1051256
1051256
عمان اليوم

«الطلاق».. ظاهرة تهدد آفاق الاستقرار الأسري

05 يوليو 2017
05 يوليو 2017

غياب المسؤولية الزوجية وتدخلات الأهالي وشبكات التواصل الاجتماعي.. أبرز الأسباب -

سارة الجراح -

من المؤكد أن هناك أسبابا عدة تقف وراء تراجع مستوى الاقتران وارتفاع حالات الطلاق في المجتمع بما ينذر من زيادة المخاطر على استقرار الحياة الأسرية، وفي هذا الاستطلاع حاولنا البحث عن الأسباب التي أدت إلى تفشي حالات الطلاق مع زيادة كلفة الحياة المادية والاهتمام بالمظاهر والمحاكاة والتقليد بين الفتيات والاهتمام بوسائل التواصل الاجتماعي «السوشل ميديا« بالإضافة إلى غياب معاني المسؤولية الزوجية لدى طرفي المؤسسة الزوجية ما يحتم علينا معرفة الدوافع التي تقف وراء تقويض أسس الحياة الاجتماعية القائمة على الزواج وتكوين الأسرة المتماسكة أمام الأبناء.

ميساء علي: الحالة الاقتصادية للشباب قد تكون السبب الرئيسي -

حمود الشهيمي: أحيانا يكون التسرع في موضوع الزواج سببا للانفصال -

هناء الجهورية: التواصل الاجتماعي ومقارنة الزوجة أوضاعها برفيقاتها -

الجانب الاقتصادي

ميساء بنت علي بن محمد تقول: قد تكون هناك عدة أسباب لقلة حالات الزواج وازدياد قصص حالات الطلاق التي نسمع عنها وفي رأيي أن الحالة الاقتصادية قد تكون السبب الرئيسي وراء ذلك، كما نرى فمعظم الشركات والدوائر الحكومية مرت بسنة صعبة نسبية نظرا لقلة العائد من مشاريع النفط والغاز وبناءً على ذلك قلت نسبة التوظيف للموظفين الجدد وقلت نسبة العلاوات والمكافآت، مما جعل الشاب يؤجل موضوع الزواج لحين تتوفر لديه المادة وتتيسر حاله وفي نظري بأن السبب وراء ذلك أيضاً الظروف المادية، فحين يجد الزوج أن مستلزمات الحياة أصبحت في غلاء وصعبة لقلة الدخل عند الزوجين، هنا تبدأ المشاكل بين الزوجين التي تجعلهم يقرروا الانفصال لأنهم يرون أن هذا هو الحل الأنسب، وأتمنى من كل شاب أو فتاة مقبلين على الزواج أن يدرسوا وضعهم من جميع النواحي، وعلى الأزواج وخصوصا إن كان معهم أطفال التأني في اتخاذ قرار الطلاق حتى لا يتشتت الأطفال.

الحوار العقيم

يقول زكي بن جمعة علي الهاشمي: ندرك جميعا أن مجتمعنا العماني مجتمع أصيل محافظ لعاداته وتقاليده يكاد أن يفوق الدول المجاورة في تمسكه بالموروث في شتى أنماط الحياة الاجتماعية بالإضافة إلى التزام أغلبية العائلات بتعاليم الدين الإسلامي، ومن الظواهر الاجتماعية التي أود أن ألفت النظر عليها هي ظاهرة تسابق الشباب العماني إلى الزواج في سن مبكرة، وهذا لاحظناه جليا في السنوات الأخيرة القليلة الماضية، حيث شهدت الحقبة الأخيرة إقبالا ملفتا من الشباب للإقبال على الزواج وهذا ما سجلته الإحصاءات، ويمكن أن نعزي السبب إلى انخراط الشباب العماني إلى السلك الوظيفي وتحسن المدخول الشهري نوعا ما ووجود سبل أخرى أيضا ساعدت الشاب للإقدام على الزواج كالقروض الميسرة والزواج الجماعي مما خفف العبء لتكاليف الزواج، ولا يمكن أن نستبعد نقطة أخرى ألا وهي أن الحماس بين الشباب في تقليد بعضهم البعض وكل يحذو حذو الآخر، وبما أن الزواج هو نصف الدين ومكمل لدين المرء وقد حث عليه ديننا الحنيف ورغب فيه الرسول الكريم .

وهذا بدوره يؤدي إلى تساؤلات كثيرة.. يا ترى ماهي الأسباب التي أدت إلى تفشي ظاهرة الطلاق؟ كمحور أول من القضية، والمحور الآخر ما أسباب عزوف الشباب عن الزواج؟ إذا تحدثنا عن المحور الأول بشكل مبسط جدا نجد أن السبب الرئيسي وراء الطلاق هو السن المبكر للزوجين، ماذا يعني السن المبكر؟ السن المبكر؟ هو أن يقدم الشاب على الزواج وهو لا يدرك معنى المسؤولية الزوجية، ولا يدرك الحياة الزوجية نفسها بالإضافة إلى عدم إدراك كل منهما إلى الواجبات والحقوق تجاه بعضهما، ناهيك عن أسلوب الحوار العقيم الذي يؤدي بدوره إلى ما لا تحمد عقباه وهو الانفصال، ومن الأسباب أيضا هو إكراه الرجل أو المرأة على الزواج، وهذا ما نهى عنه ديننا الحنيف ويعيش الرجل أو المرأة مع الطرف الآخر بإكراه ودون حب، وهذا خطأ شائع من كثير من العائلات في مجتمعنا العماني ومن الأسباب الأخرى التي يمكن أن نسلط الضوء عليها هو الجفاف العاطفي عند الكثير وهنا نتكلم عن الجنسين، لأن الجفاف العاطفي والمشاعر المحبوسة تؤدي إلى أفكار وشحنات سلبية بين الزوجين ويقل الود والحب والألفة ويؤدي ذلك إلى النفور وعدم تقبل بعضهم البعض، والنتيجة كما تعلمون يبدأ كل طرف عن علاقات أخرى يبحث فيها عن الحب والاهتمام بطرق لم يحللها الشرع، وتوجد أسباب أخرى لا يمكن أن نجملها تفصيلا في هذا المقال، ولكن من وجهة نظري أن الأسباب الرئيسية الكامنة هي التي ذكرتها آنفا، وأما بالنسبة للمحور الآخر وهو عزوف الشباب عن الزواج من منظوري المتواضع هو غلاء المهور والتكاليف الباهظة التي تفرضها بعض العوائل على المتقدم للزواج هو السبب الرئيسي في تأخر البعض عن الزواج، وأيضا رغبة الكثير من الفتيات في الوقت الحالي إلى تأخير الزواج وذلك بسبب من الأسباب، كالتفرغ للدراسة ومواصلة تعليمها وغيرها من الأسباب، وذلك بسبب عدم تمكنهم من الزواج بسبب التكاليف الباهظة، عدم الحصول على عمل من اهم الأسباب الرئيسية التي أدت إلى عزوف الشاب عن الزواج، حيث إن الكثير منهم تخرج منذ سنوات عدة ولم يجد وظيفة مناسبة بالرغم، من وجود الشهادة والخبرة الكافية وبذا يتقدم بهم العمر وهم في مرحلة العزوبية.

عدم فهم معنى الزواج

كما تقول جيهان صبحي: من وجهة نظري بأن الحالة الاقتصادية التي يمر بها الشباب هي السبب لقلة حالات الزواج، أما زيادة حالات الطلاق فترجع لأسباب كثيرة: أولها وأهمها عدم فهم الزوجين معنى الزواج والغرض من أجله، ﻻ توجد عندنا ثقافة كيف تنشئ أسرة والأسس التي تقام عليها وكيف نتغاضى عن بعض الأشياء لاستمرارية الحياه الزوجية، وأن الزواج ﻻ بد من كلا الطرفين أن يضحي من أجل أن تسير الحياة وتستمر، ولا يقفان على كل صغيرة وكبيرة ويتعوذان من الشيطان الرجيم، فإذا علم الزوجان أن الزواج يبنى على المودة والرحمة والتسامح والتضحية والتغاضي والتحمل والصبر، لما وصلنا إلي ما وصلنا إليه طبعا، وهناك أسباب أخرى ليست جوهرية من وجهة نظري ولكنها تسبب الطلاق لكن ليست بالكثير.

بهدف الانجاب فقط

وترى آلاء بنت علي عوض بأن أسباب الطلاق تعود أحيانا إلى أن بعض الأزواج لم يعد يتحملوا المسؤولية وحين ترى الزوجة بأن الرجل اتكالي تتعامل معه بالند مما يدفعها في الأخير الى طلب الطلاق، وقد يكون أسباب ازدياد عدد حالات الطلاق إلى أن بعض النساء تفكر في الزواج من أي شاب بهدف الإنجاب ومن ثم تطلب الطلاق.

التواصل الاجتماعي

ريم بنت جمعة البلوشية تقول: في هذا الزمن أرى بأن التواصل الاجتماعي له دور كبير في تقليل نسبة الزواج، لان الفتاة صارت تتبع الموضة ومصاريفها زادت ونظرتها أصبحت محدودة ومحصورة على المظاهر فقط، فهذا يجعلها ترفض أي شاب لأنها تبحث عن من يملك المال أكثر ممن يملك الأخلاق، وأيضا بعض الشباب عزفوا عن الزواج لأنهم غير قادرين على المصاريف الباهظة.

غلاء المهور

وترى آلاء بنت موسى البلوشية: بأن غلاء المهور هو أحد أسباب تأخر الزواج، فصار الشخص يأخذ وقتا كبيرا حتى يكون نفسه، وتقدم التكنولوجيا سبب في ازدياد حالات الطلاق، حيث أصبحت العلاقات الاجتماعية أقل كفاءه وضعيفة، وعدم تقدير قوة العلاقات التي تكون بين الزوج والزوجة ويكون الانفصال بسهولة بسبب تهاون الشخص أحيانا لعواقب الطلاق!.

جيل اتكالي

ثريا بنت محمد العجمية تقول: أسباب الطلاق تعود لأن جيل اليوم جيل اعتمد على الاتكالية، جيل تعود على الخدم في كل صغيرة وكبيرة من أمورهم في المنزل وتعود الشاب أو الفتاة الحصول على كل شيء جاهز أمامهم، وإذا لم يجدوا عاملة المنزل هنا يحصل الخلاف وترتفع الأصوات.والسبب في الطلاق هو التواصل الاجتماعي، وانشغال كل من الزوجين بالهاتف فهو مشغول عن تلبية خدماتها، وهي مشغولة عن ممارسة دورها كزوجة من ناحية الاهتمام في الطبخ، الأطفال وهكذا فهنا لا يتحمل كل منهما الآخر متحججا بانشغاله عن الآخر!.

الاستقلال بالذات

فاطمة بنت محمد اللواتية تقول: اعتماد الفتاة على نفسها واستقلالها بذاتها ووجودها على رأس العمل ومستواها الثقافي لهما جانب كبير في التغاضي عن فكرة الزواج أو الانفصال، لأنها في كلا الحالتين ترى أنها مستقلة بذاتها، فلو أسعدها استمرت، وان أتعسها طلبت الانفصال، وقد يكون سبب الانفصال أيضاً بسبب أن بعض الفتيات يكون اختيارهن من باب الاستعجال خاصة العانس حتى تلغي هذه الكلمة من قاموس حياتها، ومن ثم ترى أنه غير مناسب فتطلب الطلاق، وأيضا قد يكون سببا من أسباب الطلاق هو سكن الزوج مع عائلته وهذا الأمر يمنع الخصوصية ويساعد على تدخل أهل الزوج في حياة ابنهم ومن خلاله تبدأ المشاكل الزوجية.

الاصطدام بالواقع

كما تقول منال بنت صابر اليعقوبية: ازدادت حالات الطلاق في السنوات الأخيرة بسبب عدم الاستعداد لتحمل مسؤولية تبعات الزواج من الطرفين، كما أن الانفتاح الثقافي عن طريق التلفزيون و مواقع التواصل الاجتماعي الأمر الذي أدى إلى تغير مستوى التوقعات للحياة الزوجية والاصطدام بالواقع، وفي رأيي من أهم أسباب الانفصال هو التدخل المستمر من قبل أهل الزوجين في حياتهم اليومية مما يؤدي إلى تضخم المشاكل وتشعبها.

الاستعجال في الزواج

حمود بن عدي الشهيمي يقول: أحيانا يكون التسرع في موضوع الزواج سببا للانفصال، حيث يكون الشاب مستعجلا على الزواج ويصر على أهله بتزويجه، وبعد الزواج يرى أنه غير قادر على تحمل المسؤولية، وبالذات أن كان دخله محدودا جداً ولا يمكنه أن يلبي طلبات زوجته هنا تتذمر الزوجة من هذه الحياة وتندم كل الندم على اختيارها وتطلب الطلاق!، وقد يكثر أيضاً في حال تزويج الأهل ابنهم دون رضاه ويجبروه على الموافقة!، ومما يزيد من المشاكل هو حب بعض الفتيات للمظاهر، حيث ترى صديقاتها اللاتي تزوجن وفر لهن كل شيء.

اختيار الأهل

عاصم بن سعيد الزدجالي يقول: من ناحيتي أرى أن أسباب الطلاق اختيار الأهل لأبنائهم وبإجبار منهم شريك الحياة، ويرفضوا اختيار الابن/‏‏ الابنة، ويغصبوهم بالزواج ومثل هذه الزيجات قد تكون دافعا من بعض الأزواج إلى الخلافات والتي تنتهي بفشل العلاقة الزوجية.

المقارنة

هناء محمد الجهوري: ترى أن أسباب الطلاق تكون نتيجة مقارنة بعض النساء حياتها بحياة الأخريات، وتريد أن تعيش حياتها مثلهن، وما زاد (الطين بله)، التواصل الاجتماعي وذاك من حيث أن كل فتاة أصبحت تصور تفاصيل حياتها وترسلها لصديقاتها، فهنا تشتعل نار الغيرة بين الزوجات وتضغط على زوجها بأن يأخذها إلى المكان الفلاني مثلما فعل زوج فلانة، أو يهديها هدية مثلما فعل زوج فلانة وهكذا!، هنا يدق ناقوس الانفصال أبوابه.