العرب والعالم

عشرات القتلى والجرحى في تفجير انتحاري بولاية هلمند

22 يونيو 2017
22 يونيو 2017

الانتخابات الأفغانية المؤجلة تجرى في يوليو المقبل -

كابول - (وكالات): قتل 34 شخصا على الأقل وأصيب العشرات بجروح عندما استهدف انفجار قوي بسيارة مفخخة أمس مصرفا في لشكر كاه الأفغانية أثناء اصطفاف موظفين حكوميين مدنيين وعسكريين لسحب رواتبهم، في آخر فصول الاعتداءات الدامية خلال شهر رمضان.

وانقلبت السيارات وتناثر الحطام المتفحم، فيما علت سحب الدخان فوق المكان إثر الانفجار الذي ضرب بنك كابول الجديد في عاصمة ولاية هلمند.

وانفجرت السيارة قرب صف من المدنيين والموظفين الحكوميين الذين شكلوا طابورا خارج المصرف من أجل الحصول على رواتبهم قبل أيام على إجازة عيد الفطر.

وقال مدير مستشفى «بوست» الحكومي، مللا داد تابيدار لوكالة فرانس برس: إن «34 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب العشرات بجروح في تفجير أمس» فيما حمل الضحايا الملطخون بالدماء على نقالات. وأضاف تاديبار أن بين القتلى مدنيين وعناصر شرطة محذرا من أن العدد قابل للارتفاع.

وتسبب اعتداء مشابه وقع في فبراير بمقتل 6 أشخاص على الأقل عندما قاد انتحاري من حركة طالبان سيارته المفخخة لصدم جنود أفغان اصطفوا خارج مصرف في لشكر كاه لتسلم رواتبهم.

وبقيت ولاية هلمند على مدى أعوام مركز التدخل العسكري الغربي في أفغانستان، إلا أنها غرقت مؤخرا أكثر فأكثر في مستنقع العنف وعدم الاستقرار الذي يمزق أفغانستان.

وتسيطر حركة طالبان على أراض واسعة في الولاية التي تنتشر فيها زراعة الأفيون - إحدى مصادر تمويل الحركة المتمردة التي هددت مرارا بأنها ستسيطر على لشكر كاه.

وتستحوذ طالبان فعليا أو تحاول السيطرة على عشرة من 14 إقليما في هلمند، حيث قتل أكبر عدد من القوات البريطانية والأمريكية في أفغانستان خلال العقد الأخير. وأجبر تنامي القتال العام الماضي آلاف الأشخاص على الفرار إلى لشكر كاه من أقاليم مجاورة.

ومنذ إطلاقهم هجومهم الربيعي في نهاية أبريل، كثف مقاتلو طالبان اعتداءاتهم الدموية على الجيش والشرطة الأفغانيين في هلمند وغيرها.

وشنت طالبان الأحد هجوما منسقا على مقر الشرطة في غارديز جنوب شرق أفغانستان، في عملية استغرقت حوالي عشر ساعات وأسفرت عن مقتل خمسة عناصر شرطة وإصابة تسعة فيما أصيب 13 مدنيا بجروح.

وقتل الاثنين ثمانية حراس أفغان يعملون في أكبر قاعدة أمريكية في أفغانستان في كمين استهدف موكبهم، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه.

ويتوقع أن تعلن واشنطن قريبا عن زيادة عدد قواتها المنتشرة في أفغانستان دعما للقوات المحلية التي تحاول جاهدة السيطرة على تمرد طالبان. وكان قادة عسكريون أمريكيون في أفغانستان طالبوا بنشر آلاف من الجنود الإضافيين على الأرض.

ويبلغ عدد الجنود الأمريكيين في أفغانستان حاليا نحو 8400، إضافة إلى 5 آلاف من حلف شمال الأطلسي، يتمثل عملهم خصوصا في تقديم التدريب والمشورة. وهذه الأرقام أقل بكثير من مائة ألف جندي أمريكي كانوا منتشرين منذ 6 سنوات.

وهذا الشهر، أقر وزير الدفاع جيم ماتيس أن الولايات المتحدة لا تزال «غير رابحة» في أفغانستان بعد مرور 16 عاما على إطاحتها نظام طالبان.

وأعلن ماتيس أنه سيقدم خلال الأسابيع القليلة القادمة استراتيجية بلاده الجديدة المتعلقة بأفغانستان، بما في ذلك أعداد الجنود المعدلة، إلى الرئيس دونالد ترامب.

والنزاع الأفغاني هو الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تخوض القوات التي تقودها واشنطن حربا في أفغانستان منذ الإطاحة بنظام طالبان عام 2001.

من جهة أخرى حددت أفغانستان السابع من يوليو 2018 موعدا لإجراء انتخابات البرلمان والمجالس الإقليمية المؤجلة.

وكان مقررا في البداية أن تجرى الانتخابات في يونيو 2015 ولكن جرى تأجيلها بسبب الخلافات بين الرئيس أشرف غني والرئيس التنفيذي عبدالله عبدالله بشأن الإصلاحات الانتخابية.

ومدد غني ولاية البرلمان بمرسوم رئاسي، ولكن التساؤلات لا تزال قائمة بشأن شرعية هذه الخطوة.

وقال نجيب الله أحمد زاي، رئيس لجنة الانتخابات المستقلة الأفغانية أمس إن الموعد الجديد تحدد بعد مناقشات مع الحكومة.

وقال المانحون الدوليون: إن الانتخابات البرلمانية ضرورية للبلاد لمواصلة تعاونهم ومساعدتهم المالية لأفغانستان.