القدس: الإدانة وحدها غير كافية ولا بد من تحرك جاد!!

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالا بعنوان: الإدانة وحدها غير كافية ولا بد من تحرك جاد!!، جاء فيه:

واصل المقدسيون بصورة خاصة، والفلسطينيون عامة، الاحتجاج والرفض المطلق للإجراءات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى والصلاة في رحابه. وقد اعتصم العشرات أمام باب الأسباط وأقام الكثيرون الصلاة قرب أبواب الحرم، وتدخلت الشرطة الإسرائيلية واعتدت على المعتصمين واعتقلت بعضهم، كما أن الإدانات العربية والإسلامية اتسعت في كل أنحاء الأرض وصدرت بيانات كثيرة.

في المقابل فإن أكثر من مسؤول إسرائيلي أكد عدم التراجع عما اتخذوه من إجراءات، كما أن عشرات اليهود اقتحموا الحرم بحراسة من الشرطة وقوات الأمن الإسرائيلية، ولم يترددوا في انتهاك حرمة مستشفى المقاصد واقتحامه بحثا عن جريح فلسطيني في حالة حرجة وقد منعوا أي أحد من زيارته أو تقديم المساعدة له.

من المؤكد أن إسرائيل قد اعتادت على بيانات الشجب والإدانة، ولم تعد تعير ذلك أي اهتمام، وهذا يستدعي التحرك الجاد عمليا لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية هذه. وقد دعت القوى الفلسطينية كلها إلى اعتبار اليوم الأربعاء يوم غضب ضد هذه الممارسات.

كما اتصلت السلطة الوطنية رسميا بمنظمة مؤتمر التعاون الإسلامي وكذلك بالأمين العام لجامعة الدول العربية ودعت إلى اجتماع عاجل لهاتين المؤسستين لاتخاذ خطوات عملية وعدم الاكتفاء ببيانات الإدانة والاستنكار. وذكرت بعض المصادر أن دولا عربية محدودة، من بينها السعودية، اتصلت بالرئيس الأمريكي ترامب ودعته إلى التدخل والعمل على إلغاء هذه الإجراءات لكي لا ينفجر الوضع، ما دام هو يسعى كما يقول إلى إيجاد تسوية شاملة تاريخية بالمنطقة.

ونحن في هذا السياق ندعو بصفة خاصة كلا من الأردن، التي هي الراعية والمشرفة على الأماكن المقدسة وفي مقدمتها الحرم، وكذلك مصر التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، إلى التدخل وأن تشكلا مع السلطة الوطنية الرائد السياسي القوي لمواجهة هذه الانتهاكات التي تهدد بما هو أخطر منها، إذا استطاعت إسرائيل تمريرها واستيعاب موجة الاحتجاجات اللفظية، لأنهم لا يخفون نواياهم الحقيقية بكل صراحة وعلنية، وهي السيطرة على الحرم والعمل على تقاسمه تماما، كما فعلوا بالحرم الإبراهيمي في الخليل.

يجب أن تنتهي مرحلة الإدانات والبدء بالتحرك الجاد العملي والقوي القادر على التأثير ووقف الاعتداءات المتواصلة والخطيرة للغاية !!.