1046897
1046897
عمان اليوم

الكهوف والمحميات والمتنزهات.. مزارات طبيعية تستقطب المواطنين والمقيمين

28 يونيو 2017
28 يونيو 2017

كتبت- خالصة بنت عبدالله الشيبانية -

يتهافت المواطنون والمقيمون خلال إجازة العيد على زيارة الحدائق والمتنزهات الطبيعية ومصادر الترفيه بكافة أشكالها لقضاء الأوقات الممتعة مع أطفالهم، وتعتبر المواقع الترفيهية الطبيعية أكثر الأماكن ارتيادا في السلطنة، بالإضافة إلى استقطابها للسياح من الداخل والخارج نظرا لما تتمتع به من تنوع جغرافي تتميز به السلطنة بين السهل والجبل والصحاري والواحات.

ومن أكثر الأماكن جذبا للزوار خلال الإجازة المحميات الطبيعية، حيث عمدت السلطنة على المحافظة على المناطق الطبيعية وحماية بيئتها وحماية الحياة الفطرية والتنوع الأحيائي من خلال إعلان المحميات الطبيعية وإقامة مناطق حماية خاصة، وحماية الأنظمة البيئية بمختلف أشكالها ومنع الأضرار والتلوث الذي قد يلحق بالموائل الطبيعية التي تعيش فيها هذه الأنواع، وقد تم إعلان 18 موقعا كمحميات طبيعية، آخرها محمية جبل قهوان الطبيعية ومحمية الأراضي الرطبة بر الحكمان في الوسطى وقد تنوعت المحميات بين المحميات الصحراوية كمحميتي الكائنات الحية والفطرية وحديقة السليل الطبيعية ومناطق بحرية كمحمية الديمانيات الطبيعية وأخرى مناطق جبلية ذات تضاريس جيولوجية صعبة كمحمية جبل سمحان وأخرى مناطق بحرية وجبلية كمحمية السلاحف، والدراسات جارية لأكثر من 50 موقعا طبيعيا منها ثلاثة مواقع على وشك الانتهاء من دراستها لإعلانها محميات طبيعية، واهتمت السلطنة بالمناطق الرطبة وعلى إثر ذلك تم إعلان تسعة خيران بساحل ظفار كمحميات طبيعية تحتوي على مواقع أثرية كخوري روري والبليد، وحرصت السلطنة أن تكون المحميات الطبيعية عوامل جذب للسياحة في السلطنة من جهة وتشجيع العلماء والباحثين من جهة أخرى، كونها تشكل دعما أساسيا في التراث المحلي والعالمي.

الكهـــــــوف

وتشكل الكهوف أيضا أحد أبرز المواقع التي يسبر أغوارها العلماء وما زال يلاحقها الغموض، وتمثل تراثا جيولوجيا طبيعيا يسرد قصة تطور ونشأة الكهوف ويسطر تاريخا لحضارات استعمرت الكهوف وخلفت وراءها كتابات ونقوشا جدارية تشكلت من البلورات والكريستالات الكربونية والجبسية لا تزال شاهدة على تاريخ حافل منذ الأزل، وما يميزها من الهوابط التي تتدلى من سقف الكهف والصواعد التي تنشأ من أرضية الكهف، وتتيح الكهوف الفرصة للمهتمين بدخول قلب الجبال الجيرية لمشاهدة عالم نابض بالحياة في قلب جبل أصم، كما أنها موضوع خصب للأبحاث العلمية والجيولوجية التي تتناول نشأة وتطوّر الكهوف قبل آلاف السنين وطبيعة المناخ الرطب الذي أدى إلى تكوين هذه الكهوف انتهاء إلى دراسة البلورات الكلسية والجبسية وتقدير عمر الصخور عن طريق تحليل المحتوى الكربوني، إضافة إلى الأهمية الفطرية وما تحتضنه من كائنات مختلفة، والتي تعتبر محط أنظار الباحثين في المجال الحيوي والحياة الفطرية، أهمها كهف جرنان بإزكي، الذي يقع أسفل قرية النزار القديمة بولاية إزكي بتلة غير مستقرة جيولوجياً، وهو تجويف صخري بحجم غرفة في بدايته ما يلبث أن يضيق حتى يضطر الإنسان التقدم فيه زحفاً. ولا تكمن أهمية الكهف أو التجويف في خصائصه الجيولوجية، بل تكمن في القصص والأساطير المتناقلة عنه جيلاً بعد جيل، حيث قامت الحكومة في نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات بإجراء دراسة أولية عن الكهف، وأظهرت الدراسة عدم جدوى تطوير الكهف بشكل كبير، إذ يقع في تلة صخرية غير مستقرة جيولوجياً، ومن جانب آخر فقد تم ردمه طبيعياً بعد فيضان وادي حلفين خلال أحد مواسم السيول الجارفة، وكشفت الدراسة تضرر الكهف جراء تسرب المجاري (القديمة وغير الصحية) لقرية النزار القديمة التي تقع أعلى الكهف مباشرة، مما يصعب معه تطويره بشكل كبير لاعتبارات صحية وبيئية وخشية تصدع الكتل الصخرية غير المستقرة وبالتالي تعريض القرية القديمة للسقوط والانهيار، وكهف مجلس الجن، الذي يعتبر ثاني أكبر تجويف صخري في العالم بعد كهف الخفافيش بماليزيا، ويقع ضمن صخور الحجر الجيري التي تكونت في العصر الثلاثي قبل ما يقارب 35 مليون سنة، ويتيح الكهف فرصة فريدة لهواة المغامرات في استكشاف الكهوف من خلال فتحاته الثلاث التي تهبط عموديا إلى أرضية الكهف، وقامت السلطنة بدراسة الخصائص الطبيعية والعلمية للكهف والجدوى الاقتصادية لتطويره واستقطاب الخبراء المتخصصين في هذا الشأن لتهيئة الكهف ليكون معلما سياحيا متاحا لجميع السياح وليس حكرا على السائحين المتخصصين في استكشاف الكهوف فقط. ويعتبر كهف الهوتة باكورة أعمال وزارة السياحة في مجال سياحة الكهوف، بتحويله إلى معلم سياحي وتعليمي من الطراز الأول، لما يتوفر في هذا المعلم من البنى الأساسية والخدمات السياحية، وتجهيز المعرض الجيولوجي لكهف الهوتة ليكون ثاني معرض جيولوجي متخصص في السلطنة، بعد متحف التاريخ الطبيعي، ويقع الكهف بولاية الحمراء على سفح الجبل المكون من الصخور الجيرية التابعة لتكوين سحتن التي يرجع عمرها إلى ما يقارب 450 مليون سنة. وقد أدت الفترات المطيرة والمناخ الرطب الذي ساد السلطنة قبل ما يقارب 15000 سنة إلى تكوين الكهف حسب نتائج الأبحاث الجيولوجية، وأدت إذابة المياه الحمضية للصخور الجيرية إلى نحت الكهف في قلب الجبل.

حدائق ومتنزهات

وتمثل المتنزهات الوجهة الأكثر جذبا للمواطنين خلال الأعياد، أشهرها حديقة الصحوة، التي تعتبر من أرقى الحدائق في مدينة مسقط من حيث التصميم، وهي عبارة عن مجموعة من الحدائق تم تصميمهـا لإعطاء كل منها استقلاليـة من حيث الشكل الهندسي ونوعية النباتات المستخدمة في كل منها مع التركـيز على ربط هذه الحدائق في منظومة هندسية تستوحي شكلها من عناصر الهندسـة الإسلاميـة يحيط بها سور من السياج الأخضر لإبراز قيمتها الجمالية ومشاهدة محتوياتهـا من الطرق القريبـة منها ويوجد بوسط الحديقة فناء دائري أطلق عليه ميدان الصحوة أعد خصيصاً ليكون أهم نقاط الجذب في الحديقة إضافـة إلى أنهـا مزودة بجميع الخدمات الأساسيـة الضرورية للحديقة من ممرات واستراحات وعناصر جمالية مختلفة وألعاب متنوعة للكبار والصغار، وحديقة القرم الطبيعية، التي تبلغ مساحتها 1.715.449م2 وهي أكبر حديقة في مسقط وتقع في موقع متميز بالطريق المؤدي إلى مرتفعات القرم وهي منطقة تتميز بالهضاب العالية ومنخفضاتها التي تتدنى إلى مستوى يرتفع قليلا عن مستوى البحر الممتد على طول المنطقة. وقد قامت الفكرة في تصميمها على أساس استغلال طبيعة الموقع والملامح الطبوغرافية لتوفير مناظر ممتعة ومريحة للمتجول، وحديقة ريام، وتتميز بأنها تطل على البحر وصممت على عدة مستويات من الارتفاع وهذا يعطي جمالا وبعدا مميزا للحديقة التي تبلغ مساحتها 100.000 م2. وقد صممت الحديقة على أساس التصميم الحديث الذي يجمع بين التصميمين الهندسي والطبيعي وتكثر بها المسطحات الخضراء وأماكن الاستراحة وألعاب الأطفال. وتتوفر بالحديقة التي تطل على الطريق البحري بمطرح العديد من المرافق الخدمية للمتنزهين، وحديقة النسيم العامة، وهي باكورة حدائق السلطنة التي افتتحت عام 1985م بمناسبة العيد الوطني الخامس عشر المجيد وأستغرق إنشاؤها أحد عشر شهراً، وهي مزودة بكافة المرافق كالحديقة للأطفال متنوعة الألعاب أهمها قطار يجوب بالزوار بين أرجاء الحديقة وملاعب كرة القدم والطائرة والتنس ومكتبة لمحبي المطالعة والقراءة. وقد تم في عام 2000م افتتاح الحديقة اليابانية بمساحة 7.000م2 قامت ببنائها السفارة اليابانية بمسقط في إطار العلاقات العمانية اليابانية الوثيقة.

المحافظة على البيئة

وبوجود هذا التنوع في المزارات الطبيعية، حرصت السلطنة على الاهتمام بالبيئة المحيطة بالإنسان لما له من أثر يعود على الإنسان نفسه، من خلال تكثيف الجانب التوعوي المتعلق بالمحافظة على البيئة، وتوجيه جميع المساعي لتقويم السلوكيات السلبية المدمرة للبيئة، خصوصا في أيام الأعياد والإجازات والمناسبات، وأشارت نصراء بنت مسلم الغافرية، من مواطني ولاية عبري، إلى دور المتنزهات والمواقع الطبيعية في الترويح عن النفس للعائلات ومحبي الطبيعة، وقالت إن هناك ممارسات خاطئة لبعض مرتادي المتنزهات والمعالم السياحية، مما يترتب عليها من آثار سلبية على البيئة، وما تسببه من انتشار للبكتيريا، وتشويه المنظر العام، ويقلل استقطابها للزوار، منها رمي المخلفات في المياه الجارية، ورمي الملوثات على الشواطئ مما قد يؤثر سلبا على الكائنات الحية.