1052556
1052556
العرب والعالم

مفاوضات أستانا تفشل في الاتفاق حول مناطق خفض التصعيد

05 يوليو 2017
05 يوليو 2017

القوات السورية تقتحم مواقع للنصرة في جوبر -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

أخفقت كل من روسيا وتركيا وإيران خلال محادثات السلام التي جرت أمس في الاتفاق على تفاصيل تتعلق بقضايا من بينها حدود أربع مناطق لخفض التصعيد تم الاتفاق عليها في سوريا، بحسب كبير المفاوضين الروس الكسندر لافرينتييف.

وقال لافرينتييف إن الوثائق التي تحدد كيفية تطبيق الاتفاق في المناطق الأربع «تحتاج إلى الانتهاء منها» رغم أنه «تمت الموافقة عليها بشكل أساسي» بين الدول الثلاث بعد يومين من المفاوضات في أستانا.

وقال لافرينتييف «لم نتمكن مباشرة من تحديد مناطق خفض النزاع»، إلا أنه أكد على وجود مناطق آمنة «على أرض الواقع». وأضاف أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق محدد حول القضية الشائكة المتعلقة بالقوات التي ستقوم بدوريات في هذه المناطق. ومن المقرر أن يعقد اجتماع عمل لممثلين من روسيا وإيران وأنقرة في طهران مطلع أغسطس للمساعدة على تسوية نقاط الخلاف، بحسب ما نقلت وكالات الأنباء الروسية عن بيان مشترك.

من جانبه قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الوسط، ستيوارت جونز، إنه لم يتم التطرق إلى دور الولايات المتحدة في مناطق خفض التوتر، خلال مفاوضات «أستانا-5»، مشيرا إلى أن واشنطن تلعب دور المراقب في أستانا.

وقد أعلنت وزارة الخارجية الكازخستانية، أمس بدء المحادثات الثنائية بين المشاركين في «أستانا-5»، مؤكدة مشاركة جميع الوفود بما فيها وفد المعارضة المسلحة.

والتقى الوفد السورية برئاسة بشار الجعفري المبعوث الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا وأعلن الجعفري أنه سوف تصدر وثيقتان في ختام الاجتماع لا علاقة لهما باتفاق مناطق تخفيف التصعيد في سوريا وأكد الجعفري أن إصرار تركيا على إدخال قواتها إلى سوريا هي عملية ابتزاز ونحن نرفض أي وجود تركي في سوريا. وفي سياق متصل، أعلن وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر أن «صيغة جنيف» حول التسوية السورية لا تقارن بـ«أستانا» من ناحية فعالية الأخيرة في موضوع المصالحات التي تساعد على تسيير العملية السياسية. وقال حيدر في تصريح صحفي: «إذا كنا نتحدث عن منصة أستانا، فتم التوصل على أساسها إلى نتائج فعالة تساعد على العملية السياسية، فيما لا تقبل صيغة جنيف أية مقارنة بأستانا من حيث فعاليتها».

ورفض الاتهامات الموجهة ضد روسيا بأنها تحاول تهميش مفاوضات جنيف من خلال اجتماعات أستانا.

وقال الوزير السوري: «قبل كل شيء لا نشك في أن روسيا بلد صديق، ويدعم الشعب السوري منذ اليوم الأول. نعتقد أن موسكو تشجع أية صيغة من شأنها المساهمة في تسوية الأزمة في سوريا، أقصد، أستانا وجنيف، على حد سواء».

وعند تطرقه إلى موضوع تطبيق مذكرة مناطق خفض التصعيد في سوريا، التي تم التوصل إليها خلال الجولة الرابعة لاجتماع أستانا ويستمر التفاوض حول رسم حدودها في مفاوضات أستانا - 5، أعرب حيدر عن قلق السلطات السورية بشأن احتمال تدخل أجنبي في هذه المناطق. وأشار إلى أن جماعات تحصل على تمويل أجنبي ولا تنوي الدخول في أية مصالحة مع الحكومة السورية، لا تزال موجودة في سوريا. وأضاف: «في هذا السياق، تثير أفعال عدد من الدول الداعمة للجماعات المسلحة على الأراضي السورية تساؤلات عديدة، سيما فيما يتعلق بنشاط تركيا، إحدى الدول الضامنة لاتفاقات أستانا». وأشار حيدر إلى أن لجنة المصالحة الوطنية التي من المقرر تشكيلها في سوريا قريبا، ستشمل مواطنين سوريين فحسب، لن تضم أجانب، بمن فيهم ممثلين عن الدول الضامنة لعملية أستانا. فيما أعرب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن استعداده لتقديم مساهمة شخصية بغية التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية في إطار عملية جنيف، بحسب قصر الإليزيه. تصريح ماكرون هذا، جاء أثناء مباحثاته مع رياض حجاب منسق الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية، في باريس. وجاء، في بيان لقصر الإليزيه، أن الرئيس الفرنسي أكد لحجاب أنه أجرى مباحثات مع عدد من رؤساء الدول، بينها روسيا والولايات المتحدة، من أجل «تخفيف العنف ومعاناة الشعب السوري». وأضاف البيان أن «فرنسا تولي اهتماما خاصا لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية، ومسألة إيصال المساعدات الإنسانية»، وأن ماكرون وحجاب «أكدا ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا ومحاربة تنظيم «داعش»، وجماعات متطرفة أخرى».

وفي الشأن الميداني، بدات القوات السورية  عملية اقتحام مواقع للنصرة منذ صباح أمس في مثلث عين ترما - جوبر وجرت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة بين الجيش السوري ومسلحي «جبهة النصرة» في حي جوبر بدمشق، فيما استهدف الطيران الحربي مواقع تابعة لـ جبهة النصرة في عين ترما بريف دمشق بسلسلة غارات جوية محققاً إصابات مباشرة في صفوفهم حسب مصدر عسكري.

وحققت وحدات من الجيش الحكومي السوري بالتعاون مع الحلفاء تقدما جديدا في ملاحقة  داعش في عمق البادية السورية عبر تطويقها حقل الهيل النفطي بريف تدمر الشرقي. وذكر مصدر عسكري في تصريح لـ سانا أن وحدات من الجيش وصلت إلى مسافة 1 كم من حقل الهيل النفطي لتحكم بذلك تطويقها أوكار التنظيم التكفيري في الحقل من الغرب والجنوب والجنوب الشرقي. ويقع حقل الهيل النفطي شمال شرق مدينة تدمر بنحو 40 كم وهو قريب من مدينة السخنة التي تعد أهم وأكبر مقرات تنظيم «داعش» في البادية. كما وجهت وحدات من الجيش العربي السوري مدعومة بالطيران الحربي ضربات مكثفة على تجمعات  داعش في قرية البغيلية بالريف الغربي، ونفذ الطيران الحربي عدة غارات جوية على مقرات داعش في منطقة الثردة وبادية التيم وأحياء الرشدية والحميدية والحويقة وحويجة كاطع وقريتي الجنينة والبغيلية ما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين بين الإرهابيين وتدمير مدفع لهم. وقال قائد وحدات حماية الشعب الكردية السورية لرويترز إن الانتشار العسكري التركي قرب مناطق يسيطر عليها الأكراد في شمال غرب سوريا يصل إلى «مستوى إعلان حرب» في مؤشر على خطر حدوث مواجهة كبرى. وعندما سئل إن كان يتوقع صراعا مع تركيا في شمال سوريا حيث تبادل الجانبان القصف المدفعي خلال الأيام الأخيرة اتهم سيبان حمو تركيا بالإعداد لحملة عسكرية. وقال «هذه التحضيرات العسكرية وصلت إلى مستوى إعلان الحرب وقد تفضي إلى اندلاع الاشتباكات الفعلية في الأيام القادمة».