1050956
1050956
المنوعات

فرقة مسرح شباب عمان تقدم مسرحية اللمد بالرستاق

04 يوليو 2017
04 يوليو 2017

الرستاق - سعيد السلماني -

اختتمت فرقة مسرح شباب عمان عروضها المسرحية بعنوان « اللمد» على ميدان الاحتفالات بولاية الرستاق تحت رعاية معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.

مسرحية اللَّمد من تأليف الفنَّان عبد الوهاب بن مبارك السلماني وساعد في إخراجها سعيد بن سويد الشقصي وأخرجها يونس بن ماجد المعمري والمسرحية من بطولة الفنانين ثاني السعدي (المحيضري) وعبدالوهاب السلماني ( الهنقري ) محمود الغافري (زاهر) وفهد الرمحي (معيوف) ومنيرة الصلطية ( سلمى) وزايد الهاشمي ( سعيدان) وضاحي السَّعدي (البنجالي جشيم ) وأحمد الهاشمي ( فرحان) وعرفة العنبوري (الراوي) ومرشد اليعربي (صخي) وشارك العمانيين نجما الكوميديا في مملكة البحرين الفنانان علي الغرير (ابن القوطي الأكبر) وخليل الرميثي (ابن القوطي الأصغر). المسرحية انطلقت فكرتها من موروث شعبي من قصة حقيقية توارثتها الأجيال ومن هذا الموروث انكشفت الحكاية وتبلور اسمها (اللّْمد) الذي يدور حول عمود ينصب ثابتًا على الأرض ليعرف من خلاله مواقيت توزيع حصص الماء الأفلاج على المزارعين وهو بمثابة ساعة تعتمد على أشعة الشمس من شروقها حتى غروبها نتيجة انعكاس ظل العمود (اللَّمد) على الأرض، فالعمود وظله الساقط على الشمس بمثابة ساعة ضوئية عادلة ولكن بعض المزارعين لا يروق لهم هذا التوزيع العادل فيتوالى الصراع بين المزارعين فتنكشف مطامعهم للحصول على ساعات إضافية لريِّ مزروعاتهم.

تبدأ المسرحية بسرد بعض تلك الصراعات من الراوي من خلال حوارات المقتضبة الشعرية كشاهد على هذه الصراعات التي تكبر وتتطور بينما تكبر أيضًا صراعات الطامعين المتنفذين الذين يدفعهم حب التملك والاستحواذ مستخدمين الطرق الملتوية للسيطرة على كل المزارع، كما يمتزج ذلك المجتمع المتأجج بعمق الخلافات وبنزعات السيطرة بشخصيات تفتعل الجنون أو جنون الضحك لتستفزنا ساخرة من مجتمعهم الموبوء بالزيف والمطامع.

وفي عمق تلك الخلافات تأتي شخصيتا طفاش وجسوم ابنا أبي القواطي الذي غادر عمان إلى البحرين وانقطعت أخباره مع عائلته هناك واحتار أخوه الذي وقع فريسة للطامعين فيبدأ الهنقري المتنفذ المساومة على شراء مزرعتهما وكأنهم يرفضون تلك العروض، فبمجيء طفاش وجسوم بعد وفاة أبيهما بحثًا عن حارة اللَّمد كانت بمثابة مفتاح عرفهما وصدمهما بذلك العمود (ميزان الوقت) كما كان تواجدهما المفتاح في تنامي المواقف الكوميدية انطلق من تعلق طفاش بالبنت العمانية «سلمى» بنت الهنقري المتنفذ الطماع ليبدأ شكلًا جميلًا في ذلك التعلق العاطفي الممزوج بينهما إلى المساومة والاستحواذ على المزرعة ثمنًا لذلك الزواج بينهما، وهنا تعالج المسرحية إسقاطًا أن بعض الزيجات تكون أثمانها المطامع وتأتي النهاية أن الصراع ينتقل إلى المتنفذين الذين كانت شهوة المال تجمعهما.

فالصداقة الصورية تجمعهما ونزعة الكيد لبعضهما هو ما يتبلور في الخفاء.

هذه السلوكيات الشريرة هي رغبة الأقوى الذي يطيح بالآخر انتقامًا لعدم الحصول على مبتغاهما فتتولد فكرة حرق المزارع وتسميم مزروعات الأهالي ويحدث الغدر ولكن الأهالي يقوى تماسكهم عندما تنكشف حقيقة الغدَّارين الطامعَين فيصرون على عدم بيع أراضيهم مجددين عزمهم على حرث أراضيهم وزراعتها دون التفريط فيها.

فالأرض عندهم بمثابة وطن وملاذ وهو سر حياتهم وأمانهم.

ويأتي المشهد التعبيري النهائي اقتلاع العمود وطرحه مسجى على الأرض وحمله في صورة حزينة جنائزية حملت على أكتاف المزارعين المكافحين بصورة مشهدية مؤثرة وكلمات شعرية التي قدمتها الفنانة سحر البلوشية بصوتها الحزين الذي يقطر من دواخلها الأسى هذا المشهد البليغ كان مؤثرًا لما يحمل من تأويل.

فقد أراد المخرج يونس المعمري أن يدلل على موت العدالة والمساواة وهو إسقاط بليغ.

قدَّم المخرج منه رسالة إلى مجتمعاتنا الإنسانية التي تعيش في أوج خلافاتها.

وعن هذا العرض يقول نائب رئيس الفرقة يوسف بن ياسر الهنائي المشرف العام للفعالية: الحمد لله ذو المنة وله الحمد حتى يبلغ الحمد منتهاه أن حققنا الحلم ودخول عالم النجاح من بوابة اللمد. التحدي كان كبيرًا ولكن بفضل تكاتف الجميع رسونا بالسفينة إلى غايتها المرجوة.

وأضاف الهنائي: رسمنا مخططا للفعالية منذ ما يقارب ستة أشهر ودرسناها بعناية فائقة، بعدها قسم العمل على جميع اللجان لتبدأ خلية النحل بالعمل وكل لجنة تسابق الأخرى بشعار الحب لإنجاز الوعد الذي عاهدناه على أنفسنا والجميع كان على الوعد.

أما مؤلف مسرحية عبد الوهاب السلماني فيقول: «اللمد» من المسرحيات التي افتخر بتأليفها للجمهور وللمتلقي بشكل عام وهو من النصوص الشعبية التي تحمل رسالة الغاية منها معالجة بعض المشاهد التي تمر على شريحة كبيرة من الناس بهذا المجتمع ونحن على يقين أن العمل سوف يكون عند حسن الظن وسوف يرتقي بذائقة الحضور.

جدير بالذكر أن فرقة تخت عمان قدمت وصلات غنائية بقيادة قائدهم يعقوب الحراصي وتناوب على تقديمها كل من باسم الحوسني وسحر البلوشية.

كما تم تدشين شعار الفرقة الجديد رسميًا وشرح دلالاته كما تم تقديم عرض مرئي شرح فيه كيف تم تأسيس الفرقة والهدف منها لينتهي الحفل بتكريم الشركات والمؤسسات المساهمة.