1053211
1053211
تقارير

هل يمكن التصدي لصاروخ كوري شمالي يستهدف ألاسكا؟

06 يوليو 2017
06 يوليو 2017

واشنطن - توماس واتكنز - (أ ف ب):-

يعيش سكان ألاسكا الكابوس نفسه (أن يكونوا في مرمى صاروخ يطلق من كوريا الشمالية). وبعد أن بات من الممكن أن تصبح هذه الهواجس حقيقة، يتساءلون إن كان الجيش الأمريكي قادرا على التصدي لمثل هذا الهجوم. أفاق سكان الولاية الشمالية الغربية للولايات المتحدة الثلاثاء على نبأ تجربة كوريا الشمالية صاروخا بالستيا عابرا يتجاوز مداه 5500 كيلومتر وهذا يعني أنه يمكن أن يضرب شواطىء ألاسكا. وسقط الصاروخ خلال التجربة في بحر اليابان. ويؤكد الجيش الأمريكي أنه واثق بأنظمته الدفاعية المتطورة وبقدرتها على التصدي لأي هجوم كوري شمالي، على الأقل في الوقت الراهن. وقال المتحدث باسم البنتاجون الكابتن في البحرية جيف ديفيس أمس الأول «إنه أمر واثقون منه»، ووصف التجربة الكورية الشمالية بأنها «تهديد ناشئ». لكنه رأي لا يشاطره الجميع، أمام وتيرة تطور برنامج الصواريخ الكوري الشمالي وإعلان رئيسها كيم جونج أون عزمه على بناء صواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على حمل رؤوس نووية. وفي تغريدة على تويتر، كتب السناتور عن ألاسكا دان سوليفان المؤيد لمشروع قانون طرحه مشرعون ديموقراطيون وجمهوريون الشهر الماضي لتوسيع الدفاعات الصاروخية الأمريكية، «اليوم أكثر من أي وقت مضى، لا بد أن نكون مستعدين من أجل مواطني ألاسكا وسائر الوطن». ونصب الجيش الأمريكي في الولاية التي يعيش فيها 750 ألف نسمة قسما أساسيا من منظومته الدفاعية. ونصب نظام «غراوند بايزد ميدكورس دفنس» (GMD) الدفاعي الأرضي لاعتراض الصواريخ في الجو في قاعدة فورت جريلي على بعد نحو مائة ميل خارج فيربانكس في ألاسكا، وسيتم نصب 44 صاروخا لاعتراض الصواريخ في قاعدة فاندنبرج الجوية في كالفورنيا بنهاية 2017. ولكن في حال نجح أنصار قانون الدفاع الصاروخي الأمريكي المتقدم لسنة 2017 في تمريره ستسمح الحكومة بنشر 28 صاروخا اعتراضيا إضافيا في فورت غريلي. من بين مؤيدي القانون عضو الكونجرس عن ألاسكا دون يانغ الذي يؤمن بأن «تصرفات كوريا الشمالية الأخيرة، هذا النظام المنفلت والبعيد عن العقلانية، تؤكد على أهمية نصب أنظمة الدفاع الصاروخية في ألاسكا»، وفق بيان صادر عن مكتبه.

إفلات صاروخ من الدرع

أجرى الجيش في مايو تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ اعتراضي من قاعدة كالفورنيا في إطار سيناريو التصدي لصاروخ عابر للقارات في أثناء تحليقه.وارتفع الصاروخ الاعتراضي خارج الغلاف الجوي للأرض وصدم ودمر هدفا باليستيا، في ما يشبه إصابة واعتراض رصاصة برصاصة.ولكن نظام اعتراض الصواريخ في الجو سجل نتائج متباينة في التجارب السابقة إذ فشل في التصدي لأهداف تتحرك بسرعة أبطأ. كما يخشى أنه لن يكون بوسعه التصدي لوابل من الصواريخ المهاجمة. ولذلك يقول جول ويت، المؤسس المشارك لبرنامج 38-نورث في معهد الولايات المتحدة وكوريا في جامعة جونز هوبكنز، إنه لا يثق تماما بالقدرات الأمريكية لاعتراض الصواريخ.ويرى أن الخطر يكمن في تمكن كيم جونج أون من بناء عدد كاف من الصواريخ وإطلاقها دفعة واحدة بحيث يتمكن أحدها من الإفلات من الشبكة الدفاعية في ظاهرة يطلق عليها اسم «تسرّب».وقال ويت لفرانس برس «في حال نشوء نزاع لن يكون تسرّب صاروخ مزود برأس نووي بالأمر السار». لم يكن ويت يتوقع أن تتمكن كوريا الشمالية من نشر صواريخ عابرة برؤوس نووية حتى نهاية 2020 أو بعدها بقليل، ولكن التجربة الأخيرة أعادت خلط الأوراق. وقال «من الممكن تماما أن يتمكن الكوريون الشماليون من نشر تلك الصواريخ قبل ذلك بكثير وأن يفعلوا الأمر بهدف إحداث صدمة».ولكن الخبراء لا يعتقدون أن النظام الكوري الشمالي تمكن من تصغير شحنات الصواريخ لتحميلها على صاروخ عابر وإن كرر كيم مرارا أن هذا هو هدفه. وقال جيف ديفيس «الواضح أنهم يعملون على ذلك».

ما هي الدفاعات الأخرى؟

بالإضافة إلى النظام الأرضي لاعتراض الصواريخ في الجو (GMD)، لدى الولايات المتحدة وحلفائها نظام «ايجيس بالستيك ميسايل دفنس سيستم» الدفاعي المضاد للصواريخ البالستية من البحر (AEGIS). هذا النظام المحمل على سفن مزود برادارات عالية الدقة وأجهزة استشعار تنقل إحداثيات تعقب الصواريخ البالستية العابرة إلى النظام الاعتراضي الأرضي في كالفورنيا وألاسكا، كما أن «ايجيس» نفسه قادر على اعتراض صواريخ قصيرة المدى. ويرى نائب قائد البحرية المتقاعد بيت دالي الذي يترأس المعهد البحري الأمريكي إن قدرات نظام «ايجيس» لاعتراض الصواريخ العابرة قد تصبح محدودة يوما ما. وقال لفرانس برس إن «العمل جار لتطوير قدرات النظام». في هذه الأثناء، بدأ الجيش الأمريكي هذه السنة بنشر نظام «ثاد» (THAAD) لاعتراض الصواريخ البالستية على ارتفاعات شاهقة في كوريا الجنوبية. والنظام مصمم لاعتراض صواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى في مرحلة تحليقها الأخيرة.وأثار نشر النظام غضب الصين التي قالت إنه يزيد من عدم الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. ولدى الولايات المتحدة وحليفتاها كوريا الجنوبية واليابان كذلك ثلاث بطاريات اعتراضية بصواريخ باتريوت-3 المتقدمة. ولكنها مصممة لاعتراض الصواريخ القريبة وتأثيرها محدود في اعتراض الصواريخ البالستية العابرة. ويدعو سوليفان ويانج إلى دمج الأنظمة الثلاثة - ثاد وايجيس وباتريوت - في مشروع القانون المقدم.