1043667
1043667
العرب والعالم

ماكرون يؤكد :رحيل الأسد لم يعد أولوية بالنسبة إلى فرنسا

22 يونيو 2017
22 يونيو 2017

تركيا: أمريكا ستسترد الأسلحة من الأكراد بعد هزيمة «داعش» -

عواصم - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ان رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة لم يعد أولوية بالنسبة لفرنسا التي أصبح هدفها الأساسي محاربة التنظيمات الإرهابية في سوريا، وذلك في مقابلة نشرتها 8 صحف أوروبية امس .

وقال الرئيس الفرنسي «لم أقل بوضوح ان إزاحة الأسد تشكل شرطا مسبقا لكل شيء، لان أحدا لم يقدم لي خلفا مشروعا له!» مكرسا للمرة الأولى هذا النهج الفرنسي حيال سوريا، ومقرا في الوقت نفسه بتعديل موقف باريس.

ولطالما كانت باريس في مقدمة المطالبين برحيل الأسد، ورغم تراجع الإصرار على ذلك بعد الاعتداءات التي شهدتها فرنسا منذ 2015 ، فان النهج الرسمي كان يقول بان الرئيس السوري «لا يمكن ان يمثل مستقبل سوريا» التي تشهد نزاعا داميا منذ أكثر من ست سنوات اسفر عن نحو 320 ألف قتيل. وقال الرئيس الفرنسي «حول هذا الموضوع، قناعتي العميقة هي انه يجب وضع خارطة طريق دبلوماسية وسياسية» بدون أن يأتي على ذكر الأمم المتحدة التي يشكل قرارها الذي اعتمدته في 2015 حتى الآن مرجعية لتسوية النزاع.

وقامت باريس التي كانت تتهم موسكو لأشهر خلت بالتواطؤ في «جرائم حرب» خلال معركة السيطرة على حلب، بتقارب واضح مع روسيا حليفة الحكومة السورية، يستند الى محاربة الإرهاب.

وشدد ماكرون اثر ذلك على ضرورة إرساء الاستقرار في سوريا «لأنني لا أريد الوصول الى دولة فاشلة» وكرر أخيرا «خطوطه الحمر» التي حددها في أول لقاء عقده مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نهاية مايو في فرساي: وهي «الأسلحة الكيماوية ووصول المساعدات الإنسانية»، مؤكدا أنها لا تزال ثابتة.

وكرر ماكرون القول ان فرنسا ستشن ضربات في حال استخدام السلاح الكيماوي «حتى ولو كانت وحدها»، لكنه لم يقدم توضيحات حول الطريقة التي يعتزم فيها فرض احترام خطه الأحمر المتعلق بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

وهناك مئات آلاف المدنيين المحاصرين في سوريا اما من قوات الحكومة او من فصائل المعارضة او المتشددين.

وفي موضوع آخر، قالت تركيا امس إن الولايات المتحدة أبلغتها بأنها ستسترد الأسلحة التي قدمتها لوحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا بعد إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش المتشدد، وذلك في مسعى على ما يبدو لتهدئة المخاوف التركية بشأن الأكراد على حدودها.

وقالت مصادر في وزارة الدفاع التركية إن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس وعد نظيره التركي أيضا بتقديم قوائم شهرية بالأسلحة التي ستسلمها واشنطن لوحدات حماية الشعب، مضيفة أن أنقرة تسلمت بالفعل أول قائمة.

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن تمردا في جنوب شرق تركيا منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي. وقالت أنقرة إن الإمدادات التي تلقتها الوحدات في السابق وصلت في النهاية إلى أيدي حزب العمال ووصفت أي أسلحة تتلقاها هذه القوات بأنها تهديد لأمنها.

وتعتبر الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب حليفا رئيسيا في الحملة العسكرية على تنظيم داعش في الرقة، معقل التنظيم الحضري الرئيسي في سوريا. وانطلقت حملة استعادة الرقة قبل أسبوعين لتزيد الضغوط على التنظيم المتشددة الذي يواجه الهزيمة أيضا في الموصل وهي معقله بالعراق.

وذكرت المصادر أن ماتيس قال أيضا في الرسالة إن العرب سيمثلون 80% من القوات التي ستسعى لاستعادة مدينة الرقة السورية وإن قوات عربية ستسيطر على المدينة التي تقطنها أغلبية سنية عربية بعد استعادتها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر كردية أمس الأول إن تركيا أرسلت تعزيزات تتضمن قوات ومركبات ومعدات إلى منطقة في شمال سوريا تقاتل فيها تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب.

ولم يعلق المسؤولون الأتراك لكن قال المرصد ومقره بريطانيا إن التعزيزات التركية اتجهت إلى جنوبي مدينة أعزاز التي يسيطر عليها مقاتلون سوريون مدعومون من أنقرة، وهي منطقة قريبة من الأراضي الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب.

من جهة أخرى، أعلنت بلجيكا أن طيران التحالف الدولي الذي يشن ضربات ضد تنظيم «داعش» في سوريا، علق طلعاته الجوية غرب الفرات، استجابة للتحذير الروسي بعد حادثة استهداف التحالف طائرة تابعة لسلاح الجو السوري في الرقة. وقال قائد القوات الجوية البلجيكية فريديريك فانسينا، ان «طائرات التحالف لم تحلق فوق الأراضي السورية غرب نهر الفرات في يومي الـ20 والـ21 من يونيو استجابة لتحذير وزارة الدفاع الروسية».

وكانت وزارة الدفاع الروسية أكدت الاثنين الماضي، أن وسائل الدفاع الجوي الروسية الأرضية والجوية ستواكب أي أجسام طائرة بما فيها المقاتلات والطائرات المسيرة التابعة للتحالف الدولي وسيتم رصدها غرب نهر الفرات باعتبارها أهدافا جوية، وأشار قائد القوات الجوية البلجيكية فريديريك بهاذ الصدد، إلى أن الروس يملكون رادارات وصواريخ في غاية الفعالية.