1065520
1065520
العرب والعالم

الجيش السوري وحزب الله ينفذان عملية عسكرية في منطقة عرسال الحدودية مع لبنان

21 يوليو 2017
21 يوليو 2017

مواجهات بين فصيلين معارضين للسيطرة على «إدلب» -

عواصم - عمان - «بسام جميدة - حسين عبدالله» - وكالات:-

قال قائد في التحالف العسكري الذي يقاتل دعما للرئيس السوري بشار الأسد إن جماعة حزب الله اللبنانية وقوات الجيش السوري شرعت امس في عملية لطرد المسلحين من آخر معاقلهم عند الحدود اللبنانية السورية.

وأضاف القائد العسكري لرويترز ان العملية تستهدف مسلحين تابعين لجبهة فتح الشام، التي كانت تعرف بجبهة النصرة، في المنطقة الجبلية القاحلة عند مشارف بلدة عرسال اللبنانية والتي تعرف بجرود عرسال والمناطق القريبة من بلدة فليطة السورية.

وذكرت وسائل الإعلام التابعة لحزب الله أن العملية العسكرية تحقق مكاسب كبيرة في مراحلها الأولى.

وقال مصدر أمني لبناني إن اللاجئين الذين يعيشون في المنطقة يهربون باتجاه عرسال، مشيرا إلى أن الجيش اللبناني يسهل دخولهم تحت إشراف الأمم المتحدة، وأضاف أن عدد النازحين غير معروف حتى الآن.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ليزا أبو خالد إن عددا قليلا من السكان هربوا إلى بلدة عرسال حتى الآن. وأضافت «تلقت المفوضية تأكيدات فقط.. على أن عائلتين سوريتين وصلتا إلى بلدة عرسال من مشارفها». ويعيش آلاف اللاجئين السوريين في مخيمات في جرود عرسال الجبلية القاحلة شرقي البلدة عند الحدود بين لبنان وسوريا والتي شكلت قاعدة لمقاتلي تنظيم داعش ومتشددين آخرين وغيرهم من المقاتلين المشاركين في الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ ست سنوات. وذكر تلفزيون المنار أن مسلحي النصرة يتعرضون لهجوم في جرود عرسال وفي مناطق قرب بلدة فليطة السورية. وتحدث الإعلام الحربي لحزب الله عن ضربات جوية يشنها الجيش السوري على مواقع للنصرة قرب فليطة.

وبث تلفزيون المنار لقطات تظهر إطلاق نيران المدفعية من على ظهر شاحنة عليها راية حزب الله. وظهرت أعمدة دخان تتصاعد من التلال.

وذكر قائد التحالف العسكري الموالي للحكومة السورية والمصدر الأمني اللبناني أن الجيش اللبناني لا يشارك في العملية. وقال المصدر الأمني اللبناني إن الجيش في وضع دفاعي ويراقب تحركات المتشددين ولن يبادر بالهجوم إلا إذا تعرضت مواقعه للهجوم.

لكن الوكالة الوطنية للإعلام، وهي الوكالة الرسمية، أوردت في وقت لاحق أن الجيش أطلق النار على مجموعة من المتشددين أثناء محاولتهم الفرار باتجاه عرسال. ونشر الجيش اللبناني تعزيزات على مشارف عرسال ترقبا للعملية العسكرية هذا الأسبوع لمنع المتشددين من العبور إلى لبنان.

من جهة أخرى، اشتدت حدة الاقتتال في محافظة إدلب (شمال غرب) بين جماعة متشددة نافذة وفصيل مقاتل رئيسي الليلة قبل الماضية، وتوسع ليصل الى أحد المعابر الحدودية، حسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس والمرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.

واسفرت المعارك الجارية بين المتشددين في هيئة تحرير الشام، التي تضم فصائل عدة أبرزها جبهة فتح الشام ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وحركة أحرار الشام عن مقتل 65 شخصا على الأقل بينهم 15 مدنيا.

وكانت الاشتباكات قد اندلعت في وقت سابق من هذا الأسبوع وسرعان ما انتشرت في هذه المنطقة التي تعد احد معاقل الفصائل المقاتلة.

واتسعت رقعة الاشتباكات لتشمل مناطق عدة من محافظة إدلب، بما في ذلك داخل معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، الذي كان يخضع لسيطرة حركة أحرار الشام الكاملة. وسبق للجانبين ان تحالفا بشكل وثيق وشكلا نواة «جيش الفتح» الذي سيطر على معظم محافظة إدلب في عام 2015.

إلا ان حدة التوتر ارتفعت بين الفصيلين منذ مدة واندلعت الاشتباكات الأخيرة إثر خلاف حاد واستفزازات متبادلة مردها الى رغبة كل طرف برفع رايته في مدينة إدلب، مركز المحافظة.

ويغلب على هيئة تحرير الشام عناصر جبهة فتح الشام التي غيرت اسمها بعد ان كانت تدعى جبهة النصرة، وتمثل ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان «المعارك تدور الآن داخل المعبر الذي تحول الى ساحة معركة وأصبحت هيئة تحرير الشام تسيطر على جزء منه وحركة أحرار الشام على الجزء الآخر». وأسفرت المعارك منذ الثلاثاء الماضي، بحسب المرصد، عن مقتل 65 شخصا بينهم 15 مدنيا، في عدادهم أربعة أطفال. وأوضح المحلل العسكري في مركز عمران الذي يتخذ من إسطنبول مقرا له، نوار اوليفر لوكالة فرانس برس «عندما تضمنت مناطق تخفيف التصعيد محافظة إدلب... شعرت هيئة -تحرير الشام- بان الحرب قد شنت ضدها». وقال سام هيلر المتخصص بالشان السوري في مؤسسة «ذي سنتوري» «نحن أمام فصيلين مقاتلين يتناحران من اجل السيطرة على محافظة إدلب»، وأضاف «مهما كانت الخلافات العقائدية بينهما، فقد تفاقمت بسبب المحادثات في أستانا وبسبب الشائعات، لا بل بسبب الواقع بوجود اتفاق أوسع موجه ضد -تحرير الشام-».

ويرى اوليفر ان المعارك تشكل فرصة لكلا الطرفين من اجل السيطرة على المزيد من المناطق بما في ذلك المركز الحدودي الذي يعد مصدرا لجني الضرائب، وأشار الى «أنها محاولة من كل فصيل لبسط نفوذه على مناطق جديدة». وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ منتصف مارس 2011 بمقتل أكثر من 330 ألف شخص وبدمار هائل في البنى الأساسية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

وفي سياق آخر، أثار قرار حجب الثقة والمطالبة بإعفاء رئيسة مجلس الشعب هدية عباس من منصبها علامات تساؤل كثيرة ليلة انعقاد المجلس للتصويت على الإقالة التي جاءت بنسبة تصويت 200 من أصل 250 عضوا، مما يعني إعفاءها من المنصب الذي لم يمض عام واحد على تسلمها إياه، وأوضح مجلس الشعب، سبب الإقالة متهماً إياها بممارسة تصرفات غير ديمقراطية خلال الجلسات.

وقال المجلس في بيان نشره على «فيسبوك»، «انعقدت جلسة لمجلس الشعب اليوم في الساعة الحادية عشرة صباحا كما كان مقررا لها لتناقش المداولة العامة للنظام الداخلي للمجلس وأثناء النقاش قامت الدكتورة هدية عباس رئيسة المجلس.. وكما دأبت منذ أشهر وبأكثر من نقاش مما كان يؤدي إلى تراكم خلل كبير نتيجة التصرفات غير الديمقراطية والتي تنعكس سلبا على المجلس.. بمنع الأعضاء من تقديم مداخلاتهم وتجاوزت رأي أغلبية الأعضاء بالرغبة بنقاش بعض المواد حسب مسؤولياتهم الدستورية وأعلنت فجأة الانتهاء من نقاش مواد النظام الداخلي قبل الانتهاء منه فعليا».

ويأتي تصويت أعضاء مجلس الشعب على إقالة رئيس المجلس، كسابقة في تاريخ البرلمان السوري، لتكون عباس بذلك أول امرأة سورية تصل لمنصب رئيس مجلس الشعب، وأول رئيس للمجلس تجري إقالته بهذه الطريقة. وكانت عباس فازت برئاسة المجلس بالتزكية، في يونيو العام الماضي، كونها الوحيدة التي رشحت نفسها لرئاسة المجلس، وبالتالي لم يجرِ تصويت ولم يعترض أي عضو على ترشحها.

وعباس هي أول امرأة سورية تستلم منصب رئاسة المجلس، في سابقة هي الأولى في تاريخ سوريا منذ تأسيس المجلس بتسمياته المختلفة منذ عام 1919.