جهود متعددة لتعزيز المشروعات الصغيرة والمتوسطة

على مدى السنوات الأخيرة ، وفي إطار برامج وخطط التنويع الاقتصادي، والسعي الى الحد من الاعتماد على عائدات النفط التي انخفضت بشدة، وبشكل مستمر ، منذ منتصف عام 2014 كمصدر رئيسي للعائدات الحكومية ، تبذل حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – جهودا متعددة وعلى مستويات مختلفة من أجل دفع قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ، والعمل على تعميق ثقافة ريادة الاعمال واجتذاب مزيد من أبنائنا وبناتنا ، خاصة الشباب ، لانشاء مشروعاتهم الخاصة ، وذلك انطلاقا من إدراك عميق للأهمية الكبيرة لقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، سواء في توفير مزيد من فرص العمل لأبنائنا وبناتنا الذين يدخلون سنويا الى مجال العمل والانتاج ، او كقطاع لا غنى عنه لتطوير الأداء الاقتصادي وتوفير منتجات وصناعات وقوى عاملة ماهرة ومدربة يحتاجها الاقتصاد العماني في انطلاقه لتحقيق مزيد من التنمية والازدهار .

ومن بين جهود عديدة ومتواصلة للأخذ بيد الشباب ووضعه على طريق العمل المنتج لصالحه ولصالح الوطن، تم انشاء الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة « ريادة » وصندوق الرفد ، واللجنة الوطنية للشباب ، وغيرها من الجهات والمؤسسات والمشروعات ذات الصلة، وتسعى جميعها ، كل في مجاله وبطريقته لمساعدة الشباب ورواد الاعمال ، وتذليل أية عقبات تواجهها مشروعاتهم ، وتقديم كل ما يمكن ان يحقق نجاحهم .

وفي هذا الاطار أعلنت اللجنة الوطنية للشباب ، بالشراكة مع الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة «ريادة » عن فتح المشاركة في مشروع « بادر» لريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة . ويقوم مشروع «بادر» على المشاركة والتعاون والتكامل مع مختلف الجهات الفاعلة والداعمة لقطاع ريادة الاعمال ، بما في ذلك التنسيق مع صناديق التمويل لتسهيل اجراءات تمويل مشروعات الشباب ، كما سيعمل مشروع « بادر» على تدريب 80 شابا من رواد الاعمال واقامة عدة مشروعات ريادية .

وعلى صعيد آخر قام صندوق الرفد بتمويل 1698مشروعا في محافظات السلطنة حتى نهاية مايو الماضي ، ووفرت هذه المشروعات 3238 فرصة عمل للشباب . وفي الوقت الذي حث فيه مجلس ادارة صندوق الرفد في اجتماعه الأربعاء الماضي على الاستمرار في دعم تمويل مشروعات رواد الاعمال ، خاصة المشروعات ذات القيمة المضافة ، ومتابعة مشروعاتهم ضمانا لنجاحها ، فانه دعا كذلك إلى دعم شراء منتجات وخدمات تلك المشروعات ، وإتاحة الفرصة لها للوصول إلى المعارض الاقليمية والدولية .

كما اجاز مجلس ادارة صندوق الرفد عدة اتفاقيات تعزز من مساندة ودعم رواد الأعمال ، وهي اتفاقية التعاون مع بنك الاسكان العماني لتسهيل قروض البنك لرواد الأعمال ، والاتفاقية مع الطيران العماني، لتقديم تسهيلات لهم – رواد الأعمال – في مجال السفر والشحن ، وكذلك الاتفاقية مع شركة سندان لتوفير ورش صناعية للمستفيدين من صندوق الرفد بشروط وأسعار خاصة ، وهذه كلها وغيرها مجرد نماذج عملية لخطوات عديدة لدفع أبنائنا وبناتنا للسير على طريق الانتاج وتأسيس مشروعاتهم التي تعود عليهم وعلى الاقتصاد الوطني بالخير اليوم وغدا ، وهو ما يتواكب مع الاحتفال بيوم النهضة المباركة ، التي وضعت الشباب في بؤرة الاهتمام ومقدمة الأولويات الوطنية .