Oman Daily K O
Oman Daily K O
كلمة عمان

فلسطين تظل في القلب برغم التصعيد الإسرائيلي

15 يوليو 2017
15 يوليو 2017

في الوقت الذي شكلت فيه الزيارة التي قام بها مجموعة من أبناء الشهداء والأسرى الفلسطينيين للسلطنة ، والتي استمرت ستة أيام وانتهت أمس ، جانبا من الاهتمام الذي توليه السلطنة قيادة وحكومة وشعبا ، لقضية الشعب الفلسطيني الشقيق ، وهو اهتمام واسع ودائم ومتعدد الجوانب والأبعاد ، فإن هذه الزيارة حققت أيضا تواصلا ، مباشرا وملموسا ، بين أبناء الشهداء والأسرى الفلسطينيين وبين الشعب العماني بوجه عام والأطفال العمانيين بوجه خاص ، وهو تواصل يعزز القنوات العديدة القائمة للاتصال والتفاعل الدائم والمستمر ، للشعب العماني ومؤسساته المختلفة وبين الشعب الفلسطيني الشقيق ، وكانت الزيارة التي قام بها فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للسلطنة في شهر مايو الماضي ، ذات معنى ودلالة عميقة في هذا المجال .

وفي حين تشكل القضية الفلسطينية القضية العربية المحورية ، التي تسعى السلطنة والدول العربية الشقيقة إلى دفع الجهود الصادقة الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي لها في إطار حل الدولتين ، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، فإن الجهود المبذولة في هذا المجال ، كثيرا ما تصطدم بالعراقيل والعقبات التي تضعها إسرائيل ، بشكل مباشر وغير مباشر لعرقلة تلك الجهود ، وإفشالها ، استثمارا للأوضاع العربية الراهنة ، ورغبة في كسب المزيد من الوقت لإقامة مزيد من المشروعات الاستيطانية في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة ، بغض النظر عن كل الإدانات الدولية للممارسات والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني .

ولعل ما شهدته ساحات المسجد الأقصى المبارك ، وإقدام إسرائيل على إغلاق المسجد الأقصى ومنع إقامة صلاة الجمعة فيه ، للمرة الأولى منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية ، بما فيها القدس الشرقية ، عام 1967 ، يجسد إلى حد بالغ الدلالة نوايا إسرائيل ، وما ترمي إليه ، سواء بالنسبة لمخطط الاستيطان الذي تنفذه على قدم وساق لتهويد القدس الشرقية بوجه عام ، أو بالنسبة للمسجد الأقصى بوجه خاص ، في إطار مخططاتها في هذا المجال .

وإذا كانت كل كلمات الإدانة والتنديد لا تكفي لوصف التعنت والتعسف والانتهاكات التي تمارسها إسرائيل ضد الأشقاء الفلسطينيين في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة ، فإنه ليس مصادفة أبدا أن تلجأ إسرائيل إلى هذا التصعيد في هذا الوقت بالذات ، الذي تبذل فيه جهود متعددة لإعادة تحريك عملية السلام والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية مرة أخرى ، وهو ما تدفع نحوه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل أو بآخر ، وبتعاون أكثر من طرف إقليمي ودولي . غير أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لا تتحمس لهذا التوجه ، وتريد أن تغير من القواعد التي ارتكزت وترتكز عليها عملية السلام على مدى العقود الماضية . غير أن الإيمان العميق بالحقوق الفلسطينية المشروعة وغير القابلة للتصرف ، بما في ذلك حق الشعب الفلسطيني في استرداد حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ، والدعم العربي القوي والمتواصل لهذه الحقوق ولجهود الحل السلمي العادل والشامل سيفشل في النهاية كل تلك المحاولات الإسرائيلية المفضوحة والمدانة أيضا .