وحسب مصادر ميدانية فقد قام تحالف واشنطن يقصف مدينة الرقة بالفوسفور الأبيض واستهدف المشفى الوطني ومشفى الأطفال، كما تسبب القصف المتواصل على المدنيين، عن ارتقاء ثلاثين قتيلا من المدنيين جراء قصف طائرات التحالف الأمريكي على الأحياء السكنية والمشفى الوطني في الرقة.

وفي دير الزور أحبطت وحدات من الجيش السوري هجوما لداعش على نقاط عسكرية في ديرالزور قضت على كامل أفراد المجموعة التي حاولت الهجوم على النقاط العسكرية المتقدمة في منطقة المقابر، ونفذ سلاح الجو السوري ضربات مركزة على تجمعات وتحركات لتنظيم داعش في مناطق تلة بروك ومعبر الكنامات والمقابر وتلة علوش وقريتي التبني والشميطية ما أسفر عن إيقاع قتلى ومصابين بين وتدمير آليات له.

في ريف حماة الشمالي شن الطيران الحربي السوري غارات على مقرات داعش في قرى جنى العلباوي وأبو جنايا وصلبا وأبو حبيلات بالريف الشرقي.

وفي جنوب سوريا سيطر الجيش السوري على منطقة الضبيعية وتلة الأسدية جنوب سد الزلف وبئر الرفاع ونقطة المخفر 30 وتلة الحردية وبئر الحردية شرق تل شعاب على الحدود الأردنية السوري، وتشير المصادر العسكرية إلى استمرار تقدم الجيش مدعوما من القوات الرديفة على محاور عدة في محافظة السويداء جنوب البلاد قرب الحدود السورية الأردنية، حيث تتواصل المعارك في بادية السويداء الشرقية والجنوبية الشرقية، بين مسلحي ما يسمى بـ«جيش أسود الشرقية» و«قوات أحمد العبدو» من جهة، وقوات الجيش السوري وحلفائه من جهة أخرى.

وأكدت مصادر معارضة، تقدم الجيش في محور الضبيعية وتلة الأسدية وبئر الرياح ونقاط أخرى في محور بئر الحردية وتل الحربية في بادية السويداء، وسيطرته على أجزاء واسعة من هذه المناطق.

وفي سياق متصل، ناشدت نائب مدير فرع الهلال الأحمر السوري في الرقة المنظمات الدولية والأمم المتحدة التدخل لوقف استهداف التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية المرافق العامة والبنية الأساسية للمدينة. وقالت دينا الأسعد، التي تعيش حاليا في مدينة الرقة، إن طائرات التحالف الدولي قصفت مبنى المشفى الوطني في المدينة ليلة الخميس الماضي بالقنابل الفسفورية، كما تعرض المشفى لقصف بأكثر من 20 قذيفة استهدفت مولدات الكهرباء وسيارات المشفى وأقساما داخله.

وأكدت الأسعد أن المشفى الوطني الذي تعرض للقصف والدمار موجود لخدمة أكثر من 100 ألف شخص في مدينة الرقة، مشيرة إلى أن عناصر تنظيم «داعش» لهم مشاف ومراكز طبية خاصة بهم، ولا يجري إسعاف أي عنصر منهم في المشفى.

وأضافت نائب مدير فرع الهلال الأحمر السوري أن ما تشهده مدينة الرقة ليس تحريرا بل تدمير.

وقالت «لم تبق مدرسة أو مسجد أو مخبز، حتى المباني الحكومية تم تدميرها بشكل كامل، وآبار المياه التي يتزود منها المدنيون بعد قطع خط المياه الرئيسي الذي يغذي المدينة من نهر الفرات تعرضت للقصف، ولم يبق سوى مخبزين في مدينة الرقة بعد تعرض الأفران للقصف».وأوضحت دينا الأسعد أن أغلب المباني المكونة من ستة طوابق في المناطق القريبة من خطوط الاشتباك تم تدميرها نظرا لوجود قناصين من عناصر تنظيم «داعش» يصعدون إلى تلك المباني رغما عن أصحابها الذين يخرجون منها بمجرد دخول مسلحي التنظيم خوفا من القصف.

من جهته صرح مدير فرع الهلال الأحمر في الرقة، الدكتور فواز العساف، بأن التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) تتبع سياسة الأرض المحروقة في المعارك، مشيرا إلى تدمير أكثر من 65 منشأة حكومية أهمها معمل السكر، الذي يعد أكبر منشأة اقتصادية في محافظة الرقة. وأضاف أن القصف طال المدارس والأفران والمصارف والأسواق التي أصبحت خالية من البضائع والمتسوقين الذين تستهدفهم القذائف العشوائية. وأعلن المبعوث الأمريكي الخاص لدى التحالف الدولي بريت مكجورك ان حوالي ألفي مقاتل من تنظيم (داعش) باقون في مدينة الرقة ومن المرجح أنهم سيموتون فيها متحدثاَ عن خسائره من الاراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا خلال الأشهر الستة الأخيرة.

ونقلت وكالات انباء عن مكجورك قوله في تصريح للصحفيين ان « تقديراتنا تشير لوجود نحو ألفي مقاتل لـ«داعش» في الرقة وسنحرص على ألا يغادروها أحياءً». وأضاف المسؤول الامريكي ان ماتبقى من مقاتلي التنظيم «يحاربون في الرقة من أجل البقاء أمام هجوم تشنه قوات «سوريا الديمقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة منذ يونيو الماضي». وأشار الى ان قوات «سوريا الديمقراطية» طهرت نحو 45 في المائة من الرقة منذ بدء هجوم في أوائل يونيو الماضي للسيطرة على معقل التنظيم في شمال سوريا.

وأردف المسؤول الامريكي انه «قبل كل عملية عسكرية تقوم قوات التحالف بتطويق المنطقة المستهدفة لضمان عدم تمكن مقاتلي التنظيم الأجانب من الفرار والهروب من العراق وسوريا». وعن خسائر «داعش» أشار مكجورك إلى أن التنظيم « خسر 78٪ من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، و58٪ في سوريا خلال الأشهر الستة الأخيرة، فيما تمكن خلال هذه الفترة نحو 404 آلاف نازح، و31 ألف لاجئ سوري من العودة إلى مناطق سكنهم بعد طرد التنظيم منها.»

وأشاد المسؤول الامريكي بمساعدة الروس في إضعاف «داعش» وتسريع الحملة ضدهم وأوضح مكجورك ان اتفاق الهدنة في جنوب غرب سوريا ساعد الولايات المتحدة على زيادة الضغط على داعش في الرقة . وأكد أنه على«الرغم من التوترات بين واشنطن وموسكو إلا أن الجانبين يبحثان عن مجالات للتنسيق في سوريا». وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن استئناف المفاوضات مع المعارضة السورية في 6 محافظات سورية لتثبيت الهدنة هناك. وأوضحت الوزارة في بيان نشرته وكالة (انترفاكس) ان المفاوضات استؤنفت مع فصائل المعارضة المسلحة في ست محافظات سورية هي حلب وإدلب ودمشق وحماة وحمص والقنيطرة حول الانضمام إلى اتفاق وقف إطلاق النار فيها». وأضاف البيان ان «عدد المدن والقرى والبلدات التي التحقت باتفاق وقف إطلاق النار، لا يزال على حاله، ولم يتعد الـ2131، كما أن عدد الفصائل الملتحقة بوقف النار لم يتغير هو الآخر ولا يزال عند 228 فصيلا».