أفكار وآراء

مستقبل الرحـلات الجويـة الطويلة لأكثرمن 17 ساعة مــن الطيـــران

15 يوليو 2017
15 يوليو 2017

برلين ـ د ب ا: عندما تم تدشين الطائرة “إيرباص إيه 380” في عام 2007 ، تسببت في ضجة كبيرة، فهي طائرة ذات طابقين كبيرة جدا بشكل جعلها غير قادرة حتى على الهبوط في بعض المطارات. وهناك طائرات مزودة بتجهيزات داخلية تجعلها تتسع لأكثر من 600 راكب.

ومع ذلك، فإنه يبدو الآن كما لو أن الأمر يسير في الاتجاه الآخر: فأصبحت الطائرات الأصغر حجما تستخدم على نحو متزايد في رحلات لمسافات طويلة، فوق المحيط الأطلسي على سبيل المثال. وهذا يمكن أن يعني أمرين بالنسبة للمسافرين: فقد يغيرون الرحلات بصورة أقل في كثير من الأحيان، وقد تنخفض أسعار التذاكر.

ويقول خبير الطيران المقيم في هامبورج كورد شيلنبرج: تم تصميم الطائرات الكبيرة للطيران من مركز رئيسي إلى آخر. وتنقل الطائرات الأصغر الركاب إلى المراكز الرئيسية - مثل لندن أو دبي أو فرانكفورت - حيث يمكنهم بعد ذلك الانتقال إلى الطائرات الكبيرة. ويمكن للمسافرين أيضا الانتقال جوا إلى المطارات الإقليمية الأصغر من المراكز الرئيسية.

ولكن هناك أيضا الكثير من التغيير طرأ على هذه الصناعة على مدى السنوات القليلة الماضية، وكثير من ذلك جاء بفعل شركات الطيران منخفضة التكلفة، وفقا لشيلنبرج. يقول: إنهم يطيرون على متن طائرات أصغر إلى مطارات أصغر.

وتعد هذه الرحلات التي تنقل الركاب من نقطة إلى أخرى، جذابة للعديد من الأشخاص، فبدلا من الطيران من فرانكفورت إلى أثينا، يمكنك أن تطير من بادن بادن إلى ثيسالونيكي، وبدلا من لندن إلى باريس، يمكنك تجربة الطيران من بريستول إلى لا روشيل، فالرحلة أقصر دون الحاجة إلى التغيير.

ويمكن الآن تنفيذ هذا المفهوم على نطاق عابر للقارات. ويجري حاليا تجهيز طائرات مثل طائرات (إيه 320 نيو) من إنتاج إيرباص و(737 ماكس) من إنتاج بوينج، بحيث يمكنها السفر من ألمانيا إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة ، على سبيل المثال. وتخطط شركة الطيران النرويجية “نوريجيان” لتسيير رحلات من أيرلندا وبريطانيا الى الولايات المتحدة بأسعار أرخص ابتداء من ‏يوليو. ويمكن للطائرات الجديدة حتى الطيران من وسط أوروبا فوق المحيط الأطلسي.

ويقول يوهانس رايشموث، مدير معهد المطارات والحركة الجوية في المركز الألماني للفضاء الجوي: هذا يعني أنه يمكن أن يتم ربط الأماكن الاصغر ببعضها البعض.

فلماذا إذن تسافر جوا من لندن أو فرانكفورت إلى الولايات المتحدة عندما يكون بإمكانك الطيران مباشرة من هامبورج أو مانشستر أو فيينا؟. وتعتمد الراحة خلال رحلة طويلة المدى على متن طائرة أصغر مثلما هو الحال في الطائرة الكبيرة، على شركة الطيران فهي مسؤولة عن تجهيز المقعد.

وتحرص شركات الطيران على الحفاظ على أسطول منتظم إلى حد ما، بحيث يكون قادرا على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الوجهات. ويقول رايشموث: هذا يعني أنه بإمكانها تجربة المسارات، وإذا لم تنجح في ذلك، يمكنها التوقف. وإذا كان ممكنا استخدام طائرة للسفر إلى وجهات أكثر، فإن ذلك يزيد من قدرة الأسطول. والطائرات الجديدة، التي تستخدم وقود أقل من النماذج الأكبر، تعني أيضا أن الركاب يقل لديهم القلق من انبعاثات الكربون.

والنماذج الجديدة أيضا تجعل الرحلات الطويلة جدا أمرا ممكنا. ويقول رايشموث: هذا يعني رحلات أطول من عشرة آلاف كيلومتر. وتخطط شركة كانتاس لأول رحلة مباشرة من أستراليا إلى أوروبا اعتبارا من ‏مارس .2018 وستقلع الرحلات الجوية من بيرث بغرب أستراليا وستهبط في لندن بعد 5ر17 ساعة وتقطع مسافة 14 ألفا و500 كيلومتر. والطائرة التي تجعل هذا ممكنا هي بوينج 787 دريملاينر.

وإذا كان هذا يبدو أسوأ كابوس للسفر بالنسبة لك، فقد وعد الرئيس التنفيذي لشركة كانتاس آلان جويس بأن تكون الفئة الاقتصادية أكثر راحة.

ومن المأمول أن تعمل تلك الخدمة على التقليل من تأخر وصول الطائرة، وقد تم تزويد الطائرة “دراملينر” أيضا بتكنولوجيا من شأنها تحسين جودة الهواء في المقصورة، والحد من الضوضاء وجعل الشعور بالمطبات الهوائية أقل.

وتحمل الخطوط الجوية القطرية حاليا رقما قياسيا لأطول مسار مع رحلتها من الدوحة إلى أوكلاند على مسافة 14 ألفا و535 كيلومترا، وهي تستخدم الطائرة “بوينج 777 - 2000 إل آر” طويلة المدى. وتعمل الخطوط الجوية أيضا على تسيير رحلة بدون توقف من لندن إلى سيدني، على مسافة حوالي 18 ألف كيلومتر. ويقول شيلنبرج: ربما يمكنها أن تستخدم طائرة إيرباص إيه 350 - 900 أو بوينج 777 إكس.

وفي حين تتوقع الخطوط الجوية السنغافورية أن تتسلم طائرة “إيه 350” طويلة المدى العام المقبل،فمن غير المتوقع أن تكون بوينج جاهزة قبل عام 2019 أو .2020

ولكن تبقى مسألة كم من الركاب سوف يكون باستطاعته تحمل تكلفة تذاكر الرحلات بدون توقف.

يقول شيلنبرج: سوف تصبح التذاكر بالتأكيد أكثر تكلفة إذا كانت الرحلة بدون توقف.

وبعد كل ذلك ليس هناك الكثير من المسافرين من رجال الأعمال ينتقلون بين أوروبا وأستراليا، كما أن الركاب الذين يقضون الإجازات ربما يكونون سعداء بتغيير رحلاتهم في دبي أو قطر.