1066604
1066604
العرب والعالم

نتانياهو يواجه ضغوطا لحل أزمة الحرم القدسي بعد مقتل ثمانية أشخاص

23 يوليو 2017
23 يوليو 2017

اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث سبل وقف التصعيد -

رام الله - عمان - نظير فالح - (أ ف ب) -

تزايدت الضغوط أمس على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على خلفية إجراءات أمنية فرضت على مداخل الحرم القدسي وتسببت باندلاع أعمال عنف أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص في الأيام الأخيرة وسط مخاوف من تجدد الاضطرابات. وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى إمكانية تغيير الإجراءات التي تم فرضها على مداخل الحرم القدسي بعدما أغضب الفلسطينيين وضع سلطات الاحتلال بوابات لكشف المعادن إثر اعتداء أدى الى مقتل عنصري شرطة إسرائيليين.

وعقد نتانياهو اجتماعا حكوميا صباح أمس والتقى أعضاء وزارة الأمن .وقال في مستهل الاجتماع «منذ اندلاع الأحداث، أجريت سلسلة من التقييمات مع عناصر الأمن، بمن فيهم المتواجدون في الميدان». وأضاف: «تصلنا منهم صورة محدثة عن الوضع إضافة إلى توصيات بشأن الخطوات القادمة التي سنتخذ قراراتنا بناء عليها». ولا تزال بوابات الكشف عن المعادن في مكانها، ونصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قبيل فجر أمس، عند باب الأسباط المؤدي إلى الحرم القدسي، كاميرات ذكية كتلك المستخدمة في المطارات. وبإمكان هذه الكاميرات اكتشاف ورصد أشخاص يحملون آلات حادة أو سلاح أو مواد متفجرة.

وثبتت سلطات الاحتلال هذه الكاميرات على جسور حديدية أقامتها خصيصا لغرض وضع الكاميرات عليها. وأكد مصلون رفضهم لوسيلة التفتيش الجديدة المتمثلة بكاميرات مراقبة الداخلين والخارجين من الحرم، وأكدوا على أن النضال ضد إجراءات الاحتلال سيتواصل حتى تتم إزالة الكاميرات والبوابات الإلكترونية.

وقال أحد المصلين: إن الفلسطينيين يرفضون كافة أشكال التفتيش الأمني للمصلين في الحرم وأنه ستجري مشاورات لاتخاذ قرار حول كيفية التعامل مع الأمر. وأشار الجنرال يواف موردخاي، منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، إلى إمكانية إحداث تغيير في الإجراءات. وأفاد موردخاي في مقابلة مع قناة الجزيرة «ندرس خيارات أخرى وبدائل لضمان الأمن». من جهته، أكد وزير الأمن الداخلي جلعاد اردان، أنه سيستمر في دعم الإبقاء على بوابات الكشف عن المعادن إلا في حال قدمت الشرطة بديلا مناسبا. وتتهم وسائل إعلام إسرائيلية، وخاصة المحللون العسكريون والأمنيون، نتانياهو بأنه قرر وضع البوابات الإلكترونية في الحرم القدسي وتجاهل تحذيرات جهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش الإسرائيلي من أن وضع هذه البوابات يصعد التوتر في الشارع الفلسطيني والعربي والإسلامي.

ورجح المحلل السياسي في صحيفة ‹معاريف› العبرية، بن كسبيت، أن نتانياهو أمر بوضع هذه البوابات كي لا يظهر بمظهر الضعيف بعد أن أيد ذلك رئيس حزب ‹البيت اليهودي› ووزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت، وعدد من الوزراء المتطرفين من حزبه، مثل زئيف إلكين وميري ريغف . واتخذت الأزمة صدى دوليا حيث ستجري محادثات مغلقة اليوم في مجلس الأمن بشأن العنف المتصاعد بعدما دعت كل من مصر وفرنسا والسويد إلى اجتماع عاجل لبحث سبل وقف التصعيد في القدس. أما الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط فاعتبر في تصريحات أمس أن «القُدس خطٌ أحمر» متهما إسرائيل بـ «اللعب بالنار» وإدخال المنطقة «منحنى بالغ الخطورة». من جهتها ناشدت اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط جميع الأطراف «ضبط النفس الى أقصى حد».

وازدادت حدة التوتر خلال الأسبوع الماضي بشأن بوابات الكشف عن المعادن في الحرم القدسي حيث المسجد الأقصى وقبة الصخرة، عقب هجوم 14 يوليو الذي وقع ضحيته شرطيان.

ويرى الفلسطينيون في بوابات كشف المعادن محاولة إسرائيلية لتشديد السيطرة على الموقع، حيث رفضوا دخول الحرم القدسي وأدوا الصلاة في الشوارع المحيطة. وتفيد السلطات الإسرائيلية أن مهاجمي 14 يوليو هربوا مسدسات إلى الحرم من حيث انطلقوا لإطلاق النار على عناصر الشرطة. ووصل الوضع إلى درجة الغليان خلال صلاة الجمعة الماضية، التي يستقطب المسجد الأقصى عادة الآلاف خلالها. وخشية انطلاق تظاهرات، منعت إسرائيل الرجال الذين يبلغون من العمر أقل من 50 عاما، من دخول المدينة القديمة للمشاركة في الصلاة. إلا أن الاشتباكات وقعت بين قوات الأمن الإسرائيلية والفلسطينيين في محيط المدينة القديمة وباقي مناطق القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة، ما تسبب بمقتل ثلاثة فلسطينيين. وليل الجمعة الماضية، اقتحم فلسطيني منزلا في إحدى مستوطنات الضفة الغربية حيث طعن أربعة إسرائيليين، توفي ثلاثة منهم. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن المهاجم البالغ من العمر 19 عاما تحدث على موقع «فيسبوك» عن الحرم القدسي وعن الموت كشهيد.

ووقعت اشتباكات أخرى أمس الأول حيث ألقى شبان فلسطينيون حجارة وقنابل حارقة فيما استخدم الجيش الإسرائيلي جرافة لإغلاق مدخل قرية في الضفة الغربية حيث منزل المهاجم تحضيرا لاحتمال هدمه.

وكثيرا ما تهدم إسرائيل منازل المهاجمين أو تغلقها كإجراء رادع، رغم احتجاجات المجموعات الحقوقية التي تعتبر أن هذه الممارسات ترقى إلى مستوى عقاب جماعي. واندلعت الاشتباكات كذلك في قرى فلسطينية في الضفة الغربية قرب القدس أمس الأول، بحسب ما أفادت الشرطة الإسرائيلية. وقتل فلسطينيان خلال المواجهات، أحدهما بانفجار قنبلة حارقة كانت بحوزته. وكثيرا ما تثير الإجراءات الإسرائيلية في الحرم القدسي ومحيطه غضب الفلسطينيين.

وفي العام 2000، ساهمت زيارة زعيم المعارضة آنذاك أيريل شارون إلى الحرم في إشعال الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي دامت أكثر من أربعة أعوام. ويقع الحرم القدسي في القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل بعد حرب 1967 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.من جهة أخرى اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس، عشرات من نشطاء حركة حماس في أنحاء الضفة الغربية، وبين المعتقلين نواب فلسطينيون، وذلك في موازاة التوتر المتصاعد في القدس المحتلة على خلفية الممارسات الإسرائيلية في الحرم القدسي وامتداد التصعيد الأمني إلى الضفة.

وذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية وفلسطينية أن بين المعتقلين النائب عمر عبد الرزاق من سلفيت، والنائب شاكر عمارة من أريحا، والدكتور نضال أبو رميلة من نابلس، والشيخ نضال أبو اسنينة والشيخ يونس كوازبة من الخليل. كذلك اعتقلت قوات الاحتلال عددا من الأسرى المحررين، بينهم عمر الحنبلي من نابلس وأحمد العويوي ونوح الهشلمون وعلاء الزعاقيق وإسماعيل النطاح وعبد المحسن زماعرة وجميعهم من الخليل. كما اعتقلت قوات الاحتلال الأسرى المحررين علي لولح من عورتا نابلس، ومحمد خضر من قلقيلية، وعبد السلام جمال أبو الهيجاء من جنين، وأشرف دراغمة من طوباس، وجعفر عروج من تقوع شرق بيت لحم . وأمس، انفجر في الجو صاروخ أطلق من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، بحسب ما أفاد الجيش لكنه لم يؤد الى إصابات.