1043359
1043359
عمان اليوم

سوق مطرح .. إقبال واسع للسياح والمواطنين وملاحظات حول قلة المواقف

24 يونيو 2017
24 يونيو 2017

تشكل زيارته في العيد ذاكرة مهمة في حياة العمانيين -

كتب ـ أحمد بن صالح العبري -

أحمد بن مسعود الحاتمي -

يعتبر سوق مطرح أحد الأسواق المعروفة والمشهورة والذي يقع في قلب العاصمة العمانية مسقط، ويعد من أقدم الأسواق العمانية الذي أمسى جزءا مهماً في حياة العمانيين قديماً وحاضراً حتى يومنا هذا.

ويحوي السوق العديد من المحلات التي تتضمن سلعا مختلفة ومتنوعة كالبهارات والأغذية والفضيات والذهب والملابس وغيرها من الكماليات، ويشتهر السوق بوجود السلع ذات طابع تراثي بداخله.

ويقصد الناس سوق مطرح قبل أيام العيد بشكل كبير حيث يقصدون السوق من أجل شراء حاجياتهم من ملابس أو فضيات وذهب وغيرها من الكماليات، ويستقبل سوق مطرح رواده هذه الفترة تزامنا مع نهاية الشهر الفضيل وذلك من أجل استعدادهم لعيد الفطر المبارك، ومع اقتراب أيام العيد تختلف الأسعار وتتنوع المنتجات ويزيد الطلب على بعض السلع.

احتياجات استهلاكية متنوعة

وفي حديث مع عبدالله بن خليفة العبري قال: يعتبر سوق مطرح من الأسواق التقليدية في السلطنة حيث تتوفر فيه أغلب الاحتياجات الاستهلاكية ابتداء من المواد الغذائية والبهارات والأقمشة والفضيات، وأكثر الفترات التي أقصد فيها سوق مطرح هي الأعياد والمناسبات وذلك من أجل شراء السلع التي احتاجها لتلك المناسبات كالملابس والأحذية، ومن المعروف أن السوق يضم محالات كثيرة تختص بالفضيات والتي يشتهر بها السوق حيث يوجد جناح أو سوق كامل يسمى سوق الذهب وعادةً ما يقصده المشترون لتبضع المشغولات اليدوية الفضية وشراء الذهب، ومن جانبي فقد قصدت سوق الفضيات هذه المرة من أجل تنظيف الخنجر القديمة حيث يتوفر مختصون في هذا المجال.

ويضيف العبري حول السلبيات أو الصعوبات التي يواجهها في السوق حيث أشار إلى أن السوق يكتظ بالناس بشكل كبير قبيل الأعياد وهذا ما يجعل عملية التسوق صعبة بعض الشيء بسبب ضيق الممرات، مما يخلق جوا لا يناسب العوائل والأطفال كما أن عدد المواقف في السوق قليلة مما يضطرك للوقوف في مسافات بعيدة حيث يضيف عبئا على مرتادي السوق من خلال المشي لمسافات طويلة مع أخذ الاعتبار أن هناك أغراضا ومشتريات ثقيلة، ومن جانب آخر فإن السوق غير مكيف بمعنى أنه في أوقات الصيف يصبح فيه الجو حارا بشكل كبير بالإضافة إلى ازدحام الناس داخله.

وأضاف خالد الأمبوسعيدي في حديثه المسترسل عن السوق: كوني أعمل بمسقط فأنا اذهب غالبا للمشي بجانب الكورنيش وقليلا ما ادخل السوق إلا إذا كنت أنوي شراء بعض الأغراض كالبخور واللبان والكمة العمانية، كما أن اغلب الأوقات التي أحب الذهاب فيها بالليل وخاصة في فصل الصيف، بالنسبة لأسعار المواد بالسوق أعتقد بأنها تتناسب بشكل عام مع نظيراتها في أماكن أخرى بل أن بعضها سعرها اقل، السوق أيضا يوفر فرصة لأصحاب المشاريع الصغيرة من خارج السوق بسبب وجود البيع بالجملة وبأسعار مخفضة، أما في وقت الأعياد مثلا فتحدث زيادة في بعض المعروضات، وأعتقد أن هذه ظاهرة طبيعية حيث يزداد الطلب على بعض هذه المعروضات كالملابس والعطور والحلي وبعض أصناف المأكولات وهذه الظاهرة طبيعية بسبب عموميتها في معظم الأسواق حتى خارج مسقط.

موقع مناسب للتسوق

واكد الأمبوسعيدي أن موقع السوق مناسب جدا خاصة انه يقع على البحر وبمحاذاة الكورنيش مما يجذب السياح من الداخل والخارج وخصوصا بوجود ميناء السلطان قابوس بجانبه والذي يستقبل السفن السياحية والذي يضيف شكلا مقبولا خاصة مع الإضافات الجديدة والتحديثات التي أقيمت قريبا ولكن اعتقد بأنه بالإمكان تحسين شكله بإضافة إنارة متعددة الألوان والأشكال لإضافة جمالية اكثر، من ناحية السلع هي تتناسب مع الطابع التراثي العماني من ناحية الأزياء والمقتنيات البيتية وبعض الأكلات، واعتقد هذا ما يبحث عنه السياح كذلك، لذلك افضل عدم إضافة سلع أخرى.

وأشار إلى أن نظام تصريف الماء متواضع خاصة في وقت الأمطار الغزيرة، هذا الموضوع يحتاج لإعادة النظر وتهيئته من جديد أحيانا يتجمع الكثير من الناس ليسوا زبائن ولا باعة فقط يتجمعون لقضاء الوقت والدردشات عند مداخل السوق مما قد يسبب إزعاجا للسياح أو المشترين وقد سمعنا قبل فترة أخبار عن إعادة تأهيل المنطقة بالكامل بما فيها السوق والميناء والشوارع وهدم بعض البيوت القديمة وعمل جسور وفنادق راقية وغيرها. ولا أدري أين وصل هذا الموضوع ولكن أعتقد أنها ستكون خطوة جيدة لو تم العمل بها، وأضاف: «أحيانا يحاول بعض الباعة استغلال السياح وعرض أسعار خيالية هو ما قد يؤدي إلى نفور السياح، و قد يكون من المهم مراقبة الأسعار وإصدار لوائح تنظيمية توزع على التجار تتضمن نقاط كالمحافظة على الأسعار ونظافة المكان وحسن الترتيب وعرض السلع بطرق منظمة وجمالية».

حركة سياحية وحرارة مرتفعة

وقال عبدالله بن يعقوب البلوشي أحد تجار الفضيات في السوق: «بالنسبة للأسعار في سوق مطرح ثابتة لا تتغير سواءً في المناسبات أو في الأيام العادية، وأشار إلى أن أغلب الزوار يكونون من الأجانب حيث يتواجدون بكثرة في الأشهر من فبراير إلى شهر يونيو، أما بالنسبة إلى العمانيين فيتواجدون يوميا بشكل مستمر، ويزيد الإقبال بشكل كبير أثناء المناسبات مثل ما يحدث في هذه الفترة قبيل عيد الفطر».

وأشار محمد حسين من الجالية الهندية وهو عامل في متجر لبيع المصار والكمة العمانية في سوق مطرح: ان السوق شهد إقبالاً من ناحية السياح والمواطنين وحركته التجارية في الفترة السابقة أكثر من الحاضر. وأضاف قائلا: « إنه طيلة 27 عاما قضاها وهو بائع في المحل بأن السوق قد شهد بعض التطورات من إضافة بعض المواقف وصيانة بعض المحلات لكن مازال غير كافٍ بسبب زيادة عدد الزوار إليه كل عام، وأيضا ارتفاع درجة الحرارة أصبح عاملاً في تراجع الزوار إلى سوق مطرح. وأشار إلى أن أغلب زوار السوق يقبلون إلى شراء الكماليات والملابس والذهب والفضة في أيام العيد.

ازدحام وأسعار مناسبة

وتحدث عبدالله بن سعيد العبري بقوله: إنني أقصد سوق مطرح دائماً عند حاجتي إلي أغراض العيد والمناسبات حيث إنني أجد أكثرها في سوق مطرح كما أن عملية التنقل بين المحلات سهلة وسريعة، ومن جانب الأسعار فإن هنـاك محلات تعرض السلع بسعر أقل من المحلات في الأسواق الأخرى بالإضافة إلى زيادة التنافس بين التجار داخل السوق مما يجعلهم يخفضون السعر لجذب الزبائن، ولكن هناك بعض التجار الذين يستغلون فترات ما قبل العيد لزيادة سعر بعض السلع المطلوبة والتي تلقى رواجا كبيرا ويعود ذلك لكثرة إقبال الناس عليها، وحول الصعوبات التي أواجهها داخل السوق فإن ضيق المكان وقلة المواقف يجعلان عملية التنقل صعبة، وعلى العموم فإن سوق مطرح يخدم العملية الشرائية للناس بشكل كبير وهو ما جعل منه مقصد أغلب الناس في أيام العيد وخير شاهد على ذلك أن الشارع المؤدي للسوق يتوقف بشكل كامل أحياناً بسبب ازدحام الناس.