صحافة

جام جم: العلاقات الاستراتيجية بين إيران وسلطنة عمان

16 يوليو 2017
16 يوليو 2017

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة «جام جم» مقالا نقتطف منه ما يلي: رغم التحديات الكثيرة تشهد العلاقات بين إيران وسلطنة عمان تطورا استراتيجيا ملحوظا، ما يؤكد أن هذه العلاقات لا تخضع لتقلبات الظروف الآنيّة أو البراجماتية، بل هي تتمتع بالثبات اللازم لديمومتها في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتجارية.

وأكدت الصحيفة أن حكمة ودراية القيادة العليا في سلطنة عمان المتمثلة بجلالة السلطان قابوس بن سعيد كان لها دور كبير في تعزيز الأواصر مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، دون أن يكون لذلك أدنى تأثير سلبي على علاقات السلطنة مع الدول الأخرى المجاورة، وهذا الأمر يعكس بحد ذاته ثقة السلطنة بنفسها من جهة، وقدرتها على الموازنة في ظل ظروف معقدة وحسّاسة جدا تشهدها المنطقة والعالم برمته من جهة أخرى.

وأشارت الصحيفة إلى العمق التاريخي والحضاري للعلاقات بين إيران وسلطنة عمان لما يمتلكه البلدان من تراث ثقافي ومعرفي كبير، بالإضافة إلى الموقع الجغرافي المتميز الذي يتمتع به الجانبان والذي انعكس بشكل إيجابي وبنّاء جدا على تمتين هذه العلاقات على مرّ الزمن.

وألمحت الصحيفة إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني يبدو حريصا جدا على تطوير العلاقات مع سلطنة عمان لاعتقاده بأن السلطنة تتمتع بقدرة فائقة على لعب دور الوساطة لحلحلة الكثير من الأزمات التي تشهدها المنطقة لما تمتلكه من تاريخ مشرّف في هذا المضمار، ولما تتميز به من حيادية واستقلالية قلّ نظيرها في اتخاذ القرارات التي تهم أمن واستقرار المنطقة، داعية في الوقت ذاته إلى استثمار هذه الميزات الاستثنائية للتحرك باتجاه توظيفها لمصلحة دول وشعوب المنطقة.

كما أشادت الصحيفة بالدور المهم الذي لعبته سلطنة عمان في التمهيد لإبرام الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة السداسية الدولية قبل عامين، مشددة على أهمية مواصلة السلطنة لهذا الدور من أجل إيجاد فرص جديدة وفاعلة لكافة دول المنطقة لتحقيق التقارب فيما بينها من جهة، والتنسيق والتعاون التام لمواجهة التحديات المشتركة، وفي مقدمتها التحدي الأمني الذي بات يؤرق جميع البلدان والشعوب الإقليمية، لما له من تداعيات خطرة على مستقبل المنطقة والعالم بأسره.

وشددت الصحيفة في ختام مقالها على ضرورة الأخذ في الاعتبار التعقيدات الأمنية والسياسية التي تشهدها المنطقة، والشدّ على يد سلطنة عمان ودعمها بكل الوسائل المتاحة لتعزيز دورها الحيوي في إعادة اللحمة التاريخية والشعور بالمصير المشترك لشعوب ودول المنطقة.