1000805
1000805
مرايا

تعرف على التغذية الأمثل لنمو الطفل العقلي

12 يوليو 2017
12 يوليو 2017

النظام الغذائي الصحي الشامل لكافة العناصر الغذائية، مهم للغاية لنمو الدماغ، منذ الفترة التي يكون فيها الجنين في بطن أمه، وحتى مراحل الطفولة اللاحقة التي لا يزال فيها الأطفال في مرحلة تكوين للجهاز العصبي. والفترة الأهم التي ينمو فيها الدماغ، هي الفترة ما بين الأسبوع 24 خلال فترة الحمل، وحتى الأسبوع 42، وفي هذه المرحلة من النمو والتطور السريع للدماغ وللجهاز العصبي، من الممكن أن يكون الجنين عرضة لأي مشاكل واضحة ناتجة عن نقص بعض العناصر الغذائية، إذا لم يحصل على كفايته منها.ومما لا شك فيه أن تناول نظام غذائي صحي وشامل لكافة العناصر الغذائية مهم للنمو والتطور، إلا أن بعضا من عوامل النمو والمواد الغذائية تؤثر على نمو الدماغ للطفل وتطوره أكثر من غيرها، وقد يظهر تأثيرها منذ أن يكون جنيناً في بطن أمه وحتى بعد الولادة وخلال مراحل الطفولة؛ فالدماغ الذي ينمو بشكل سريع في هذه المراحل هو أكثر عرضة للضرر إذا لم يحصل على الكميات الكافية من العناصر الغذائية اللازمة. فنجد بعض المناطق في الدماغ تتأثر بشكل كبير بنقص عنصر معين أكثر من غيره، مثل تأثر القشرات السمعية والبصرية، ومنطقة الحصين المسؤولة عن عمليات النطق والذاكرة ومن هنا تظهر أهمية التغذية في تحديد مسار النمو العقلي والبصري السليم للطفل.وبحسب ما أظهرته الدراسات والأبحاث مؤخراً، تلعب بعض المواد الغذائية دوراً أكبر من غيرها في تأثيرها على النمو العقلي للطفل، ومن ذلك:

البروتين:

يلعب البروتين والأحماض الأمينية دوراً أساسياً في نمو الدماغ وبناء الناقلات العصبية المهمة لتواصل خلايا الدماغ ونقل الإشارات العصبية، إذا فهو مهم لكافة الأوامر والعمليات العصبية، بالإضافة إلى كونه يدخل في تركيب الخلايا والأنزيمات المختلفة في الجسم، وكما ذكرنا سابقاً فإن نقصه قد يكون له مشاكل واضحة ومباشرة على نمو الدماغ، وعلى القدرات المعرفية والإدراكية للطفل. ومصادر البروتينات عديدة، منها المصادر الحيوانية: كاللحوم وبدائلها، والحليب ومشتقاته. ومنها المصادر النباتية، كما في البقوليات.

حمض الفوليك:

فيتامين B9 أو كما هو معروف حمض الفوليك، مشهور ومعروف بأهميته في المرحلة المبكرة من الحمل وفي الفترة التحضيرية له، فنقص هذا الفيتامين يسبب تشوهات خطيرة في الأنبوب العصبي للجنين، وقد يؤدي الى الإصابة بالتهاب الدماغ ومشاكل في نموه وتطوره، إذاً فهو أحد أهم العناصر الغذائية المهمة في بداية تطور الجهاز العصبي للجنين وخاصة خلال فترة أول 28 يوما من الحمل. ومصادر حمض الفوليك عديدة، أشهرها الحبوب الكاملة، والخضار الورقية، وعصير البرتقال.

الأحماض الدهنية أوميجا 3 وتطور الدماغ

أشارت العديد من الدراسات إلى مدى أهمية أوميجا 3 لعمل الدماغ وتطوره، إذ وجد بأنها مهمة لتعزيز الذاكرة والسلوك، وهي ضرورية لنمو الدماغ ووظائفه المختلفة. ودهون أوميجا 3 هي دهون غير مشبعة صحية ومفيدة جداً للجسم، ودائما ما تنصح النساء الحوامل بتناول الكميات الكافية منها لتطوير نظام عصبي صحي للجنين، ولربط العديد من الأبحاث دورها في تطوير الرؤية عند الأطفال. وأهم مصادر الأوميجا 3 هي: المأكولات البحرية مثل السلمون، وبذور الكتان، وأنواع من الزيوت النباتية.

عنصر اليود وتطور الدماغفي بحث نشرته «المجلة الأمريكية للتغذية السريرية» اتضح أن نقص كمية اليود عما هو مطلوب له تأثير كبير على نمو وتشكيل الدماغ، وهو يؤدي الى ضعف الدماغ وأضرار غير رجعية على خلاياه، قد تسبب الشلل الدماغي، الصم، والخرس، واضطرابات في الغدة الدرقية، ومشاكل في النمو. ومصادر اليود عديدة فهو موجود في المصادر الحيوانية، والمأكولات البحرية، والملح المدعم.

التأثيرات السلبية لبعض الأغذية

إن تناول الطفل أو الرضيع لنظام غذائي ذي مستوى عال من الدهون غير الصحية مثل الدهون المهدرجة و الدهون المشبعة، والسكريات البسيطة، وجد له تأثير سلبي على تطور الجهاز العصبي والدماغ، بالإضافة الى أضراره المعروفة على البالغين. ومن ضمن هذه الآثار السلبية التهابات في الدماغ ومخاطر على صحة القلب والأوعية الدموية. كما وأن تناول كميات عالية من السكريات يؤثر على مقاومة الأنسولين في الجسم، وهذا يعني عدم قدرة الجسم على الاستفادة من هرمون الأنسولين بالشكل الصحيح، واستغلال الجلوكوز وإدخاله الى الخلايا، مما قد يؤدي الى تلف خلايا الدماغ التي تعتمد الجلوكوز كمصدر رئيسي للطاقة. ومن هنا ينصح بتناول النشويات المعقدة مثل الحبوب الكاملة والخبز الأسمر والخضراوات والفواكه الغنية بالألياف، والتي تساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم والحفاظ على صحة وسلامة الدماغ. وتجنب مصادر الدهون غير الصحية والتركيز فقط على غير المشبع منها كما في زيت الزيتون وزيت السمك والمأكولات البحرية. والتركيز على مصادر الفيتامينات والمعادن المختلفة.إذا فالاهتمام باعتماد النظام الغذائي الصحي والمتكامل خلال فترة الحمل وفي مراحل الطفولة المبكرة، هو المفتاح لضمان التطور العقلي والادراكي والمعرفي السليم لطفلك.