1062330
1062330
العرب والعالم

الفلسطينيون يواصلون رفض دخول المسجد الأقصى بعد الإجراءات الأمنية

17 يوليو 2017
17 يوليو 2017

أدوا صلواتهم خارج الأقصى والمستوطنون يقتحمونه -

القدس- - رام الله - عمان - نظير فالح- (أ ف ب) - :

أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلية صباح أمس، بأنها ستسمح مجددا للمستوطنين باقتحام باحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة، ووصفت الشرطة قرارها هذا بأنه ‹عودة إلى الوضع الطبيعي› في الحرم القدسي.

وشرعت مجموعات من المستوطنين باقتحامات استفزازية للمسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وتنفيذ جولات بحرية كاملة فيه.

ونشرت مواقع تواصل اجتماعية تابعة لما يسمى ‹منظمات الهيكل› المزعوم، صورا للاقتحامات، وكتابات أبرزها ‹لحظة تاريخية بجبل الهيكل، لأول مرة منذ تحريره اليهود يدخلونه بحرية›.

وكانت سلطات الاحتلال، بقرار من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، قد أغلقت الحرم القدسي ومنعت إقامة صلاة الجمعة فيه، لأول مرة منذ 48 عاما، متذرعة بالاشتباك المسلح الذي وقع في الحرم صباح يوم الجمعة الماضي.

وفتحت سلطات الاحتلال الحرم أمام المصلين ظهر أمس الأول، لكنه نصب أجهزة كشف معادن، وهو ما رفضته الأوقاف الإسلامية، فيما وصف مصلون التفتيش بهذه الأجهزة بأنها مهينة، وأنها تشكل عقابا جماعيا.

وأعلن موظفو الأوقاف الإسلامية، بجميع أقسامهم، بمن فيهم حراس المسجد الأقصى، عن رفضهم الدخول إلى الحرم عبر البوابات الإلكترونية، وذلك لليوم الثاني على التوالي.

ودعا خطيب المسجد الأقصى المصلين إلى ‹الصلاة خارج المسجد الأقصى عند البوابات ، ولا تدخلوا من خلال البوابات مطلقا›، وأدى المقدسيون صلاة الفجر، في الشوارع والطرقات القريبة من المسجد الأقصى.

وأضاف خطيب الأقصى: ‹أهالي مدينة القدس؛ ممنوع منعا باتا الدخول من البوابات، ومن يفعل ذلك يعتبر خارقا لإجماع أهل البلدة.

‹في عرفنا؛ من يغدر بمجتمعه وناسه، ويخالفهم في أمر يصب في مصالحهم يعتبر خائنا غدارا !!..

‹وفي شريعتنا الغراء؛ درء المفاسد أولى من جلب المصالح، يعني المحاولة على إفشال مخطط البوابات أولى من الصلاة في قلب الأقصى وأولى من الاعتكاف كل الليل داخله !.

‹شرعا وعرفا وخلقا ممنوع منعا باتا الدخول عن طريق البوابات، ويجب التعميم على الجميع، ونشر هذه الفكرة وترسيخها، ومن يخالف فقد خالف كل توجه البلد ، وخالف القاعدة الشرعية ، وخالف الأخلاق التي تربينا عليها›.

وقد واصل الفلسطينيون أمس اعتراضهم على التدابير الأمنية الجديدة التي فرضتها إسرائيل للدخول إلى المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، بما في ذلك الاستعانة بكاميرات وأجهزة لكشف المعادن، مع معارضة الأوقاف الإسلامية لها.

فرضت السلطات الإسرائيلية التدابير بعد قرارها غير المسبوق بإغلاق باحة الأقصى أمام المصلين بعد هجوم نفذه ثلاثة شبان من عرب إسرائيل الجمعة وقتل خلاله شرطيان، ما أثار غضب المسلمين وسلطات الأردن الذي يشرف على المقدسات الإسلامية في القدس.

أطلق الشبان وهم من بلدة أم الفحم العربية في إسرائيل النار على الشرطة الإسرائيلية في البلدة القديمة قبل أن يفروا إلى باحة المسجد الأقصى حيث قتلتهم الشرطة.

وأغلقت القوات الإسرائيلية أجزاء من المدينة القديمة في القدس السبت وبقي المسجد الأقصى مغلقا حتى ظهر الأحد عندما فتح بابان من أبوابه أمام المصلين بعد تركيب أجهزة لكشف المعادن، فرفض مسؤولون من الأوقاف الاسلامية الدخول إلى المسجد وأدوا الصلاة في الخارج.

وأدى مئات من المصلين صلاتي الظهر والعصر أمس أمام أبواب المسجد المفتوحة.

قال ناصر نجيب، أحد حراس المسجد الأقصى منذ 31 عاما لوكالة فرانس برس «لن نقبل بالدخول ولا نوافق على الإجراءات الإسرائيلية الجديدة، نحن حراس المسجد وأهل القدس رفضنا الدخول من البوابات حتى لا يسجل التاريخ أن حراس المسجد وسكان القدس قبلوا بهذه الإجراءات».

رغم فتح باب الدخول، منعت الشرطة الإسرائيلية 18 من موظفي الأوقاف والحراس من مواصلة عملهم في الحرم.

وحضر جمال عبد الله مع زوجته ميساء عبد الهادي المقيمان في ولاية اريزونا الأمريكية لزيارة المسجد الأقصى في آخر يوم لهما، ولكنهما قررا عدم الدخول.

وقالت ميساء «هذه أول زيارة لنا لفلسطين وجئنا لزيارة الأقصى والصلاة فيه، لم ندخل بسبب ما رأيناه، كان لدينا رغبة كبيرة بالدخول ورؤية الأقصى، ولكننا سنتعاطف مع الناس ومع قرار الأوقاف ولن ندخل».

وقال أبو أحمد (40 عاما) «ذهبت الى الصلاة البارحة، ودخلت المسجد الأقصى، وضع المسجد محزن، الشرطة (الإسرائيلية) تتمشى في كل مكان فيه». وتابع «بكيت خلال الصلاة حزنا على وضع المسجد وهو خاو سوى من الشرطة» الإسرائيلية.

وأدى المصلون الصلاة خارج المسجد الأقصى عند أحد مداخله احتجاجا على القرار الإسرائيلي والتعزيزات الأمنية.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن 17 شخصا أصيبوا بجروح مساء الأحد نتيجة ضرب القوات الإسرائيلية لهم أمام مداخل المسجد.

ومن جهتها، دعت حركتا حماس والجهاد الاسلامي في قطاع غزة إلى مسيرات حاشدة تضامنا مع المسجد الأقصى في بيان مشترك طالب «بوقف الإجراءات الصهيونية ورفع يد الحكومة المتطرفة عن المسجد الأقصى المبارك، وعودة السيادة عليه لدائرة الأوقاف الإسلامية كما كانت».

وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في بيان «نقول للشعب الفلسطيني في القدس: نحن في معركة واحدة وحماس لن تسلمكم ولن تخذلكم، وأبناؤها يعرفون طريقهم لنصرة الأقصى».

يضم الحرم القدسي المسجد الأقصى وقبة الصخرة، هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.