1070290
1070290
العرب والعالم

آلاف المقدسيين يؤدون صلاة العصر بالمسجد الأقصى بعد رفع إجراءات الاحتلال الإسرائيلي

27 يوليو 2017
27 يوليو 2017

الفلسطينيون يحتفلون بـ«الانتصار» ويشيدون بالثبات وقوة الإرادة -

رام الله –عمان - نظير فالح - (أ ف ب) -

دخل عشرات الآلاف من الفلسطينيين أمس، لأداء صلاة العصر في باحات المسجد الأقصى، بعد مرور أسبوعين على إغلاقه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أنها عالجت أكثر من خمسين إصابة في مواجهات على أبواب المسجد الأقصى وداخل باحاته بين شبان فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية.

وقالت جمعية الهلال الأحمر «تعاملت طواقمنا مع 41 إصابة خلال مواجهات باب حطة وباب الأسباط تنوعت ما بين اعتداء بالضرب أدى إلى كسور وإصابات بالرصاص المطاطي وبغاز الفلفل وبقنابل الصوت».

ودعت المرجعيات الإسلامية في القدس الفلسطينيين أمس إلى أداء الصلاة في المسجد الأقصى للمرة الأولى منذ أسبوعين تقريبا، وذلك بعد أن أزالت السلطات الإسرائيلية كل التجهيزات الأمنية المستحدثة في محيط الحرم الشريف.

وقال رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب في مؤتمر صحفي «هذا الانتصار هو انتصار للشعب الفلسطيني بوقفته الواحدة التي اتحد بها مع قيادته وخلف العمائم، خلف القيادة الدينية التي بينت للعالم أجمع أن الشعب الفلسطيني لا يرضى أن يمسَّ في عقيدته، والمسجد الأقصى هو عقيدة».

وقال إمام المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني لوكالة فرانس برس عن الدعوة لأداء صلاة العصر، «يستحق شعبنا الذي صلى في الشوارع على الأسفلت الحار أن يعود وحتى يأتي عدد كبير وندخل مهللين مكبرين مع أبناء شعبنا المقدسي الذي احتمل الأيام الماضية».

وأيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الدعوة للعودة إلى المسجد الأقصى، خلال اجتماع للقيادة الفلسطينية في مقر الرئاسة برام الله، قال فيه «الصلاة ستعود إلى المسجد الأقصى»، مشيدا «بصمود المقدسيين مسلمين ومسيحيين في وجه إجراءات الاحتلال بحق المسجد الأقصى». وكان عباس اشترط عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل 14 يوليو لاستئناف «العلاقات الثنائية» مع إسرائيل بعد إعلان تجميدها مساء الجمعة.

وأزالت القوات الإسرائيلية فجر أمس المسارات الحديدية وأعمدة الكاميرات وهي إجراءات رأى فيها الفلسطينيون محاولة من إسرائيل لبسط سيطرتها على الموقع، ورفضوا دخول الحرم القدسي وأدوا الصلاة في الشوارع المحيطة.

وما إن أزالت القوات الإسرائيلية التجهيزات حتى توافد الفلسطينيون إلى محيط باحة الأقصى مطلقين أبواق السيارات احتفالا بهذا «الانتصار»، الذي تحقق بفعل الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني وقيادته وتحديهم للاحتلال وإجراءاته ورفضهم التعاطي مع كل ما فرضه بعد الرابع عشر من الشهر الجاري، هذا الصمود الذي أجبر الاحتلال على إزالة البوابات الالكترونية والجسور والبوابات الحديدية عن مداخل الأقصى.

واعتبر مقدسيون ما جرى انتصارا للرئيس محمود عباس وللقيادة الفلسطينية التي اتخذت سلسلة من الإجراءات والقرارات، وجددت تأكيدها على تمسكها بالثوابت الوطنية بصلابة لا تلين وعلى رأسها العاصمة الأبدية القدس، كما اعتبرته انتصارا وجوديا للمقدسيين.

فيما اعتبر آخرون ما جرى رسالة للحكومة الإسرائيلية بأن المقدسات خطوط حمراء، وأنها بكل جبروتها لا تستطيع منع شعبنا ومصادرة حقه في العبادة وفي السيادة على مقدساته. وأشادوا بالثبات وقوة الإرادة والوحدة الميدانية للمقدسيين والكل الفلسطيني الذي انتفض في مختلف محافظات الوطن، واعتبروا ما جرى انتصارا للشهداء والجرحى والأسرى.

وأطلقت الألعاب النارية وسط تكبيرات الله أكبر، فيما وزع مواطنون الحلوى ابتهاجا بالانتصار، وتحول المشهد من بكاء أمام بوابات الأقصى إلى احتفالات تعم المكان.

وأشادت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، بصمود المقدسيين ورباطهم على أبواب المسجد الأقصى المبارك، وما حققوه من انتصار على الاحتلال الإسرائيلي الغاشم بإزالة كافة أشكال التهويد والعدوان الأخيرة من بوابات إلكترونية وجسور وكاميرات وممرات حديدية. وباركت الهيئة في بيانها صمود الشعب الفلسطيني وقيادته وتحديهم للاحتلال، مؤكدةً على وحدة هذا الشعب العظيم وارتباطه بمقدساته ولاسيما المسجد الأقصى المبارك، الذي كان ولا زال خطا أحمر لا مجال للمساس به أو الاعتداء عليه.

القدس عاصمة للدولة الفلسطينية

أكد الأمين العام للهيئة الدكتور حنا عيسى في بيان صحفي وصل»عُمان» نسخة منه أمس ،على أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة، والمسجد الأقصى هو مسجد للمسلمين وحدهم وهم أصحاب السيادة عليه، مشيدا باللحمة الفلسطينية والتي تجلت في الأيام الأخيرة بالرباط المستمر والمتواصل على أبواب الأقصى مسلمين ومسيحيين حتى تحقيق هذا الانتصار على إجراءات الاحتلال وتهويده.

وأضاف: «ما جرى ويجري حاليا من احتفالات في شوارع القدس وأزقتها، هو رسالة على دولة الاحتلال أن تعيها بأن المقدسات خط أحمر، والمسجد الأقصى هو عنوان السلام في المنطقة». وبارك للمقدسيين خاصة والفلسطينيين عامة وحدتهم وصلابة موقفهم ورباطة جأشهم في وجه الاحتلال، فقد سطروا بدمائهم العطرة وقوة موقفهم أجمل الأمثلة والعبر، مشيرا إلى أن بوحدتنا وصمودنا سنحقق الانتصار تلو الانتصار حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

المرابطون قادة المستقبل

وجه النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، التحية للمرابطين والمرابطات على الأبواب وفي ساحات المسجد الأقصى وهم يحققون النصر على إجراءات الاحتلال بإزالة البوابات الإلكترونية والكاميرات الذكية وكل ما يشكل اعتداء على حرية دخولهم للمسجد الأقصى.

وقال الخضري في تصريح صحفي وصل»عُمان» نسخة منه أمس الخميس، «المرابطون هناك على أبواب الأقصى هم القادة وهم الأمل في مستقبل مشرق».

وأكد الخضري أن هذا الانتصار لم يكن إلا بالإصرار على الحق، ونبذ كل خلاف، وشراكة الجميع، وصمود المصلين من رجال ونساء وأطفال مسلمين ومسيحيين، جسدوا بقوتهم وتلاحمهم أقوى رسائل الوحدة والصمود.

وأشار إلى أن هذا النموذج في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، والذي حقق «نصرا عزيزا نحتاجه جميعا في وقت صعب يجب أن يعتمد كأساس ننطلق منه لنكون أقوى في مواجهة التحديات المختلفة». وقال « الوحدة والإصرار والروح العالية والعمل الجماعي والانضباط من أهل القدس وكل المرابطين دروس غالية ونتائجها أكيدة».

وأضاف الخضري «يجب استثمار نصر الأقصى والقدس والبناء عليه لتحقيق كل الأهداف الفلسطينية في الحرية والانعتاق من الاحتلال وإقامة دولتنا وعاصمتها القدس».

المقاومة ستستمر

قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، د. مصطفى البرغوثي، في بيان صحفي وصل«عُمان» نسخة منه، إن «المقدسيين البواسل والشعب الفلسطيني انتصروا على نتانياهو وقرارات حكومته وأجبروه بنضالهم ومقاومتهم الشعبية على إزالة البوابات الإلكترونية والكاميرات والممرات عن أبواب المسجد الأقصى التي يجب الإصرار على أن تفتح جميعها».

ووجه البرغوثي التحية إلى «جماهير الشعب الفلسطيني وخاصة أهل القدس الذين لم يبخلوا بالتضحيات والنضال والعطاء وأثبتوا أنهم الحماة الحقيقيون للمسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين».

وأكد أن «تضحيات الشهداء الذين قدموا حياتهم، وأكثر من ألف جريح فلسطيني، لم ولن تذهب هدرا، وأن الشعب الفلسطيني قدم في القدس نموذجا رائعا لقوة وفاعلية المقاومة الشعبية وأعاد إحياء نمط وكفاح الانتفاضة الشعبية الأولى».

وختم البرغوثي بالقول إن «نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته الشعبية ستستمر وستتصاعد حتى تتحرر القدس وسائر الأراضي الفلسطينية من الاحتلال بالكامل، وحتى تتحقق حرية الشعب الفلسطيني وينتهي نظام الأبرتهايد والتمييز العنصري الإسرائيلي».

وقال فراس عباسي مبديا تأثره الشديد «لقد انتصرنا على إسرائيل، منذ 12 يوما ولا أحد منا ينام، لا نفعل شيئا سوى المجيء إلى الحرم الشريف». وصلى المقدسيون صلاة الظهر أمام الأبواب وبعد الصلاة بدأت الناس بالتكبير فرحا. وقال أبو جهاد «حتى الآن لم ندخل إلى الأقصى ولم نتأكد إن كان هناك كاميرات بعد. لا داعي للفرح الزائد حتى نعرف ماذا فعلوا» داخل الأقصى.

بينما قالت رائدة أبو صوي التي كانت تحمل سجادة الصلاة في يدها «كنت كمن في غيبوبة واستيقظت منها. مر أسبوعان والحمد الله فتح المسجد الأقصى». وعلقت أم بلال أبو اسنينة «وضعوا البوابات ثم عادوا لإزالتها رغما عنهم. هذا يؤكد أن الأقصى للمسلمين وليس لليهود».