1046837
1046837
المنوعات

يحيى مختار: قدمتُ عبدالرحمن الأبنودي

28 يونيو 2017
28 يونيو 2017

القاهرة - حسن عوض:-

يكتب الروائي يحيى مختار حالياً رواية نوبية، غير أنه لم يفصح عن تفاصيلها. يقول: «لا أحب الحديث عن عمل أكتبه، ليس تفاؤلاً أو تشاؤماً، ولكن هذا ما اعتدته، وأتمنى أن ترى النور قريباً».

وفيما يتعلق بقراءاته في ذلك التوقيت يقول: «أقرأ رواية بعنوان: بشائر اليوسفي، لرضا البهات، وأشعر أنني إزاء عمل كبير ومهم». الإشارتان السريعتان من مختار إلى ما يكتبه ويقرؤه جاءا رداً على سؤال: كيف ينظم وقته في رمضان؟ يتذكر مختار أن القراءة المتخصصة أو الثقيلة لم تكن موجودة في فترة البدايات، أو ما يسميها «فترة التلمذة»، ولكنها بدأت تأخذ هذا الشكل في الكبر.

ويقول: «كنا نقضي الإجازات في فترة التلمذة بمراكز الشباب في المعادي، ثم رويداً رويداً عرفنا مركز التجمع في الحسين، كنا نذهب إلى هناك، في رمضان، قبل المغرب، نفطر، ثم نكمل السهرة إلى ما لانهاية، منتقلين بين البرامج الثقافية والفنية المختلفة. أذكر مثلاً أن فاروق شوشة كان لديه برنامج ممتاز، وأيضاً كنا نستمع إلى المطرب الشعبي محمد أبودراع، والشيخ طه. كنا أيضاً نجلس كثيراً على مقهى الفيشاوي لنتبادل الكلام في الأدب والثقافة عموماً. لم نكن نعرف التلفزيون، وكان كل وقتنا للأدب والأصدقاء».

ويضيف: «كانت المسلسلات في فترة الستينيات قيّمة جداً، ومحترمة، وترتكز على أعمال روائية. لم يكن هناك هذا التطويل المتعمد الفج، التطويل الذي يهدف إلى سد خانة طوال أيام رمضان، كانت تلك المسلسلات ومعها البرامج الدينية الهادفة تنجح في لمِّ الأسرة حولها. كانت هناك رائحة جميلة أظن أنها لم تعد موجود الآن لأسباب كثيرة».

كان يحيى مختار بحكم أنه نوبي مرتبط بالجمعيات النوبية، وهناك بالطبع 44 جمعية في القاهرة والإسكندرية، وهو نفس عدد القرى النوبية، كما يقول. كانت تلك الجمعيات تقيم مآدب الإفطار، وبالطبع كان الطعام النوبي حاضراً فيها. يتذكر يحيى مختار الفرق الغنائية النوبية التي كان يشاهدها في منطقتي بولاق وعابدين على وجه التحديد. في هذا التوقيت كوَّن صداقاته، الكاتب والمترجم محمد إبراهيم مبروك، الكاتب محمد صادق روميش، الشاعران عبدالرحمن الأبنودي، وسمير عبدالباقي. يتذكر: «كنا نجتمع في مقهى إيزافيتش، الذي تحول إلى كنتاكي حالياً، كنا نجلس هناك كثيراً لنتحدث في الأدب، وأيضاً أذكر أن هناك ندوة أخرى كنا نحضرها دائماً أنا والأبنودي وكان معنا أمل دنقل بعد مجيئهما من الصعيد مباشرة، وهي ندوة: رابطة الأدب الحديث، التي كان يشرف عليها مصطفى النشرتي، ويساعده في الإشراف عليها عبدالمنعم خفاجي... وكان مقر هذه الندوة وسط البلد بجوار بنك مصر، هناك أتيح لنا مقابلة الناقد الكبير الدكتور محمد مندور وكثير من عظماء عالم الثقافة. استمعنا إلى الأبنودي ودنقل كثيراً، وفيما يتعلق بالأبنودي تحديداً جاءتني زوجته الأولى عطيات الأبنودي بأول ديوان له، حينما كنت رئيساً للبيت الفني بمؤسسة أخبار اليوم، وطلبت أن تنشره. كان ميلاد هذا الديوان على يدي». أسأله: «هل تقصد ديوان: الأرض والعيال؟»، فيجيب: «أنا رجل تجاوزت الثمانين، ومن الصعوبة أن أتذكر، لكن يبدو أنه هو».

ويضيف: «المهم أن هذه كانت نقطة انطلاق الأبنودي، وأذكر أيضاً أنه بدأ كتابة الأغاني، وأصبحت له علاقاته ببعض الفنانين الكبار، ثم راكم أعماله العظيمة، ونشرت له أخبار اليوم عدداً منها، قبل أن يتجه إلى جهات أخرى لطباعة أعماله وعلى رأسها السيرة الهلالية التي حققت نجاحاً فريداً»، ويتابع: «كان محمد خليل قاسم قد خرج من المعتقل، وكان النادي النوبي العام يقيم ندوة بجوار مسرح عابدين، وهكذا بدأ قاسم في إدارة تلك الندوة، التي استطاعت جذب كثير من الكبار في ذلك التوقيت، كالدكتورة لطيفة الزيات، وبهاء طاهر وبالطبع كثير من الشعراء والروائيين الآخرين».

ولد يحــيى مختار في ديسمبر 1936 في قرية «الجنينة والشباك» في النوبة القديمة، وبعد سبع سنوات رحل إلى القاهرة، ونشر أول قصة قصيرة عام 1957 وكتب أول قصة نوبية عام 1970، وله عدد من الأهمال المهمة أبرزها «كويلا، وإندو ماندو، ومرافئ الروح».