1062242
1062242
العرب والعالم

الاتحاد الأوروبي يهدد كوريا الشمالية «رسميا» بفرض عقوبات جديدة

17 يوليو 2017
17 يوليو 2017

سيول تقترح على بيونج يانج «استئناف الحوار» -

عواصم - (وكالات): هددت ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى كوريا الشمالية رسميا بفرض عقوبات جديدة عليها بسبب تسلحها الاستراتيجي.

واتخذ وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في اجتماع في بروكسل قرارا أمس بشأن بحث القيام بردود أفعال أخرى على البرنامج الصاروخي والنووي للقيادة الشيوعية في بيونج يانج.

وجاء في قرارات الاجتماع أن اتخاذ إجراءات مثل إطلاق صواريخ عابرة للقارات الذي تم في يوم 4 يوليو الجاري، يمثل تهديدا حقيقيا للسلام والأمن في العالم.

ويساور الاتحاد الأوروبي قلق شديد بشأن الوضع في شبه الجزيرة الكورية منذ شهور.

وكانت هناك اختبارات صاروخية عديدة محظورة من جانب مجلس الأمن الدولي وتجارب نووية أخرى قبل اختبار الصواريخ العابرة للقارات الذي تم مطلع يوليو الجاري.

وبحسب تصريحات دبلوماسيين، من الممكن أن تهدف العقوبات الإضافية إلى عدة أشياء من بينها إعاقة أية أنشطة اقتصادية لأية بعثات من كوريا الشمالية في الخارج.

ولكن فيديريكا موجيريني، الممثلة السامية للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، أوضحت أن النطاق القائم بالنسبة لفرض عقوبات أوروبية إضافية لا يزال صغيرا.

وقالت: إنه ليس هناك أي دولة أخرى مفروض ضدها عقوبات صارمة على هذا النحو حاليا مثل كوريا الشمالية.

في السياق اقترحت كوريا الجنوبية أمس عقد محادثات مع كوريا الشمالية بهدف تخفيف التوترات في شبه الجزيرة الكورية، بعد التجربة الناجحة لإطلاق بيونج يانج صاروخا باليستيا عابرا للقارات.

عرض الحوار هذا هو الأول من نوعه منذ وصول الرئيس مون جاي إن الى الحكم في مايو، الذي يعتبر أكثر انفتاحا للمفاوضات من سلفه.

واقترح الصليب الأحمر من جهته تنظيم لقاء في محاولة للم شمل العائلات الكورية المشتتة منذ الحرب (1950-1953).

وعرضت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية مقابلة الجمعة القادمة مع بانمونجوم «قرية الهدنة»، على الحدود بين الكوريتين. وطلب الصليب الأحمر أن يتم لقاء العائلات في المكان نفسه في أول أغسطس المقبل.

واللقاء الذي اقترحته الوزارة هو اللقاء الرسمي الأول بين الكوريتين منذ ديسمبر 2015.

فقد رفضت رئيسة كوريا الجنوبية السابقة باك جوين هي الى استئناف المحادثات طالما لم تتخذ بيونج يانج إجراءات ملموسة في مجال نزع السلاح النووي.

وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في بيان «أننا نقترح عقد لقاء يهدف الى وضع حدّ للأنشطة المعادية التي تؤجج التوتر العسكري على طول الحدود البرية».

أما الصليب الأحمر فأعرب من جهته عن أمله في «ردّ إيجابي» من الشمال بهدف عقد اجتماع للعائلات في أوائل أكتوبر المقبل.

وفرقت الحرب التي أدت الى تقسيم الجزيرة الكورية ملايين الأشخاص.

وغالبية هؤلاء الأشخاص ماتوا قبل أن يتسنى لهم رؤية عائلاتهم.

وانتهى النزاع بهدنة بدلا من معاهدة سلام والكوريتان لا تزالان عمليا في حالة حرب، فالاتصالات والرسائل والمكالمات الهاتفية ممنوعة بين جانبي الحدود.

وبدأت لقاءات العائلات فعليا بعد قمة تاريخية بين الكوريتين عام 2000.

في البداية، كان يعقد اجتماع سنوي لكن التوترات التي تشهدها في شبه الجزيرة بشكل منتظم حالت دون الاستمرار في هذه الوتيرة.

وقد ألغت كوريا الشمالية لقاءات عديدة بين العائلات في اللحظة الأخيرة.

وصرّح وزير التوحيد في كوريا الجنوبية تشوي ميونج جيون الى الصحفيين إنه «يجب أن تردّ كوريا الشمالية على اقتراحاتنا الصادقة اذا كانت تريد فعلا السلام على شبه الجزيرة الكورية».

وأكد أن سيول «لا تسعى الى انهيار كوريا الشمالية أو توحيد الكوريتين من خلال ضمّ الشمال إليها»، وحثّ بيونج يانج الى استعادة قنوات التواصل بين الكوريتين.

ووعد الرئيس مون جاي عند انتخابه بمدّ اليد الى كوريا الشمالية، لكن هذه الاستراتيجية سقطت مع تسارع وتيرة برامج بيونج ياتج النووية والباليستية.

ونفذت كوريا الشمالية تجربة صاروخية ناجحة عندما أطلقت في 4 يوليو صاروخا باليستيا عابرا للقارات، بعد أن أجرت منذ 2006 خمس تجارب من بينها اثنتين في أوائل عام 2016.

وأدت هذه التجربة، التي تقرّب بيونج يانج من هدفها وهو تهديد الولايات المتحدة بالسلاح النووي، إلى إصدار إدانات شديدة اللهجة حول العالم ودفعت البيت الأبيض الى بذل مزيد من الجهد لتشديد العقوبات الدولية.

ورحّبت وزارة الخارجية الصينية الإثنين بمبادرة كوريا الجنوبية آملة «تقدم الفريقين الى نحو إيجابي للخروج من الجمود واستعادة الحوار والمفاوضات».

ورأى الخبير في معهد «سيجونغ» للأبحاث تشيونغ سيونغ تشانغ أن الاجتماعات المقترحة اذا حصلت ستشكل «مناسبة نادرة لتخفيف حدة التوتر المتصاعدة منذ عشر سنوات».

وأضاف أنها «ستساعد على الأقل في تنفيس بعض من التوتر في الأزمة الحالية، ولو لم تنوِ كوريا الشمالية على التخلي عن برامجها العسكرية».

وقال ان الفريقين سيتمكنان في هذه اللقاءات من التفاوض خصوصا في البدء، حول عمليات الترويج التي تحصل على كلي الجانبين من الحدود.»

من جهته قال مسؤول في ميانمار أمس إن حكومته لا تقيم صلات عسكرية بكوريا الشمالية. وجاء ذلك في الوقت الذي يصل فيه دبلوماسي أمريكي مسؤول عن ملف كوريا الشمالية لإجراء محادثات يرجح أن يسعى خلالها للحصول على تطمينات بشأن جهود عزل بيونج يانج. وذكرت السفارة الأمريكية في يانجون أن المبعوث جوزيف يون سيلتقي مستشارة الدولة ووزيرة الخارجية أونج سان سو كي وقائد أركان الجيش في العاصمة نايبيداو أمس.

وحضر يون مؤتمرا في سنغافورة في اجازة الأسبوع تمحور حول التوتر في شبه الجزيرة الكورية بشأن برنامجي الشمال المستمرين الصاروخي والنووي.

وأعلنت زيارة السفير يون إلى آسيا بعد أن أجرت كوريا الشمالية تجربة في الرابع من يونيو لصاروخ باليستي عابر للقارات زعمت بيونج يانج قدرته على حمل رأس حربي نووي ضخم. ويقول الخبراء إن مداه قادر على الوصول إلى ألاسكا.

وتشير زيارة ميانمار وهي المحطة الأخرى الوحيدة في جولة يون، إلى قلق واشنطن من أن يكون جيش ميانمار، الذي كان في الماضي يقيم علاقات مع كوريا الشمالية، مستمرا في تقديم يد العون لنظام كيم يونج إيل. وقال كياو زيا السكرتير الدائم في وزارة الشؤون الخارجية في ميانمار إن الولايات المتحدة لم تبلغ ميانمار بما سيناقشه يون خلال زيارته.

وقال زيا لرويترز «لم يكونوا محددين جدا منذ البداية لكننا نعرف أنه المبعوث الخاص لشؤون كوريا الشمالية». وأضاف أن حكومته ملتزمة بقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بكوريا الشمالية.

وقال زيا «هناك علاقات طبيعية بين الدولتين. على حد علمي لا توجد مثل هذه العلاقات بين الجيشين، بالتأكيد لا».

وطلبت الولايات المتحدة في مايو من دول جنوب شرق آسيا أن تبذل المزيد من الجهود لعزل كوريا الشمالية وتزايدت الجهود التي تصب في هذا الاتجاه بعد تجربة إطلاق الصاروخ الباليستي في 4 يوليو الجاري.