1066032
1066032
العرب والعالم

كابول: 16 شرطيا ضحايا غارة أمريكية على القوات الأفغانية «عن طريق الخطأ»

22 يوليو 2017
22 يوليو 2017

نجل زعيم طالبان ينفذ عملية انتحارية بإقليم «هلمند»

عواصم - (وكالات): أسفرت غارة أمريكية استهدفت عناصر من حركة طالبان، عن مقتل ستة عشر شرطيا أفغانيا عن طريق الخطأ في ولاية هلمند خلال عملية ضد المتمردين، ما أدى الى تأجيج الحقد على القوات الأجنبية.

وقال المتحدث باسم شرطة الولاية سلام أفغان لفرانس برس إن الغارة التي أكدها مساء الجمعة مقر القوات الأمريكية في كابول، وقعت «قرابة الخامسة بعد الظهر. وأدت الى مقتل 16 شرطيا أفغانيا بينهم ضابطان. وأصيب شرطيان آخران بجروح».

وأضاف المتحدث أن «عناصر الشرطة كانوا قد انتهوا من تمشيط قرية بشافا في منطقة جيريشك (على بعد 150 كلم غرب قندهار) وطردوا عناصر طالبان عندما شن الأمريكيون الغارة».

من جهته، قال الناطق باسم وزارة الداخلية في كابول نجيب دانيش لفرانس برس ان عدد القتلى 12، لكن المتحدّث باسم حاكم ولاية هلمند عمر زواك، اكد ان ستة عشر شرطيا قتلوا على خط الجبهة ضد طالبان.

وذكر سلام أفغان انه «قبل نصف ساعة من الغارة، كان عناصر طالبان في القرية لكن القوات الأفغانية كانت قد استعادت السيطرة على المنطقة عندما تعرضت للقصف».

وشدد على ان ذلك «لم يكن متعمدا. لقد تعرض عناصر الشرطة لاستهداف عن طريق الخطأ».

وأرسلت وزارة الداخلية وفدا الى القرية لإجراء «تحقيق كامل حول ما حدث»، كما اكد دانيش.

ومنذ مساء الجمعة الماضية، أقرت القوات الغربية في كابول، بالعملية والخطأ في بيان يؤكد أن «عمليات القصف الجوي أدت الى مقتل قوات أفغانية صديقة كانت مجتمعة في معسكرها». إلا انه لم يقدم حصيلة.

وأوضحت بعثة حلف شمال الأطلسي ان عمليات القصف حصلت في (منطقة بجنوب أفغانستان يسيطر عناصر طالبان على القسم الأكبر منها)، وأعلنت فتح تحقيق داخلي، وقدمت تعازيها «الى العائلات المصابة بهذا الحادث الأليم».

ويسيطر عناصر طالبان على مساحات شاسعة من ولاية هلمند. أما المناطق التي تخرج عن سيطرتهم، فتواجه معارك شرسة، لان الإقليم ينتج وحده حوالي 85% من الأفيون الأفغاني، المصدر الأساسي للعملات الصعبة للمتمردين من خلال فرض رسوم على المزارعين.

ومن اجل احتوائهم، أرسل 300 من عناصر المارينز في أبريل الى قاعدة كامب باستن في شمال لشكر-كاه، كبرى مدن الولاية.

وفي بداية الأسبوع، ساندوا القوات النظامية لاستعادة منطقة ناوا المهمة في جنوب لشكر-كاه، والتي يهدد سقوطها منذ أكتوبر الماضي، المطار الإقليمي وتعليق الرحلات التجارية.

وفي إطار التحالف الغربي، تشن القوات الأمريكية وحدها الغارات الجوية على عناصر طالبان وتنظيم داعش باسم التصدي للإرهاب.

لكن الأخطاء المتكررة للقوات الأجنبية تؤجج غضب السكان.

وقد أسفر آخر حادث كبير في فبراير 2017، عن 18 قتيلا من سكان ولاية هلمند الجنوبية المجاورة لأورزوغان، كما ذكرت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان.

وفي نوفمبر الماضي، أسفرت غارة أعلن رسميا أنها استهدفت مسؤولين كبارا من حركة طالبان في منطقة قندوز (شمالا) عن 32 قتيلا و19 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، كما أفاد تحقيق أجرته بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، وأدت الى تظاهرات غاضبة.

وفي 14 يوليو، أعلنت مصادر محلية إصابة ثمانية من المدنيين الأفغان في غارة جوية استهدفت ولاية اورزوغان ونسب هذه الغارة الى «القوات الأجنبية».

لكن متحدثا عسكريا أمريكيا نفى ذلك بعد التحقيق، مؤكدا «عدم شن أي غارة في اورزوغان ذلك اليوم».

في حادث آخر قتل قيادي بارز من حركة طالبان، خلال عملية أمنية بإقليم هيرات غربي أفغانستان، طبقا لما ذكرته وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء أمس.

وذكرت وزارة الدفاع الأفغانية، في بيان، أن الملا عباس كان رئيس العمليات اللوجستية في الحركة في المنطقة.

وقال البيان إن الملا عباس كان يعمل بشكل نشط بين أفغانستان وإيران لتقديم الدعم اللوجيستي لمسلحي طالبان.

وأضافت الوزارة أن 11 مسلحا من طالبان قتلوا، خلال العملية التي جرت في منطقة شينداد.

وتابعت الوزارة أن خمسة مسلحين على الأقل من طالبان تعرضوا لإصابات، خلال نفس العملية.

ولم تعلق الجماعات المتشددة المسلحة المناهضة للحكومة على التقرير حتى الآن.

جاء ذلك وسط تدهور الوضع الأمني في الأقاليم النائية من البلاد، حيث يقول مسؤولون أفغان إن مسلحي طالبان يتلقون الدعم من خارج البلاد.

إلى ذلك قال أحد المتحدثين الرئيسيين باسم حركة طالبان الأفغانية إن نجل زعيم الحركة الملا هيبة الله أخونزاده نفذ عملية انتحارية الخميس الماضي في إقليم هلمند جنوب البلاد.

وقال قاري يوسف أحمدي المتحدث باسم الحركة في جنوب أفغانستان إن عبد الرحمن (23 عاما) الذي يعرف أيضا باسم حافظ خالد لقي حتفه بعد أن قاد سيارة محملة بالمتفجرات واقتحم قاعدة عسكرية أفغانية في مدينة كرشك شمالي لشكركاه عاصمة الإقليم. وأضاف أن عبد الرحمن كان طالبا لكنه أراد أن ينفذ هجوما انتحاريا وقال «نجح في مهمته الخميس الماضي».

وقاد مقاتلون من طالبان ثلاثة سيارات همفي كانت الحركة استولت عليها واقتحموا نقاط تفتيش خلال معارك عنيفة حول كرشك الخميس الماضي.

وقال عضو بارز في طالبان مقرب من أسرة هيبة الله إن عبد الرحمن سجل نفسه كمفجر انتحاري قبل تولي والده زعامة الحركة العام الماضي وأصر على مواصلة هذا السعي بعد توليه الزعامة. وتولى الملا هيبة الله قيادة طالبان بعد مقتل سلفه الملا أختر محمد منصور في ضربة أمريكية بطائرة بدون طيار في باكستان في مايو 2016.

وقال العضو البارز في الحركة «قبل ذلك نفذ عدد من أقارب وأفراد أسرة القادة السابقين تفجيرات انتحارية لكن الشيخ هيبة الله أصبح أول قائد أعلى يشهد تضحية ابنه بحياته».

وقال مسؤول حكومي إن السلطات الأمنية تحقق في الواقعة ولا يمكنها بعد تأكيد مقتل نجل الملا هيبة الله.

وتأتي الواقعة في كرشك فيما تتصاعد حدة القتال في الآونة الأخيرة في هلمند، الذي يأتي منه أغلب إنتاج أفغانستان من الأفيون، عقب انتهاء موسم الحصاد.

ويسيطر المتشددون على أغلب الإقليم ويشكلون تهديدا على عاصمته لشكركاه لكن القوات الحكومية المدعومة بضربات جوية أمريكية شنت عملية لدفعهم للتقهقر من محيط العاصمة الإقليمية.

في السياق افتتحت منظمة أطباء بلا حدود مجددا عيادة طبية صغيرة في قندوز بأفغانستان أمس في أول منشأة تابعة لها تعيد فتحها هناك منذ دمرت ضربات جوية أمريكية مستشفى في 2015.

وقالت سيلفيا دالاتوماسينا رئيسة برامج المنظمة في أفغانستان لرويترز «فتح هذه العيادة خطوة أولى صوب توفير المزيد من المساعدة الطبية في قندوز ... وهي خطوة مهمة بالنسبة لنا».

ومنذ الهجوم الجوي الذي نفذته قوات أمريكية خاصة في 2015 وأودى بحياة 42 مريضا وعاملا في المجال الطبي في مركز أطباء بلا حدود للعلاج من الصدمات النفسية تحاول جماعة المساعدة الطبية الحصول على ضمانات من المسؤولين العسكريين الأمريكيين والأفغان بأن منشآتها الطبية ستلقى الاحترام والحماية.

وقالت دالاتوماسينا «لا نزال نضع اللمسات الأخيرة على الالتزامات لكننا نعتقد أننا قادرون على التوصل إلى اتفاق».

وأضافت أن العيادة الجديدة في قندوز، والتي لا تقع في موقع المستشفى المدمر، لن تعالج سوى الإصابات الطفيفة أو المزمنة.

أما المرضى الذين يحتاجون لمزيد من الرعاية بما في ذلك الأشعة السينية فسيتعين نقلهم للمستشفى الإقليمي الذي تديره الحكومة والذي يعمل فوق طاقته بسبب القتال الشديد في الإقليم.

وقالت دالاتوماسينا «طاقة المستشفى الإقليمي مستنفدة تماما لذلك نريد خفض ذلك العبء بعلاج الإصابات الأقل خطورة».

وأضافت أن أطباء بلا حدود تأمل البدء في بناء مركز جديد للعلاج من الصدمات النفسية في قندوز بحلول 2018 لكن من المرجح أن يكون على نطاق أصغر من المنشأة السابقة.

ولا توجد خطط نهائية لذلك.

ودُمر المركز في 2015 عندما سيطر مقاتلو طالبان لفترة وجيزة على المدينة.

وخلص تحقيق عسكري أمريكي إلى أن الهجوم نجم عن خطأ بشري وخلل في العتاد العسكري وذلك ضمن أسباب أخرى.

وعوقب ما لا يقل عن 16 عسكريا أمريكيا عن دورهم لكن أطباء بلا حدود انتقدت عدم إجراء تحقيق مستقل في الحادث.