صحافة

ثورة نسائية في هيئة الإذاعة البريطانية

24 يوليو 2017
24 يوليو 2017

في خطوة هي الأولى من نوعها، كشفت هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» في تقريرها السنوي عن تفاصيل رواتب المذيعين ومقدمي البرامج، وظهر أن 96 شخصا يتقاضون حاليا رواتب تفوق 150 ألف جنيه استرليني سنويا.

وتبرر «بي بي سي» دفع هذه الأجور المرتفعة بالمنافسة مع القنوات الأخرى مثل «إي تي في» و «سكاي» على جلب المواهب الصحفية الكبيرة، وفي هذا يقول مدير عام الهيئة، توني هول: «لا أحد يريدنا أن ندفع مبالغ أقل مما يُدفع في السوق، فالناس يتوقعون أن يكون لدينا كبار المذيعين ومقدمي البرامج، لذلك لا ندفع لهم أقل مما سيحصلون عليه في مؤسسات أخرى!»

وأظهر تقرير «بي بي سي» أن المذيع كريس إيفانز تصدر القائمة براتب 2.2 مليون جنيه استرليني في السنة، يليه غاري لينكر براتب 1.75 مليون جنيه استرليني. ثم غرام نورتون 850 ألف جنيه، وتصدرت كلوديا وينكلمان النساء الأعلى أجراً براتب 450 ألف جنيه استرليني سنوياً.

وبنشر هذا التقرير ظهرت مشكلة أخرى هي تفاوت الأجور بين الذكور والإناث، ويقول مدير عام الهيئة، توني هول: إن التفاوت بين رواتب الذكور والإناث يؤكد الحاجة إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات وبوتيرة أسرع، لمعالجة قضية المساواة بين الجنسين.

وقالت وزيرة الثقافة البريطانية، كارين برادلي، إن نشر رواتب نجوم «بي بي سي» الذين يتقاضون أكثر من 150 ألف جنيه استرليني سنويا سيضع هيئة الإذاعة البريطانية في نفس مستوى الشفافية المطبق في هيئات الخدمة المدنية.

وقامت الصحف البريطانية على مدى ثلاث أيام متتالية بتغطية هذا الموضوع على صفحاتها الأولى والداخلية، مركزة على نشر قيمة الرواتب، ومشيرة إلى التفاوت فيها بين الجنسين، مما يجعل من الطبيعي أن تهب النساء للمطالبة بحقهن في المساواة، وهو ما أشارت إليه صحيفة «التايمز» في عنوانها الرئيسي بقولها: ثورة على بي بي سي». وذكرت ان «ثلثي أصحاب الرواتب الأعلى من بين 96 موظفا يتقاضون أعلى الأجور هم من الرجال.

أما صحيفة «ديلي تلجراف» فذكرت أن أصحاب الرواتب العالية في «بي بي سي» معرضون لمواجهة اقتطاع في رواتهم، حسب تحذير الحكومة للهيئة بغرض سد الفجوة «المذهلة» في الرواتب بين الجنسين. فيما أشارت صحيفة «الجارديان» إلى رد الفعل العنيف داخل «بي بي سي» بسبب التفاوت في الأجور بين الجنسين، وقالت: إن المذيعات ومقدمات البرامج ثائرات على هذا الوضع غير العادل.

وسلطت صحيفة «الفايننشال تايمز» الضوء على انتقاد رئيسة الوزراء تريزا ماي لقائمة رواتب نجوم هيئة الإذاعة البريطانية التي كشفت عن فجوة متسعة بين الجنسين، وإنها طلبت من المسؤولين عن الهيئة المساواة بين الرجال والنساء، فيما وصفت صحيفة «الصن» الوضع بأنه «غير ملائم Awkward»، وساقت مثلا باثنين من مقدمي برنامج «إفطار بي بي سي»، حيث يتقاضى دان ووكر £250 ألف جنيه، وهو أعلى مما تتقاضاه زميلته لويز مينشين التي تجلس معه على نفس الأريكة لتقديم البرنامج.

أما صحيفة «ديلي ميل» فوصفت ثورة الإناث في «بي بي سي» بأنها «تمرد Mutiny» ورد فعل عنيف ضد الرواتب الضخمة، وقالت أنه تحيز ضد النساء. ونشرت الصحيفة تقريرا في اليوم التالي تنتقد فيه نجوم «بي بي سي» أصحاب الرواتب الضخمة حول مراوغتهم للتهرب من الضرائب بتحويل رواتبهم لشركات خدمية خاصة بهم.

ونقلت صحيفة «مترو» عن كريس ايفانز صاحب أعلى راتب في الهيئة (2.2 مليون جنيه) اعترافه بأنه لم يكن هناك «عدلا». وفي اليوم التالي طلبت الصحيفة ألا نلوم جاري لينكر، ونقلت عن وكيل أعماله بأن هذا هو سعر السوق، ونقلت صحيفة «ديلي ستار» في عنوانها عن لسان لينكر قوله «لأنني استحق ذلك» أي يستحق تقاضي راتبا ضخما، مشيرة إلى أن هذا الراتب هو حصيلة 15 ألف رخصة تلفزيون، مما تحصله «بي بي سي» من المواطنين.