1065518
1065518
العرب والعالم

يلدريم يدعو للتهدئة في الخلاف مع ألمانيا: وبرلين ننظر إلى أنقرة باعتبارها «خصم»

21 يوليو 2017
21 يوليو 2017

تركيا تحيّد 54 من حزب العمال الكردستاني خلال أسبوع -

عواصم - (د ب أ - أ ف ب)- دعا رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إلى التهدئة في الخلاف مع ألمانيا.

وقال يلدريم أمس في أنقرة: «أناشد التصرف بتعقل ... لن يفيد ألمانيا أو تركيا شيئا عندما تتضرر العلاقات»، مطالبا بعدم تصعيد الخلاف.

وأضاف يلدريم: «حكومتنا تنظر إلى ألمانيا حتى اليوم باعتبارها شريكا استراتيجيا في أوروبا»، مشيرا إلى التاريخ الطويل من العلاقات الثنائية والتحالف العسكري بين الألمان والدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى.

ونفى يلدريم إجراء تحقيقات ضد شركات ألمانية في تركيا على خلفية اتهامات بالإرهاب: «هذا أمر عار عن الصحة تماما، لم يحدث مثل هذا الأمر».

وذكر يلدريم أن نقطة الخلاف الكبرى بين أنقرة وبرلين هي إيجاد إرهابيين أتراك من حركة جولن أو حزب العمال الكردستاني مأوى لهم في ألمانيا.

تجدر الإشارة إلى أن أنقرة تحمل حركة فتح الله جولن مسؤولية محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في يوليو عام 2016. واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نشطاء حقوقيين معتقلين في إسطنبول، من بينهم ممثلين عن منظمة العفو الدولية والمحاضر الجامعي الألماني بيتر شويتنر، بأنهم على صلة بالانقلابيين.

ويتهم الادعاء العام التركي المعتقلين بدعم «تنظيم إرهابي مسلح». تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الألمانية أعلنت أمس الأول «توجها جديدا» في سياستها تجاه تركيا، وذلك وعقب مناشدات وتحذيرات عديدة. وعلى خلفية اعتقال الناشط الحقوقي شتويتنر وألمان آخرين شددت وزارة الخارجية الألمانية إرشادات السفر الخاصة بتركيا. وأوصت الخارجية الألمانية المسافرين إلى تركيا رسميا الآن بـ(زيادة الحذر). وحيّدت القوات الأمنية التركية 54 «إرهابيا» من حزب العمال الكردستاني في عملياتها خلال الأسبوع الأخير، في ولايات شرق وجنوب شرق البلاد.

وبحسب البيان الصادر عن رئاسة الأركان التركية، تمكنت القوات الأمنية التركية، من تحييد 54 «إرهابيا» بينهم قيادي في الحزب، الذي تصفه الحكومة التركية بأنه منظمة إرهابية، في ولايات «ماردين» و(شرناق) و(هكاري) و(ديار بكر) و(باتمان) و(أرضروم) و(وان) و(سيعرت)، بين 13 و20 يوليو الجاري.

وأشار البيان إلى مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، وتدمير أوكار ومغارات كانت تستخدمها «المنظمة الإرهابية» كمخابئ للأسلحة. ولفت البيان إلى (استشهاد جندي تركي وإصابة 26 آخرين بجروح خلال العمليات المذكورة). من جهة أخرى، قال البيان: إن القوات الأمنية ضبطت 5 آلاف و207 أشخاص، أثناء دخولهم البلاد بصورة غير قانونية. ويكثف الجيش التركي عملياته ضد عناصر الحزب والموالين له جنوب شرق البلاد وفي شمال العراق منذ استئناف الحزب عملياته العسكرية في منتصف عام2015.

من جهته كشفت هيئة حماية الدستور الألمانية (الاستخبارات الداخلية) أنها تنظر إلى تركيا باعتبارها خصما بسبب أنشطتها الاستخباراتية داخل ألمانيا.

وقال رئيس الهيئة، هانز-جيورج ماسن، أمس خلال أحد المؤتمرات في برلين: «لم نعد ننظر بصفتنا جهاز استخباراتي إلى تركيا منذ محاولة الانقلاب العسكري في الصيف الماضي والتغييرات في السياسة الداخلية التركية على أنها شريك فقط، بل أيضا كخصم في ضوء عمليات التأثير التي تمارسها في ألمانيا».

وذكر ماسن أن تركيا تمارس الكثير من أشكال النفوذ على الجالية التركية في ألمانيا، وقال: «هذا يثير قلقي للغاية». وفي تصريحات لصحيفة «نويه أوسنابروكر تسايتونج» الألمانية الصادرة أمس أعرب ماسن عن قلقه إزاء تزايد الأنشطة الاستخباراتية لتركيا في ألمانيا وقال: «لدينا معلومات عن ممارسة الحكومة التركية نفوذها على الجالية التركية في ألمانيا»، موضحا أن هناك محاولات لـ(إرهاب المواطنين المنحدرين من أصول تركية) المعارضين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وذكر ماسن أن الدلائل على الممارسات التجسسية لتركيا في ألمانيا تتمثل في البلاغات المقدمة ضد أنصار حقيقيين أو مزعومين للداعية التركي فتح الله جولن، الذي تحمله أنقرة مسؤولية محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في يوليو عام 2016.

يذكر أن أردوغان اتهم نشطاء حقوقيين معتقلين في إسطنبول، من بينهم ممثلين عن منظمة العفو الدولية والمحاضر الجامعي الألماني بيتر شويتنر، بأنهم على صلة بالانقلابيين. ويتهم الادعاء العام التركي المعتقلين بدعم «تنظيم إرهابي مسلح». تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الألمانية أعلنت أمس الأول «توجها جديدا» في سياستها تجاه تركيا، وذلك وعقب مناشدات وتحذيرات عديدة.

وعلى خلفية اعتقال الناشط الحقوقي شتويتنر وألمان آخرين شددت وزارة الخارجية الألمانية إرشادات السفر الخاصة بتركيا. وأوصت الخارجية الألمانية المسافرين إلى تركيا رسميا الآن بـ(زيادة الحذر). إلى ذلك نسب إلى وزير المالية الألماني فولفجانج شيوبله أمس مقارنته تركيا بدولة ألمانيا الشرقية الشيوعية السابقة وقوله إن برلين ربما يتعين عليها أن تبلغ الألمان الذي يسافرون هناك أنهم يقومون بذلك على مسؤوليتهم الشخصية. وتحدث مدير وكالة المخابرات الداخلية الألمانية عن مخاوف من زيادة نشاط أجهزة المخابرات التركية ونمو الجماعات المتشددة بين ثلاثة ملايين شخص لهم أصول تركية يعيشون في ألمانيا.

وقارن شيوبله تركيا بجمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة (ألمانيا الشرقية) قائلا «تركيا الآن تنفذ اعتقالات تعسفية ولم تعد تلتزم بالحد الأدنى من المعايير القنصلية. هذا يذكرني بما كان عليه الحال في جمهورية ألمانيا الديمقراطية». وأضاف أن من كانوا يسافرون إلى ألمانيا الشرقية قبل انهيارها في عام 1990 كانوا على دراية «بأنه إذا حدث لك شيء فلن يستطيع أحد مساعدتك». وشكا مسؤولون ألمان من أنه لم يتسن لمسؤولين قنصليين الوصول إلى ناشط حقوقي ألماني اعتقل مع خمسة آخرين واتهم بالإرهاب وهي مزاعم وصفتها برلين بأنها سخيفة.

واعتقل مواطن ألماني آخر بتهم لها صلة بالإرهاب في وقت سابق هذا العام. وهذه الاعتقالات هي جزء من حملة أكبر في تركيا منذ محاولة الانقلاب في يوليوالماضي.

وأبلغ شيوبله صحيفة بيلد واسعة الانتشار «إذا لم تتوقف تركيا عن هذه اللعبة الصغيرة فسنحتاج لأن نقول للناس ‭‭)‬‬ستسافرون إلى تركيا على مسؤوليتكم الخاصة لا نستطيع أن نضمن لكم أي شيء آخر‭‭(‬‬.

من جهته طلب وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل من الألمان توخي الحذر إذا سافروا إلى تركيا وهدد بخطوات قد تعرقل الاستثمار الألماني وهما تحركان ينطويان على مخاطر اقتصادية لتركيا. وفي العام الماضي تراجع عدد الزائرين الأجانب لتركيا بواقع 30 في المائة في ظل سلسلة من التفجيرات التي نفذها مسلحون أكراد وإسلاميون. وحتى الآن هذا العام شكلت الحجوزات من ألمانيا نحو عشرة بالمائة من السياح لتركيا.

وقال بيتر ألتماير كبير الموظفين في مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لتلفزيون (زد.دي.إف) إن تركيا لا تزال تحصل على مساعدات ما قبل الانضمام من الاتحاد الأوروبي رغم عدم إجراء أي محادثات في الوقت الراهن «لأنه على جميع المستويات زاد الأمر سوءا وأصبح أكثر صعوبة مما كان عليه قبل بضعة أعوام».

وذكر أن ألمانيا تريد إقناع الاتحاد الأوروبي بتأجيل هذه المعونة. وأظهر استطلاع أجرته مجلة فوكوس الألمانية أن 77 في المائة من الألمان يؤيدون إنهاء محادثات انضمام تركيا للاتحاد بينما يؤيد 16 في المائة فقط استمرار المحادثات.ورفض ألتماير التعقيب على تقرير في صحيفة بيلد أفاد بأن برلين ستؤجل مشاريع أسلحة مع تركيا.

في موضوع مختلف أعلن وزير الصحة التركي إصابة نحو 360 شخصا بجروح في مدينة بودروم التركية الساحلية إثر الزلزال الذي ضرب جزيرة كوس اليونانية والسواحل التركية المطلة على بحر ايجه وبلغت قوته 6.7 درجة.

وقال أحمد دميرجان إن 358 شخصا أصيبوا بجروح، نقلت سيارات الإسعاف 272 منهم إلى المستشفيات فيما تمكن البقية من الذهاب لتلقي العلاج بمفردهم.

وأضاف الوزير أن 25 شخصا من الضحايا لا يزالون في المستشفى مشيرا إلى أن بعضهم يعاني من كسور في العظام.

وذكرت شبكة «ان تي في» التركية ان العديد من الجرحى أصيبوا أثناء قفزهم من نوافذ المباني بعدما أصيبوا بالذعر جراء الزلزال.

ونقلت صحيفة «حرييت» التركية عن محافظ بودروم بكير يلماظ قوله ان المصابين يعالجون في حديقة المستشفى في بودروم لان الزلزال تسبب بأضرار طفيفة في سقف المستشفى. وعبر عن ارتياحه لعدم تسبب الزلزال بسقوط قتلى أو إصابات خطيرة على الأراضي التركية.

ولكن شخصين قتلا في جزيرة كوس اليونانية، أحدهما سويدي والآخر تركي.

وأعلنت وزارة الخارجية التركية ان قنصليتها في جزيرة رودوس اليونانية أكدت مقتل مواطن تركي وهي تحاول الاتصال بعائلته. وأضافت القنصلية ان تركيا آخر أصيب بجروح بالغة ونقل الى أثينا. وتم إرسال عبّارة لإجلاء حوالى 200 تركي كانوا في كوس، ونقلهم الى بودروم.

وحدد مركز الزلزال على بعد 10.3 كلم جنوب غرب بودروم التي تعتبر وجهة مفضلة للسياح خلال الصيف، وعلى بعد 16.2 كلم شرق جزيرة كوس في اليونان كما أعلن المركز الأمريكي لرصد الزلازل. وقالت «ان تي في» ان الزلزال تسبب بتسونامي طفيف قبالة بودروم حيث تضررت سيارات أمام احد المنتجعات من جراء الأمواج التي وصلت الى الطرقات. وأظهرت الصور التي بثها التلفزيون أيضا أضرارا لحقت بسفن صغيرة جرفتها قوة الأمواج.