1052063
1052063
الاقتصادية

التعامل مع الظواهر العالمية المتفاقمة يتطلب تكثيف الجهود وتوزيع المسؤوليات في العالم

05 يوليو 2017
05 يوليو 2017

السلطنة أمام المؤتمر الأربعين لمنظمة «الفاو» :-

الساجواني: 16.3% نمو الناتج المحلي الإجمالي لقطاعي الزراعة والثروة السمكية في 2016 -

مؤتمر الفاو يركز على التنمية الريفية المستدامة لمواجهة النزاعات والتغير المناخي والهجرة -

1052078

عمان: أكدت السلطنة أن التعامل مع الظواهر العالمية المتفاقمة والمستجدة كالتغيرات المناخية والانبعاث الحراري وتدهور الأراضي والجفاف والتصحر والمجاعات وانعكاساتها السلبية على منظومة إنتاج الغذاء والتنوع الأحيائي والبيئي يشكل ضرورة تتطلب تكثيف الجهود وتوزيع المسؤوليات سواء في العالم المتقدم أو النامي لمعالجة هذه الظواهر والحد من تأثيراتها، فتلك هي مسؤولية تشاركية تتطلب إيجاد الحلول الملائمة وفقاً للمستويات العالمية والإقليمية والوطنية، ونؤمن أن هذا المؤتمر يوفر أرضية مناسبة لهذا التوجه.وتشارك السلطنة ممثلة بوزارة الزراعة والثروة السمكية في أعمال الدورة الأربعين لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ( الفاو ) المنعقد في العاصمة الإيطالية روما خلال الفترة 3 حتى 8 يوليو 2017م؛ بهدف بحث مشكلات الغذاء والزراعة.

وقال معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية في كلمة السلطنة أمام المؤتمر بحضور سعادة السفير الدكتور أحمد بن سالم باعمر سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية إيطاليا:ان السلطنة ومن منطلق أهمية التغيرات المناخية وانعكاساتها على نظم إنتاج الغذاء ومنظومة الأمن الغذائي فقد أولت الاهتمام الكافي لدراسة المخاطر الحالية والمستقبلية المحتملة كإجراء مؤسسي احترازي، وقد تم في هذا المجال إنجاز الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية في سلطنة عمان حيث روعي فيها إعداد قاعدة بيانات للتغيرات المناخية المستقبلية المحتملة لعموم محافظات السلطنة وانعكاساتها على إنتاج الغذاء ومنظومة الأمن الغذائي، وإن الجهود مستمرة لمتابعة الإجراءات المطلوبة وإنجاز استراتيجية الزراعة المستدامة والتنمية الريفية 2040 وخطتها الاستثمارية 2016-2020 والتي أفردت فصلا مستقلا حول دراسة تأثير التغيرات المناخية على الموارد الزراعية الطبيعية وعلاقتها بنظم إنتاج الغذاء وإنجاز استراتيجية قطاع الثروة السمكية 2040 ، والتي بدأت في تحقيق نقلة نوعية في حجم وكميات الأسماك وأنواعها سواءً في المصائد الطبيعية أو تربية الأحياء المائية وهو يتزامن مع مبادرة منظمة الأغذية والزراعة للنمو الأزرق، وتراعي بشكل كبير التأثيرات البيئية على هذا النشاط. وأكد معاليه أن الجهود مستمرة لمواءمة مضامين تلك الاستراتيجيات وترجمة نتائجها لتنفيذ البرامج والمشاريع المرتبطة بها خلال المراحل القادمة في مجالات التكيف وتخفيف المخاطر بالإضافة الى مراقبة ورصد التغيرات المناخية على المستويين الإقليمي والعالمي. كما أشار معاليه الى أن السلطنة حققت نسبة نمو بلغت 16.3% في الناتج المحلي الإجمالي لقطاعي الزراعة والثروة السمكية في سنة 2016م.وعن أعمال الدورة قال معالي الدكتور وزير الزراعة والثروة السمكية : يندرج ضمن جدول أعمال الدورة الحالية مناقشة حالة الأغذية والزراعة وأوضاع الأمن الغذائي العالمي، بالإضافة إلى مواضيع مهمة أخرى تشمل نتائج أعمال المؤتمرات الإقليمية ونتائج أعمال اللجان الفنية والسياسات المرتبطة بالتنمية المستدامة والتغذية والموارد الوراثية والتنوع البيولوجي والتي تتطلب جميعها استشراف أوضاع إنتاج الغذاء خلال المراحل القادمة .واختتم معاليه الكلمة قائلا : إن تفعيل دور القطاع الخاص وتعزيز مشاركته الفاعلة في الاستثمارات الزراعية والغذائية يعتبر أحد المسارات الواعدة والتي يعول عليها في توفير المزيد من الغذاء في المرحلة القادمة. يرافق معالي الوزير في هذه المشاركة وفد يتكون من الدكتور هلال بن سعود أمبوسعيدي رئيس مكتب الوزير والدكتور حمود بن درويش الحسني مدير عام البحوث الزراعية والحيوانية والمهندس منير بن حسين اللواتي مدير عام التخطيط والتطوير.ويبحث المشاركون في المؤتمر عدداً من القضايا الملّحة التي تشمل: تحويل الالتزام إلى أفعال لتحقيق الهدف العالمي المتمثل في القضاء على الجوع، وندرة المياه والأمن الغذائي والتغير المناخ في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا والحلول المستدامة لمنع المجاعة في الدول المتضررة بالنزاعات، وخطة العمل المعنية بالأمن الغذائي والتغذية في الدول الجزرية الصغيرة النامية، ودور التنمية الريفية في التخفيف من الضغوطات التي تدفع إلى الهجرة.وحذر المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) جوزيه غرازيانو دا سيلفا في افتتاح المؤتمر من أن عدد الجوعى في العالم ازداد منذ عام 2015 في انتكاسة للتقدم الذي تحقق على مدى سنوات. وقال دا سيلفا في المؤتمر الذي يعقد كل عامين: إن نحو 60% من الذين يعانون من الجوع في العالم يعيشون في المناطق المتأثرة بالنزاعات والتغير المناخي.وتحدد الفاو حالياً 19 بلداً تعاني من أزمات طويلة وفي الغالب أيضاً من أحوال الطقس المتطرفة مثل موجات الجفاف والفيضانات. كما حددت المنظمة المناطق المعرضة لأعلى خطر من المجاعة وهي شمال شرق نيجيريا والصومال وجنوب السودان واليمن، حيث يتأثر 20 مليون شخص بشدة.وقال جرازيانو دا سيلفا: إن سبل عيش هؤلاء الأشخاص الذين يعيش معظمهم في المناطق الريفية تعطلت “ولم يجد العديد منهم خياراً سوى الهجرة الاضطرارية ليزيدوا بذلك من معدلات هذا النوع من الهجرة.وأكد أن الالتزام السياسي القوي للقضاء على الجوع هو أمر أساسي ولكنه غير كاف. ولن يكون من الممكن هزيمة الجوع إلا إذا وفت الدول بتعهداتها وحولتها من أقوال إلى أفعال خاصة على المستويين الوطني والمحلي .

وأشار جرزايانو دا سيلفا إلى أن السلام هو بالطبع المفتاح لإنهاء هذه الأزمات، ولكن لا يمكننا انتظار السلام حتى نتحرك، مؤكدا أن منظمة الفاو وبرنامج الأغذية العالمي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية تعمل بشكل جاد لمساعدة الضعفاء. وقال: إنه من المهم للغاية ضمان توفر الظروف لهؤلاء الأشخاص لمواصلة إنتاج غذائهم. ولا يمكن إهمال سكان الريف الضعفاء خاصة الشباب والنساء.

وكان جرازيانو دا سيلفا يتحدث في مؤتمر الفاو المنعقد في الفترة من 3-8 يوليو، والذي يعد أعلى هيئة تنظيمية للمنظمة. وستجري خلال المؤتمر مراجعة برنامج وميزانية المنظمة ومناقشة الأولويات المتعلقة بالأغذية والزراعة. ويشارك في المؤتمر نحو 1100 شخص من بينهم رئيس دولة ورئيس وزراء و82 وزيراً والعديد من ممثلي المنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني.وتشتمل أهم أولويات الفاو خلال العامين المقبلين على تشجيع الزراعة المستدامة وتقليل تأثيرات التغير المناخي والتأقلم مع هذه التغيرات، وخفض الفقر ومواجهة ندرة المياه والهجرة ودعم سبل المعيشة الريفية المتأثرة بالنزاعات والعمل المستمر على الغذاء ومصائد الأسماك والغابات ومواجهة مقاومة مضادات الميكروبات.وأكد رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني في كلمته في المؤتمر على أن شبح أسوأ أزمة غذاء منذ الحرب العالمية الثانية يحوم بشكل خاص حول شمال شرق نيجيريا والصومال وجنوب السودان واليمن، وشدد على أن ذلك لا يعني أن علينا الاستسلام لهذه الحقيقة، ولكن علينا أن نبذل جهوداً جديدة واستثنائية لمواجهتها. ووصف هدف الأمم المتحدة بالقضاء على الجوع بأنه السبيل لتحقيق السلام والعدالة والمساواة والحفاظ على العالم من أجل المستقبل.وناشد جينتيلوني جميع الدول الأوروبية أن تتقاسم معاناة إيطاليا من الأعداد الهائلة من المهاجرين الذين وصلوا إلى بلاده؛ وقال: لابد أن نكون صادقين لتاريخنا ومبادئنا وحضارتنا، مؤكدا على ضرورة أن تتجاوز جهود التنمية مجرد الاستجابة للطوارئ.

وقال جرازيانو دا سيلفا: لا يمكننا أن ننقذ الناس بوضعهم في مخيمات. فلكي ننقذ حياة الناس علينا أن ننقذ سبل معيشتهم.بدوره أعرب البابا فرنسيس عن دعمه القوي لأجندة الفاو وأكد على ضرورة التضامن والاعتراف بحقوق الإنسان. وفي كلمة تلاها نيابة عنه الكاردينال بيترو بارولين، وزير خارجية الفاتيكان، قال البابا : نحن جميعاً ندرك أن الهدف هو طمأنة جميع من لا يكفيهم قوت يومهم. ومن المهم أن نعترف بأن لكل شخص الحق في الغذاء.