1043306
1043306
روضة الصائم

روائع المساجـد الأثريـة العـمانية: مسجد «الصبخة».. يضم نقوشا هندسية ذات الألوان المتعددة

24 يونيو 2017
24 يونيو 2017

الرستاق.. أرض المواقع الأثرية والشواهد التاريخية.. (2)

مدرسة القرآن ببيت القرن.. عطاء بلا حدود من العام 1316 هجري -

سالم بن حمدان الحسيني -

نختتم جولتنا في ولاية الرستاق بإطلالة سريعة على بعض الآثار التاريخية الضاربة في عمق التاريخ في هذه الولاية العريقة، فبعدما استعرضنا سابقا جامع البياضة ومسجد الحجرة و(جامع العلاية) و(مسجد الغياز) الأثرية نستعرض هنا في هذه العجالة لـ(مسجد الصبخة) ومدرسة القرآن الكريم الأثرية الواقعة ببيت القرن..

مسجد الصبخة

يقع مسجد الصبخة أو «السبخة» الشرقي بنيابة الحوقين بولاية الرستاق، بناه سيف بن سعيد الخايفي في بداية الربع الأول من القرن العشرين.. واستعان ببنائه بشخص متخصص في بناء المساجد ويسمى سند بن حميد اليعربي، ويضم المسجد نقوشا هندسية على محرابه الصغير واستخدمت في هذه النقوش ألوان متعددة لا تزال تحتفظ بجماليتها ليومنا هذا رغم عوامل التعرية التي مرت عليه بعد سقوط سقف المسجد.. وكان المسجد قائما بحالة جيدة حتى التسعينيات من القرن الماضي.. حسبما أفاد المواطن صالح الخايفي.

مدرسة القرآن الكريم ببيت القرن

ومن المعالم التاريخية بالرستاق مدرسة القرآن الكريم ببيت القرن التي بناها السيد الزاهد فيصل بن حمود بن عزان البوسعيدي سنة 1316 هجرية.. حسبما جاء في: «الرستاق على صفحات التاريخ/‏‏ مهنا بن خلفان الخروصي.. ص32). ويوجد بهذه المدرسة شاهد كتب عليه ما يلي:

بسم الله الرحمن الرحيم

قد أوقف سيدنا فيصل بن حمود بن عزان البوسعيدي ماله اللاوات قطعتان منه بينهما طريق، وقطعة أنزل من سقي فلج بو ثعلب من الرستاق، ومعه أربعة آثار ماء من مائة من هذا الفلج ليسقى بهن هذا المال، فأثر منهن ردوده من انقضاء ربع من النهار من آد الواسع هذا، وأثراه ماء ونصف أثر ماء منهن ردوده منهن ردودهن من آخر النهار، بقيت ثمانية آثار من آد سليمان من هذا الفلج، وأنه قد أوقف غلة هذا المال لتنفذ أولا فيما يحتاج له من إصلاح وفسل وعمار، وفي إصلاح المدرسة والبيت اللذين أوقفهما بمحلة بيت القرن من الرستاق في تجديد ما خرب وضاع فيها، وما يفضل من غلة هذا المال بعد ذلك يؤتجر به من يقعد بعلم القرآن العظيم والآداب والكتابة بهذه المدرسة كل يوم صباحا ورواحا إلا يوم الجمعة وأيام الأعياد وقبلها خمسة أيام، وأنه قد أوقف هذا البيت يسكنه المعلم الذي يعلم بهذه المدرسة، وإن شاء أقعده لنفسه، وحرام على المعلم أن يأخذ شيئا من غلة هذا المال إلا ما فضل من إصلاحه وعمارته بفسل وغيره والمدرسة والبيت كذلك، وقد أوقف سيدنا الثقة المقدم ذكره جميع ذلك المكتوب هنا وقفا أبدا لا يحول ولا يبدل ولا يزال ولا يغير ولا يملّك حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وأشهدني على ذلك وكفى بالله شهيدا، فمن بدله بعدما سمعه فإثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم، وذلك بتاريخ يوم 24 من شهر رجب 1313، وكتبه العبد الفقير سالم بن سيف بن سعيد اللمكي بيده.

شهدوا بذلك سيدنا إبراهيم بن قيس بن عزان، والمشايخ ماجد بن خميس العبري، وراشد بن سيف اللمكي، وعبدالله بن محمد الهاشمي، وسليمان بن سعيد البوسعيدي، ولا حول ولا قوة إلا بالله. شهد الله وكفى بالله شهيدا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم». كما يوجد بالمدرسة أيضا عدة شواهد أخرى وهي عبارة عن ثلاث صفائح صخرية أخرى متشابهة فيما كتب فيها وكأن الموجود هو عبارة عن آيات قرآنية على شكل رقية، ومحلة بيت القرن تقع في الجهة الجنوبية من قلعة الرستاق وتتكون من عدد من المنازل التراثية ومن الآثار التاريخية بهذه المحلة قبة الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي «مؤسس الدولة البوسعيدية» الذي توفي سنة 1198هـ/‏‏1783م والتي تم تجديد بنائها والمسجد المجاور لها في عام1412هجري، وهي قبة دائرية الشكل ذات قطاع مدبب وتقوم على جدران مربعة لها باب واحد ونوافذ بإطارات جصية مزخرفة.

وتضم هذه القبة ضريح الإمام وخارج قبة الضريح يوجد قبران لبنات السيد حمود بن فيصل وهما «عزة وأصيلة» وقبر آخر لعمتهما شيخة بنت عزان بالجانب الشرقي من القبة، وقبور أخرى لأطفال دون البلوغ من أولاد السيد سعود بن عزان بن قيس «المصدر: «الرستاق على صفحات التاريخ» لمهنا بن خلفان الخروصي ص32» وعلى الرأس الغربي من بيت القرن يوجد ضريح الإمام سيف بن سلطان الأول «قيد الأرض». وفي ختام هذه الجولة نكرر شكرنا الجزيل للجنة الثقافية بنادي الرستاق الرياضي الثقافي حيث رافقنا في هذه الجولة الاستطلاعية ممثل اللجنة الباحث حمد بن سالم بن سيف الذهلي الذي لم يبخل علينا بأي معلومة تاريخية عن هذه الأماكن والشواهد التاريخية حيث زودنا بالمصادر اللازمة لهذه التغطية المتواضعة.. مقدرين له هذا الجهد الذي بذله معنا.