1066254
1066254
عمان اليوم

مسؤولون بجامعة السلطان قابوس يؤكدون أن التعليم الجامعي من أولويات السلطنة وقيادتها الحكيمة

23 يوليو 2017
23 يوليو 2017

البيماني: الجامعة منارة العلم ونبراس المعرفة في هذا البلد المعطاء -

أكد مسؤولون بجامعة السلطان قابوس الرعاية والاهتمام السامي المتواصل لجعل الجامعة منارة للعلم ونبراسا للمعرفة موضحين ما نالته الجامعة من إنجازات عظيمة ورائدة في كافة الأصعدة، وقال سعادة الدكتور علي بن سعود البيماني رئيس جامعة السلطان قابوس بمناسبة ذكرى يوم النهضة المباركة:«يشرفنا ويسرنا الاحتفال بمرور ذكرى 23 من يوليو المجيد، ونرفع في هذا اليوم الأغر خالص التهاني والتبريكات للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-،كما نتقدم بالتهنئة إلى جميع أبناء الشعب العماني الذين ساهموا في البناء والإنجاز ، ونشد على أيديهم التي تؤمن بالبناء والنماء والحرية والتسامح والعطاء المخلص في سبيل خدمة الوطن الغالي، كذلك أود أن أقدم تهنئة خالصة لجميع منتسبي جامعة السلطان قابوس لهذه المناسبة العزيزة، إذ تعد مصدرا للإلهام والتميز والإبداع، ولا شك أن الجامعة هي منارة العلم ونبراس المعرفة في هذا البلد المعطاء، التي أراد لها مولاي حضرة صاحب الجلالة أن تكون رائدة في جميع مجالات العلوم، وأن تكون ذا بصمة بين جامعات المنطقة والجامعات العالمية»، وختاما نسأل الله تعالى أن يجعل أيامنا الوطنية مناسبات سعيدة نحتفل فيها بالإنجازات العظيمة، ونخطط فيها للمزيد من التقدم والازدهار، وأن يحفظ مولانا جلالة السلطان قابوس، ويمدّه بالصحة والعافية والعمر المديد، ويحفظ عُماننا الغالية تحت قيادته الحكيمة، ويُديم علينا نعمة الأمن والأمان والسلام، إنه سميع مجيب الدعاء. وكل عام والجميع بخير ومسرة.

وقال البروفيسور علي بن هويشل الشعيلي نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والمالية: «إن المناسبات الوطنية في حياة الأمم مدعاة للاعتزاز بما تحقق لها من منجزات في سابق أيامها، وعملاً وإخلاصًا في حاضر وقتها، وتطلعا وأملا نحو مستقبلها. وفي كل عام تطل علينا الأيام الوطنية مُحمَّلة بمشاعر الفخر بما حققته المعادلة الصعبة على هذه الأرض الطيبة -قياسا على عمر النهضة العمانية - المتمثِّلة في تحقيق النمو والازدهار القائم على التخطيط وفق رؤى واضحة أرادها سلطان البلاد المفدى ـ حفظه الله ورعاه-، أساسها الإنسان العماني، باعتباره الركيزة الأساس للتنمية العمانية، وهدفها الأساسي. وأضاف في الصدد ذاته قائلا: «إن الثالث والعشرين من يوليو من كل عام يُشِّع على أرض سلطنة عمان وهي تعيش أزهى حالات الازدهار والتطور على المستويين الحضاري والإنساني، مما أكسبها تقدير العالم نظير سياستها الواضحة، سائرةً بخطى إستراتيجية ثابتة نحو تحقيق مستقبلٍ مشرقٍ لهذه الأرض ومن عليها، قائما على على العمل بجدٍّ في كافة الميادين التنموية؛ للارتقاء بمستويات تطوير قدرات الإنسان العُماني من جهة، والمحافظة على مكتسبات الوطن ومنجزاته من جهة أخرى، والذي يحتِّم على جميع طبقات المجتمع في قطاعاته المختلفة إدراك إيجابيات الواقع، والعمل بجدٍّ وإخلاصٍ نحو نمائها وازدهارها».

وتحدثت الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية نائبة رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العملي بقولها: «شمس أشرقت على أرض عمان فأضاء لها الأفق وعم معها السلام وأنبأت بمستقبل يفيض أملا لأبناء الوطن. جاء من يحمل الكل ويعين الضعيف ويعلم الجاهل ويوفر الرعاية للمريض ويصنع لعمان شخصية فريدة بسياسة ترضي الله وتسير على نهج الإسلام دين السلام. لقد كان ٢٣ يوليو ١٩٧٠ بداية عهد وعصر جديد لعمان؛ عهد بدأه أحكم العرب وأحلمهم وأخلصهم لشعبه وأنبلهم لعروبته وأكثرهم تسامحا لإنسانيته. إن تولي أبينا الأعظم وسلطاننا المعظم جلالة السلطان مقاليد حكم البلاد في ذلك التاريخ المجيد الذي حفر في ذاكرة الزمن قد أذن ببداية جديدة وخير عميم لعمان وشعبها وللمنطقة العربية، بل وللعالم أجمع؛ حيث علم ابن عمان البار العالم كيف يرأب الصدع وتلؤم الجراح وتلحم الصفوف وتوطد العلاقات وتفض النزاعات على أرضية من الخير والتسامح النابع من مكانين إنسانية عميقة وعالمية تجاوزت حدود اللون والعرق والمادة. إن يوم ٢٣ يوليو حري بأن يكون يوما تحتفل فيه الإنسانية بإنسانيتها ويحتفل فيه العرب بعروبتهم ويحتفل المسلمون فيه بمن جاء ليؤكد للعالم صلاحية الإسلام كدين دولة ودين حياة في هذا العصر الذي نعيشه الآن برغم تقلباته وبرغم تقدمه العلمي المذهل وبرغم سيادة التقنية وتضاؤل العلاقات الإنسانية بين أفراد المجتمعات، بل وبين أفراد الأسرة والعائلة الواحدة. اللهم احفظ لنا جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم والبسه ثوب العافية والصحة ومد في عمره وباركه وافتح له أبواب الخير والتوفيق دائما أبدا إنك يا الله على كل شيء قدير نعم المولى أنت ونعم النصير».

وأما البروفيسور طاهر بن عبدالرحمن باعمر مستشار رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية فيقول: «إن استتباب الأمن والاستقرار والعيش في أمن وأمان من العوامل المهمة في مستقبل الدول، ولقد اهتمت السلطنة ووفرت سبل الحياة الكريمة للمواطن وشيدت البنى التحتية من مدارس ومستشفيات ومسكن وبيئة حياتية مناسبة وطرق ومواني ومطارات وغيرها وذلك من خلال توفير الموارد المالية والموازنات  السخية لدعم هذه المشاريع، ويعد الاستثمار في التعليم  العام والجامعي من أولويات السلطنة وقيادتها الحكيمة وذلك لما له من أهمية في مستقبل الدول واستقرارها فأنشئت المدارس والكليات والجامعات في كل ربوع ومحافظات السلطنة، كذلك اهتمت السلطنة بالبحث العلمي وأنشطته من خلال الدعم السخي للمشاريع البحثية التي تقام بالجامعات والكليات التي تساعد في تعزيز مصادر الدخل للسلطنة. وتسعى السلطنة إلى تنوع مصادر الدخل بدلا عن التركيز على النفط، ومن هذه المصادر المشاريع السياحية والتجارية والاهتمام بالثروة السمكية والبحرية والثروة الزراعية والحيوانية وتهتم السلطنة بالتركيز على الاقتصاد المبني على المعرفة وذلك لما له من أهمية في تطور الدول. كل ما ذكر سابقا سيساهم في إيجاد بيئة مناسبة وتوفير حياة كريمة للمواطن وسنعكس إيجابا على مستقبل هذا الوطن الغالي تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد  -حفظ الله ورعاه-».

ويرى الدكتور زهران بن سالم الصلتي مدير مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر بأنه رغم الظروف الاقتصادية التي تمر بها السلطنة إلا أن الاهتمام بتأهيل وتنمية وتدريب الموارد البشرية الوطنية لم يتأثر كثيرا فقد حصلت السلطنة على المركز السادس عربيا في في تقرير مؤشر التنمية البشرية للعام 2016 الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. كما دأبت الحكومة وبتوجيهات مباشرة من جلالة السلطان المعظم على توفير الفرص المختلفة للتعليم والتدريب والتأهيل وفق خطط وبرامج أستراتيجية.

يعد البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين الذي يحمل رؤية «إعداد رؤساء تنفيذيين عُمانيين بمستوى عالمي» نموذجا رائعا يهدف إلى تلبية احتياجات القطاع الخاص الناشئة من القادة ورؤساء الأعمال التنفيذيين الوطنيين. كما تم الإعلان هذا العام عن برنامج أخر يسمى « البرنامج الوطني للقيادة والتنافسية»  يهدف إلى إعداد وتطوير قدرات القيادات الوطنية في القطاع الحكومي.

الحركة التنموية

وعلى الصعيد ذاته يضيف البروفيسور حاج بوردوسن عميد كلية الهندسة قائلا: «أرى أنه مهما تحدثنا عن الإنجازات المتعددة للنهضة في يوم نهضة عُمان والهياكل المتطورة سواء التعليمية أو الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية وغيرها فإن الإنجاز الرئيسي هو الإنسان الذي هو مدار الحركة التنموية وتطورها واستدامتها. وأعتقد أن سر نجاح النهضة العمانية هو التركيز على الإنسان الذي يصنع النهضة ويحقق الإنجازات ويصنع الحضارة. ذلك أن مهمة بناء الإنسان، كما هو معلوم، أناطها الله بصفوة البشر ألا وهم الرسل والعظماء، حتى يضمن النجاح. فان الملاحظ أن منطلق منهجية التخطيط في عُمان سلكت هذا المسلك من خلال تركيز التوجيهات الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم - حفظه الله- ومتعه بكامل الصحة والعافية، والملاحظ كذلك أن مختلف خطط التنمية بدأ من 1976 وفي كل مراحلها المختلفة  تمحورت حول الإنسان العماني وجعلته مركز الاهتمام. فهو الهدف وهو الوسيلة وهو الغاية من وراء كل تخطيط. فالحرية، والأمن، والتعليم، والنهوض بمستوى جودة الحياة، وتقدم المرأة، وتطوير القطاع الخاص، ونجاح السياسات الداخلية والخارجية للسلطنة وضعت القاعدة الأساسية الناجحة للدولة التي تضمن لها النجاح وتكفل لها المستقبل الزاهر والمستدام وتجعل منها مرجعاً ومثالا لوثبة النهضة في العالم».

وتحدثت الدكتورة كاملة بنت علي البوسعيدية أستاذة مساعدة ورئيسة قسم نظم المعلومات في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عن مستقبل عمان المعرفي وقالت «يوم 23 يوليو هو يوم للاحتفال بالنهضة المباركة وعُمان ويوم لتجديد العهد والولاء لقائد النهضة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-. خلال العقود الماضية. ساعد إنتاج النفط، في رفع مستوى المعيشة والناتج المحلي الإجمالي في عُمان كبقية دول مجلس التعاون الخليجي. ولكن الحاجة الآن  إلى التحول نحو اقتصاد المعرفة أمرا مهما بالنسبة للسلطنة التي تسعى حاليا  كباقي دول مجلس التعاون الخليجي إلى تنويع اقتصاداتها بعيدا عن الاعتماد الشديد على موارد النفط. وقد أولت الحكومة اهتماما بالغا بتنوع الاقتصاد والنهوض باقتصاد السلطنة المعرفي. ويعد التعليم العالي والموارد البشرية، والنظم الاقتصادية و المؤسسية، وأنظمة الابتكار وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات عناصر أساسية لتعزيز اقتصاد المعرفة. والطريقة الوحيدة نحو الابتكار وبالتالي الاقتصاد القائم على المعرفة هي الموارد البشرية المتعلمة والماهرة. ويمكن لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إذا ما استثمرت بشكل جيد وكبير، أن تعزز قدرة السلطنة على بناء القدرات في مجال التعليم العالي والابتكار والميزة التنافسية وبالتالي بناء اقتصاد معرفي رقمي يرقى بالنهضة المباركة».

نهج معتدل

ويواصل الأكاديميون في الجامعة حديثهم عن مستقبل السلطنة فيقول الدكتور علي بن سعيد الريامي أستاذ مساعد بقسم التاريخ في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية: «ومع تعاظم التحديات التي لا تكاد تتوقف على مختلف الجبهات يبقى هاجس المستقبل حاضراً فالوصول إلى القمة ممكن، لكن البقاء على تلك القمة محفوف بالمخاطر، واستشراف المستقبل أصبح علماً مستقلاً، ليس الغرض منه التنبؤ بما في الغيب، وإنما استقراء مدخلات الأحداث وتحليلها بغية الاستفادة منها للتخطيط وصولاً لما هو أفضل كما نطمح ونحن نعيش على هذه الأرض الطيبة، التي نتفيأ ظلال أمنها ورخائها، ونستنشق هواء التسامح بين جنبات ربوعها أن نرى مستقبلاً أفضل لعُمان الخير بإذن الله، وهذا الطموح المشروع رهن أربعة أعمدة أساسية تتمثل في: استمرار النهج السياسي المعتدل والمتزن، والحياد الإيجابي بما يعزز الأمن والسلام العالمي، ويضمن السلم الاجتماعي الداخلي، يصاحبه خطاب إعلامي حر ونزيه، والمضي قدما في تبني استراتيجية تعليمية وطنية تستجيب لمتطلبات الثورة الرابعة، تركز على المهارات، وتنمي الابتكار، وتشجع الإبداع مع الانتقال من الاقتصاد الريعي إلى اقتصاد إنتاجي يعتمد على ذاته، يقوم على المعرفة والتنوع ، وقادر على المنافسة، ويشارك بفاعلية في التنمية المجتمعية المستدامة، بالإضافة إلى حصانة الداخل، ووحدة وتماسك، وإخلاص وأمانة في العمل، وولاء لتراب الوطن، من خلال تفعيل منظومة القيم المستمدة من الشريعة السماوية السمحة، والإعلاء من إنسانية الإنسان وضمان حريته وكرامته».

وذكرت الدكتورة عائشة محمد عجوة أخصائية إرشاد وتوجيه في مركز الإرشاد الطلابي بأنه من خلال استقراء ما حققته السلطنة منذ نهضة الثالث والعشرين من يوليو 1970، التي سارت من خلالها السلطنة بخطى مدروسة وواثقة ومتسارعة تدريجيا في التطوير والتقدم في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، إضافة إلى تميز السلطنة بتبني مواقف واتجاهات سياسية ودينية حكيمة ومعتدلة مما أدى إلى تمتعها بالأمن والاستقرار، فمن المتوقع أن تستمر السلطنة باتجاه مزيد من التقدم والتطور المخطط والمدروس وأن يزيد تسارع خطوات البناء والتطور حيث تم تأسيس بنى متينة على كافة الأصعدة وفي جميع المجالات وأصبحت الرؤى والأهداف أكثر وضوحاً، كما يتوقع أن يكون الاهتمام أكثر تركيزاً في مجال التعليم وذلك من خلال إجراء التعديلات وتبني المشاريع المناسبة للمجتمع العماني المبنية على الأبحاث والدراسات المحلية لبناء جيل من الشباب القادر على الإسهام في الاستمرار بحمل راية النهضة. كما أتوقع أو أتمنى أن يزيد اهتمام السلطنة بتنمية القطاع السياحي حيث سيكون مصدر ثري للسلطنة لاسيما بأن السلطنة تتمتع بتنوع مناخي وتضاريسي يجعلها مرشحة لأن تكون قبلة للسائحين على مدار العام.