1065462
1065462
العرب والعالم

استشهاد شابين فلسطينيين وإصابة 125 آخرين في مواجهات «جمعة الغضب»

21 يوليو 2017
21 يوليو 2017

1065463

الاحتلال يحول القدس لثكنة عسكرية ويمنع الرجال دون سن الـ50 من دخول البلدة القديمة -

الآلاف يتظاهرون في عمّان وإسطنبول لـ«نصرة الأقصى» -

عواصم - عمان - نظير فالح - (وكالات):-

استشهد شابان فلسطينيان خلال مواجهات «جمعة الغضب» في القدس المحتلة، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية والشرطة الإسرائيلية.

وأدى الآلاف من الفلسطينيين صلاة الجمعة في شوارع القدس الشرقية المحتلة بعد أن منعت الشرطة الإسرائيلية الرجال دون سن الخمسين من دخول البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة لأداء الصلاة.

وكان الفلسطينيون قد دعوا إلى «جمعة غضب» مع رفضهم منذ الأحد الماضي أداء الصلاة داخل المسجد احتجاجا على الإجراءات الإسرائيلية التي فرضت الجمعة الماضية بعد هجوم قتل خلاله شرطيان إسرائيليان واستشهاد ثلاثة فلسطينيين.

وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس، الطرق المؤدية إلى البلدة القديمة في القدس، تحسبًا ليوم الغضب الذي أعلن عنه بسبب وضع البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد الأقصى منذ أيام، كما حولت المدينة لثكنة عسكرية ودفعت بآلاف الجنود وعناصر الأمن إليها.

ونصبت قوات الاحتلال الحواجز على مداخل المدينة منذ الليلة قبل الماضية، ومنعت حافلات من مختلف البلدات العربية في الداخل من الوصول إلى القدس المحتلة، حتى لا يشاركوا في جمعة الغضب وفي الرباط أمام المسجد الأقصى.

كما قام عناصر أمن الاحتلال بتفتيش المواطنين المقدسيين بالشوارع بطريقة استفزازية، ومنعهم كذلك من الوصول إلى البلدة القديمة. وذكر شهود عيان أن حظر تجوال فرض من قبل قوات أمن الاحتلال على البلدة القديمة منذ الفجر، ومنع الكثير من الناس من مغادرة منازلهم.

وفي وقت متأخر من الليلة قبل الماضية، قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (السياسي الأمني)، عدم إزالة البوابات الإلكترونية من مداخل الأقصى، الأمر الذي ينذر بتصعيد خطير في القدس المحتلة، وفي الحرم المقدسي بوجه خاص، في ظل الإجماع الفلسطيني على رفض الدخول للأقصى عبر البوابات الإلكترونية.

وعقب انتهاء الاجتماع دفعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في ساعات الفجر الأولى بقوات كبيرة من الجيش والشرطة الإسرائيلية الى البلدة القديمة وبوابات الأقصى وشرعت بنصب سواتر حديدية جديدة على مداخل البلدة القديمة لمنع وصول المرابطين الى ساحات الأقصى خاصة في جمعة الغضب التي دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية في القدس والضفة الغربية.

وادعى مكتب نتانياهو في بيان مقتضب ان «إسرائيل ملتزمة بالحفاظ على الوضع القائم في الحرم القدسي وحرية الوصول إلى الأماكن المقدسة، وستلتزم بالحفاظ على أمن جميع المصلين والزوار إلى جبل الهيكل».

وأُصيب 125 فلسطينيا بجراح وحالات اختناق، إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، امس، خلال مواجهات اندلعت في مواقع متفرقة من الضفة الغربية. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني (غير حكومية)، في بيان صحفي، إن طواقمها تعاملت مع 125 مصابا نقل عدد منهم للعلاج في المستشفيات الفلسطينية. وأضافت الجمعية إن 31 فلسطينيا أصيبوا بحالات اختناق إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع خلال المواجهات الدائرة على مدخل مدينة بيت لحم الشمالي (جنوب)، فيما أصيب 3 مواطنين بالرصاص المطاطي، و4 آخرين بحروق.

وأوضح «البيان»، أن 11 مواطنا أصيبوا على حاجز قلنديا العسكري الفاصل بين القدس ورام الله بحالات اختناق، فيما أصيب مواطن بقنبلة غاز بشكل مباشر، وآخر بقنبلة صوت. وأُصيب مواطن بجراح في قدمه، إثر تعرضه لإطلاق نار من نوع الرصاص المتفجر، خلال مواجهات اندلعت مع الجيش الإسرائيلي في بلدة النبي صالح غربي رام الله.

كما أُصيب 40 فلسطينيا بحالات اختناق، إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع في بلدة العيزرية شرقي القدس، فيما أصيب مواطنان بجراح إثر إصابتهم بالرصاص الحي، و10 بالرصاص المطاطي وآخر بحروق. وفي الخليل، جنوبي الضفة الغربية أصيب مواطنان بالرصاص الحي و4 آخرين بالرصاص المطاطي، فيما أصيب 6 مواطنين بحالات اختناق، فيما أصيب مواطن بحروق في مواجهات اندلعت قرب مدينة طولكرم شمالي الضفة. وفي قلقيلية (شمال) أصيب مواطن بالرصاص المطاطي و3 بحالات اختناق، وآخر إثر السقوط.

وشهدت مواقع متفرقة من الضفة الغربية امس، مسيرات نصرة للمسجد الأقصى، ورفضا للبوابات الإلكترونية التي نصبتها الشرطة الإسرائيلية على مداخل المسجد. وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية «الكابينت» قرر فجر امس الإبقاء على البوابات الإسرائيلية على مداخل المسجد. ويطالب الفلسطينيون بإزالة هذه البوابات التي تم وضعها يوم الأحد الماضي.

وخرج آلاف الأردنيين امس في تظاهرات في عمان ومدن أخرى تنديدا بالإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في المسجد الأقصى، مؤكدين دعمهم خيار(المقاومة) في وجه «الاعتداءات الصهيونية».

وشارك أكثر من ثمانية آلاف شخص في تظاهرة نظمتها الحركة الإسلامية في الأردن، وأحزاب يسارية انطلقت من أمام المسجد الحسيني الكبير (وسط عمان)، وفقا لمصور فرانس برس.

وصدحت حناجر المشاركين بهتافات بينها «بالروح بالدم نفديك يا أقصى» و(اهتف وسمع كل الناس احنا للأقصى حراس) و(على الأقصى رايحين شهداء بالملايين).

وقال القيادي الإسلامي همام سعيد، المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، لفرانس برس «نقف مع إخوتنا في بيت المقدس، دماؤنا مع دمائهم، وليعلم اليهود أن يوم التحرير آت لا محالة».

وخرجت تظاهرات مماثلة شارك فيها المئات في كل من الزرقاء (شرق عمان) والسلط (شمال-غرب) وإربد (شمال) والكرك والطفيلة ومعان (جنوب).

ورفع المشاركون خلالها شعارات وهتافات بينها «الموت لإسرائيل» و(نعم للمقاومة) و(أقصانا لا هيكلهم)، إضافة الى «تسقط وادي عربة تسقط» في إشارة الى معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل.

وتعترف إسرائيل بموجب تلك المعاهدة الموقعة عام 1994 بوصاية المملكة على المقدسات في مدينة القدس التي كانت تخضع إداريا للأردن قبل احتلالها عام 1967. من جهة أخرى، تظاهر آلاف من الأتراك والمسلمين في مدينة إسطنبول التركية، احتجاجا على الممارسات الإسرائيلية حيال المسجد الأقصى، ونصرة للمرابطين فيه، وذلك عقب انتهاء صلاة الجمعة.

وتجمع المتظاهرون الذين توافدوا من عدة مناطق بإسطنبول في ميدان بيازيد وسط المدينة، مرددين هتافات بالتركية «روحنا فداء للمسجد الأقصى»، و(بالروح بالدم نفديك يا أقصى)، مترافقة بالتكبيرات التي اعتاد الأتراك ترديدها «يا الله.. باسم الله.. الله أكبر».

كما هتف المتظاهرون نصرة للقدس والأقصى، ودعما للمرابطين فيه، قائلين «كلنا فداء للأقصى»، «الموت لإسرائيل»، رافعين أعلام فلسطين وتركيا.

وشارك في التظاهرة إضافة إلى الأتراك، أعضاء من الجالية العربية والإسلامية المقيمة في إسطنبول، كما شاركت منظمات المجتمع المدني العربية والتركية، تقدمتها منظمة الإغاثة التركية (IHH) ومنظمات أخرى. كما شارك المئات من الأطفال الأتراك في المظاهرة الحاشدة، مرددين شعارات «سلامنا لأهلنا في فلسطين» و(النصر للمسجد الأقصى)، رافعين العلم التركي مع العلم الفلسطيني، بالإضافة لارتدائهم ملابس طبعت عليها صورة المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، وكتب عليها «كلنا فداءٌ لمسجدنا».

ورتبت المنظمات التركية المنظمة للتظاهرة عملية انتقال الأطفال الى مكان المظاهرة مع عائلاتهم، من مناطق مختلفة في مدينة إسطنبول. وعلى صعيد الجاليات العربية، فقد شاركت شريحة واسعة منها في المظاهرة، تتقدمها الجاليات الفلسطينية والمصرية والسورية، كما شاركت العديد من المنظمات الفلسطينية الناشطة في تركيا، تعبيراً عن رفضها للإجراءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى. ورفع المشاركون العلم الفلسطيني إلى جانب العلم التركي، إضافة إلى أعلام حركة حماس، وصوراً للشيخ «أحمد ياسين» (مؤسس حركة حماس) وصور الزعيم التركي الراحل «نجم الدين أربكان».