1055278
1055278
تقارير

ترامب .. يغرد خارج سرب الحلفاء في قمة العشرين

09 يوليو 2017
09 يوليو 2017

واشنطن - (أ ف ب): بدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارة صعبة إلى أوروبا مغردا خارج سرب الحلفاء التقليديين وبذل جهودا كبيرة لإظهار أن الاستراتيجيات غير التقليدية حيال روسيا والصين قادرة على تحقيق نتائج.

ففي تصريحات كان يفترض أن تتمحور حول نساء الأعمال تحول خطاب ترامب إلى «مونولوج» حول مزايا ايفانكا وإخفاقاته كوالد.

وقال ترامب «لو لم تكن (ايفانكا) ابنتي لكان الأمر أسهل بالنسبة لها. ولعل ذلك هو الأمر السيئ الوحيد الذي أصابها».

وتبادل رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ضحكات أشبه ما تكون بالإقرار بأن نظراء ترامب ليسوا واثقين من كيفية التعاطي مع الرئيس السبعيني.

وطغى خلال الاجتماع شعور بأن الرئيس الأمريكي، قائد «الأمة التي لا يمكن الاستغناء عنها»، قد بدل موقعه، تاركا للآخرين مهمة اللحاق به.

البدء مع الأصدقاء

في وارسو، المحطة الأولى من رحلة تستمر أربعة أيام، سعى ترامب إلى إعادة تأكيد موقعه كقائد للعالم الحر.

وكملك يتقدم فرسانه على الجبهة، اطلق ترامب جرس الإنذار ضد الإرهاب والبيروقراطية واصفا إياهما بعدوتي الحضارة المسيحية.

واكد ترامب وقوفه الى جانب الحلفاء بتأكيد التزامه معاهدة حلف شمال الأطلسي حول الدفاع المشترك في ما يشبه الرد على مطالبات بموقف واضح من التحالف.

ولكن بالنسبة لكثيرين، فإن رؤية ترامب لغرب هو مجموعة أمم ما زالت متمسكة بإيمانها بالله - أي غرب محدود بجدران مرتفعة وتشدد قومي - تتعارض مع الزمن الحالي.

ويقول توماس رايت من معهد بروكينجز «ليس من قبيل الصدفة أن يدلي (ترامب) بخطابه هذا في بلد حكومته محافظة ومشككة في الاتحاد الأوروبي».

وأضاف رايت أن «الخطر الأكبر لخطاب ترامب هو في انه يبدأ بتقسيم أوروبا إلى أوروبا قديمة وأخرى جديدة، أو إلى فريقين: من يروق لهم ترامب وخطابه ومن لا يروق لهم».

ويقوض ترامب نفسه ادعاءه بأنه حامي القيم الغربية بهجماته ضد حرية الصحافة وتقليله من أهمية التدخل الروسي في الانتخابات.

حان وقت التقدم

ولاحقا في قمة مجموعة العشرين في هامبورج ظهر ترامب مجددا خارج الإطار السياسي.

ففي البيان المشترك بدت الولايات المتحدة خارج تجمع القادة العالميين: ففي المعركة ضد التغير المناخي أيدت 19 دولة الاتفاق ووحده ترامب عارضه.

قال غاري كون المستشار الاقتصادي لترامب «من الصعب أن يتفق عشرون صديقا على مكان لتناول العشاء معا».

كذلك تعرضت جهود ترامب لإعادة العلاقات مع المنافسين الى نكسة.

ففي اجتماع تاريخي استغرق ساعتين وربع الساعة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وافق ترامب عمليا على وضع قضية التدخل الروسي في الانتخابات في 2016 خلفه، في تنازل لمصلحة موسكو.

وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين «بعد حديث مطول في هذا الشأن اتفقا على المضي قدما لبحث قضايا أخرى».

إلا أن ذلك لم يؤت نتائج ملموسة أخرى باستثناء التوصل الى اتفاق حول منطقة خفض التصعيد في سوريا.

ويأمل مسؤولون في أن يسهم الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ ظهر الأحد في حقن الدماء وفتح الباب نحو تخفيف حدة الحرب الأهلية المستمرة منذ ست سنوات، إلا أن اتفاقات سابقة لوقف إطلاق نار لم تدم طويلا.

وسعى المفاوضون في عمان لأشهر للتوصل الى اتفاق أكثر ثباتا: منطقة آمنة تتولاها قوات تحمي الحدود الأردنية وتسمح لمعارضي النظام بالاحتفاظ بأراض سيطروا عليها.

ويبدو أن ذلك لا يزال بعيد المنال. ويقول الخبير كليف كابتشان من مجموعة يور-ايجا «افضل نتيجة يمكن التوصل إليها هي تحول هذا الاتفاق الى حجر أساس لتنسيق اكبر بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا».

ويتابع كابتشان «إلا أن الهدنة التي تم التوصل إليها تواجه معوقات، ومصيرها في افضل الاحتمالات لا يزال مجهولا».

وعلى الصعيد الكوري الشمالي بدا ترامب غير قادر على ترجمة أسابيع من الضغط والتغريدات الغاضبة ضد الصين بتقدم دبلوماسي ملموس.

وفي الجهة المقابلة من المائدة جلس شي جينبينج بدون أي مؤشر لفرض عقوبات على كوريا الشمالية من شأنها دفع بيونج يانج الى التفكير مليا بتطوير صواريخ بعيدة المدى واكثر فاعلية.

وبدا ترامب مضطرا إلى التخلي عن مفهومه للأمور الملحة.

وقال ترامب «قد يتطلب الأمر وقتا أطول مما أريد آو تريدون .. لكن سيتحقق النجاح في النهاية بطريقة أو بأخرى».

وبأيديولوجيته المتشددة وفشل دبلوماسيته في أن تكون على مستوى خطابه «المنتصر» عرضت رحلة ترامب الخارجية الثانية شعار «أمريكا أولا» لخطر أن يصبح «أمريكا وحيدة».