1048813
1048813
المنوعات

موسيقى الغرفة بلمسة هوليودية.. بيل موراي يغني في دريسدن

01 يوليو 2017
01 يوليو 2017

دريسدن (ألمانيا) - (د ب أ): استهل الممثل السينمائي الأمريكي بيل موراي الحفل الصباحي في مهرجان الموسيقي الذي أقيم في مدينة دريسدن الألمانية قبل أيام بكلمات للكاتب الأمريكي الشهير إرنست هيمنجواي عندما قال إن مهاراته في عزف آلة التشيلو تبتعد كثيرا عن المستوى الذي يرغب فيه.

وقرأ نجم السينما الأمريكية من الأوراق الموضوعة أمامه على مائدة القراءة على خشبة المسرح قائلا، نقلا عن هيمنجواي: «إنني بدون موهبة على الإطلاق... وإنني أعزف على هذا التشيلو أسوأ من أي شخص على وجه الأرض».

ولكن لا يمكن القول إن موراي الذي صنع اسما كبيرا في عالم النجومية وقطع مشوارا طويلا في مجال التمثيل يمتد على مدار 4 عقود يفتقد للموهبة.

وقد يندهش البعض من أن موراي يوظف من خلال هذا العرض، مهاراته ومواهبه، وهي صوته الرخيم، وحسه الفكاهي الرائع، في عالم الموسيقى الكلاسيكية.

وفي إطار جولة فنية تحمل اسم «عوالم جديدة»، يتعاون موراي الذي يبلغ من العمر ستين عاما مع عازف التشيلو الشهير ومخرج مهرجان دريسدن للموسيقى يان فوجلر في تقديم عرض يتضمن مقتطفات من الأعمال الأدبية مع توزيعات لموسيقى الغرفة.

وأزيح النقاب عن هذا العرض للمرة الأولى في ألمانيا، ومن المقرر تقديمه في الولايات المتحدة وكندا في وقت لاحق هذا العام.

وكانت قاعة «كولتور بالاست» للموسيقى في دريسدن مكدسة بالجماهير الغفيرة التي جاءت لحضور الحفل الذي اجتذب عشاق الموسيقى وجماهير بيل موراي الذين كان يغمرهم الفضول، على حد سواء.

وكان موراي يرتدي سترة سوداء من 3 قطع، واعتلى خشبة المسرح برفقة عازفة الكمان ميرا وانج التي تعيش في نيويورك وعازفة البيانو الفنزويلية فانيسا بيريز، قبل أن ينضم إليهم فوجلر.

وشكل موران وفوجلر تحالفا إبداعيا غير مألوفا بعد أن التقيا بمحض الصدفة في مطار برلين قبل سنوات.

ويعيش الفنانان في مدينة نيويورك، وقد تبادرت إلي أذهانهما فكرة تقديم هذا العرض الفني خلال مهرجان مسيرة الشعر الذي أقيم في نيويورك عام 2016، وهو حدث ثقافي سنوي يقام على جسر بروكلين يقوم خلاله الفنانون بقراءة أجزاء من أعمال الشاعر والت ويتمان الذي عاش في القرن التاسع عشر.

وكان موراي أحد هؤلاء الفنانين الذي قرأوا من أعمال ويتمان، وهو ما أثار إعجاب فوجلر.

وتدخل أشعار ويتمان في العرض الذي يقدمه موراي وفوجلر حيث يتضمن أجزاء من ديوان «أوراق العشب» الذي عرضت مقتطفات منه في بداية برنامج الحفل في دريسدن.

وقرأ موراي أيضا مقتطفات من قصيدة «قاتل الغزال» للشاعر جيمس فينيمور كوبر، وقصة «إفطار لدى تيفاني» للكاتب ترومان كابوتي، كما تلا أجزاء من الرواية الكلاسيكية «مغامرات هاكلبيري فين» للكاتب مارك توين، مستخدما لهجة جنوبية وانتقل بين التلعثم والغناء الجذل وهو يقرأ أجزاء من الحوار العامي بالرواية.

وبينما كان موراي مستغرقا في القراءة، كان فوجلر ووانج وبيريز يعزفون توزيعات موسيقى الغرفة ويقدمون مقطوعات من أعمال يوهان سباستيان باخ وفرانز شوبيرت وأستور بيازولا وغيرهم من كبار الموسيقيين، وكثيرا ما كان عزفهم يطغى على صوت قراءة موراي.

ولا شك أن هذه الأجواء تبدو بعيدة كل البعد عن فيلم «قاهر الأشباح» الذي قدمه موراي في ثمانينيات القرن الماضي. ولكن بحكم العادة، لم يستطع موراي أن يمتنع عن إضافة بعض اللمسات الكوميدية على الطابع الرسمي للحفل الموسيقى.

فأثناء قراءة أجزاء من قصيدة «السلوان» على أنغام مقطوعة للمؤلف الأرجنتيني بيازولا على إيقاعات التانجو الساحرة، خرج موراي عن النص وأخذ يجسد شخصية ساحر النساء حيث همس في أذن وانج ودعاها لترك الكمان والرقص معه، هو ما فعلته بالفعل.

وتعمد موراي الذي بدأ مشواره مع الكوميديا في أواخر السبعينيات من القرن الماضي بالظهور في برنامج «ساترداي نايت لايف» أن يقاطع العرض عدة مرات في قاعة كولتور بالاست والذي كان يتضمن كثيرا من النصوص والمقطوعات الموسيقية التي تهدف إلى إثارة المرح خلال هذه العملية الإبداعية التي جمعت هؤلاء الفنانين سويا.

وفي إحدى فقرات العرض، أخذت بيريز تعزف بشكل ميلودرامي أجزاء من موسيقى «فوير أليزا» من أعمال بيتهوفن، وهو ما أشعل الحماس لتقديم الموسيقى الكلاسيكية، حيث انضم إليها فوجلر بمقطوعة «فلايت أوف زي بامبل بي» من تأليف نيكولاي ريمسكي كورساكوف، قبل أن تنهض وانج وتشترك مع بيريز في عزف ثنائي لمقطوعة «تشوب ستيكس» على البيانو.

وقاطع موراي انغماس الموسيقيين في العزف وأغلق غطاء البيانو في حركة حادة.

وقال موراي وهو يبتسم لزملائه الفنانين: «إننا نمتع أنفسنا».

وأثناء الحفل، قدم موراي الأغنية الصاخبة «وين ويل أي إيفر ليرن تو ليف إن جاد»، وهي أغنية ليست لها شهرة كبيرة من أعمال فان موريسون، وهو ما جعل الموسيقيين الثلاثة المدربين على الأعمال الكلاسيكية ينهضون من مقاعدهم ويشاركون في أجواء موسيقى الروك لبرهة قصيرة.

وضجت القاعة بصيحات موراي المشوبة بالشجون والتي حازت على إعجاب الجماهير الذين لم يكونوا يعرفون عن قدرات الكوميديان الأمريكي في مجال الغناء ســـوى ما شاهدوه في مشاهد معدودة مثل أدائه في فيلم «لوست إن ترانسليشن» وأغنية «بير نيساسيتيز» التي قدمها في فيلم «كتاب الغابة» لشركة ديزني في عام.

2016 وفي ختام الحفل، قدم الفنانون الثلاثة أجزاء من الأغنية الشهيرة «ويست سايد ستوري»، وأثار أداء موراي لجزء «أي فيل بريتي» ضحكات الجماهير الذين استشعروا على مدار العرض التغيرات المختلفة للأدب في الولايات المتحدة.